|
قراءة لورقة الثعبان وجلوده
علي عافه إدريس
aliafaa@yahoo.com
(ورقة
الثعبان وجلوده)
ورقة
الثعبان وجلوده ورقة تم إعدادها بتاريخ 2مارس 2009م من قبل فريق عواتي التابع
لموقع عواتي في شبكة الإنترنيت ،والورقة تتكون من سبعة عشر صفحة ، وقد تم تخصيص
صفحة تقريباً للمقدمة والصفحات الباقية لقائمة أسماء حاشية الرئيس أسياس أفورقي ،
وتتكون القائمة من تسعة وسبعون إسماً تم ترتيبهم أبجدياً حسب الأبجدية الإنجليزية ،
ويبرر معدي الورقة ذلك أنه كان في السابق هناك تسلسل هرمي من نوع ما ، يسمح بمعرفة
من رفع التقرير لمن ولماذا ، ولم يكن هناك تجاوز مهم للبروتوكولات ، أما الأن أهم
مايميز النظام عدم وجود نظام التراتبية الوظيفية ، وأنا هنا لديّ مجموعة من
الملاحظات العامة والخاصة التي سأسعى لتفصيلها ، و بودي في البداية أن أنبه القارئ
أن ملاحظاتي هذه لا تقلل من شأن الورقة بأي حال من الأحوال إن لم تزيدها قوة ومتانة
خاصة أن معدي الورقة قد ذكروا أنها قابلة للتحديث بشكل منتظم وهذه الملاحظات هي
كالأتي :
أولاً :
الملاحظات العامة:
(1)
تسمية الورقة
بالثعبان وجلوده ، على الرغم من أنها تسمية ثقيلة إلى حد ما ، و كذلك هي تسمية لا
تعكس عند قرأتها في الوهلة الأولى مدلولها ، إلا أنها تسمية موفقة إلى حد بعيد ،
حيث عادةً يبدل الثعبان جلده لتجديد بشرته الخارجية مما يجعله كثيف القوام،
وتساعده هذه
العملية ليكون اكثر شباباً وحيوية، وأشد قوة ومقاومة في
صراعة
ضد اعدائه ، كما أن عملية تبديل الجلد تمكن الثعبان من ايجاد حاجز لجسمه يمنع عنه
المؤثرات المؤذية،
مثل "الأشعة
فوق البنفسجية ، وأنا إعتقد أن عملية إستبدال أسياس لمساعديه ومعاونيه والبحث
دائماً عن الذي يتميز بالقوة في تنفيذ الأوامر مع توافر إمكانية السيطرة عليه تمثل
جزء مهم من سر إستمرار أسياس كل هذه المدة الطويلة .
(2)
أن الجهد
المبذول في إعداد الورقة هو جهد كبير دون شك فليس من السهل في ظل نظام عسكري سر
قوته يكمن في سيطرته الأمنية على البلاد والمواطنين أن تجمع معلومات مهمة عن
ركائز هذا النظام من العنصر البشري ، وبالتأكيد أن هذه المهمة تزداد صعوبة إذا
علمنا أن ليس هناك أي مصادر رسمية يمكن من خلالها جمع معلومات عن هؤلاء الأشخاص .
(3)
هناك أسماء
وردت في الورقة الأولى
(المتهمين
: اسياس وزمرته
) والتي تعتبر ورقة الثعبان
وجلوده تطويراً لها حسب إفادة الفريق المعد ، لم ترد أسماءهم في هذه الورقة على
الرغم من أهمية هذه الأسماء والمناصب التي تتقلدها ، وانا صراحة لم أجد سبب يمكن
أن أبرر به تجاهل هذه الأسماء، وهذه الأسماء هي :
·
الجنرال ابرها كسا
·
نايزقي كفلو
·
محمد عمر محمود
·
زمهرت يوهنس
·
يوسف صايغ
(4)
أن ما كتبه الفريق من نبذة أمام كل إسم
كان بسيطاً جداً ، وأحياناً بدون معنى حقيقي ، وأن ما كتبه الفريق عن البعض في
الورقة الأولى أفضل مما كتب في الورقة الثانية.
(5)
جاء في إطار الحديث عن رمضان محمد نور بإعتباره من مؤسسي الجبهة الشعبية و عن
كيفية تكون الجبهة الشعبية
من مسيحيي المرتفعات (PLF2
)، وقبيلة عوبل (عوبليين )من منطقة القاش ، ومسلمي سمهر منطقة البحر الأحمر(
PLF1
) ، والحقيقة أن التي تكونت من المجموعات الثلاثة هي قوات التحرير الشعبية وليست
الجبهة الشعبية ، كما أن عوبل هي منطقة وليست قبيلة .
ثانياً :
الملاحظات الخاصة :
(1) عدد
المسحيين في القائمة (67) شخص ليس من بينهم من إلتحق بالثورة في الستينات أو بداية
السبعينات ، حيث أن كلهم من الذين إلتحقوا بالثورة عامي 1975ــ 1976م .
(2) عدد
المسلمين في القائمة (12) شخص
تتكون مجموعة
المسلمين من تسعة رجال وثلاثة نساء ، كما أن من بين مجموعة المسلمين هناك أثنان قد
تمت إحالتهم رسمياً للتقاعد هما رمضان محمد نور و موسى رابعة ،
وهؤلاء حسب ترتيب ورودهم في الورقة هم : ـ
عبد الله جابر
ـ
الأمين محمد سعيد
ـ على
عبده
ـ
آمنه نور حسين
ـ
فوزية هاشم
ـ
حفون
ـ
عيسى أحمد عيسى
ـ
موسى رابعة
ـ عمر
طويل
ـ
رمضان أولياي
ـ
رمضان محمد نور
ـ
سلمى حسن .
(3) أن معظم
أفراد المجموعة المسلمة تجد عندهم في الغالب معلومة ملفتة لا تجدها عند أقرانهم من
المسيحيين ، سواء كانت هذه المعلومة في كيفية تدرجه في المناصب ، أو في معاملة
الأخرين له أو في تاريخه البطولي ، أو في نقاط ضعفه ... الخ ، وأنا هنا سأركز في ما
كتب عنهم و أثار إنتباهي فقط وأتجاهل الباقي وأرجو من القارئ الكريم أن يركز معي
في ماكتب عن رمضان محمد نور :
* عبدالله
جابر :
عندما
عقدت الجبهة الشعبية لتحرير إريتريا مؤتمرها التنظيمي الثاني ، بعد الإستقلال
وتحديدا بعد المؤتمر الثالث عام 1994م ارتقى الرجل ونطح السماء حيث وجد نفسه في
منصب مدير الشؤون التنظيمية للجبهة الشعبية للديمقراطية والعدالة، وبهذه القفزة لم
يتفوق على نظرائه فقط بل تجاوز الحرس القديم أيضا.
* الأمين
محمد سعيد : ترأس قسم الإعلام لفترة طويلة بمشاركة هيلي درع (G-15)
وعمل عضو في اللجان التحضيرية لكل مؤتمرات التنظيم بمعية الدماغ السياسي للجبهة
السيد هيلي درع ، كان محمد سعيد ضعيفا وسهل القياد في 1977م . وبعد المؤتمر
التنظيمي الثاني تم تعيينه مسؤولا عن العلاقات الخارجية مقيما في فرنسا-باريس ،
أعيد من فرنسا إلى الميدان وتم تعيينه في قسم الإعلام، وبعد التحرير تم تحجيمه إلى
منصب أدنى كأمين عام للجبهة الشعبية للديمقراطية والعدالة مما يعني وضعه في خانة
المهملات، وقد أصيب بالإحباط وفقد نفوذه السياسي منذ ذالك الحين .
* علي
عبده : عمل لدى إسياس أفورقي بوظيفة عامل مقسم (أوبريتر) في منطقة عنبربب . كان
شخصا مغمورا لا يعرفه أحد حتى جاء الإستقلال وعندها تمكن على عبده من إكمال دراسته
في الإعلام بالمراسلة من مدرسة لند ن للصحا فة ، كان يعلق في مكتبه صورة
ضخمة لإسياس أفورقي أثناء عمله في إتحاد الشبيبة مما اعتبره البعض (متعارضا مع
المبادئ الثورية) عبادة وثنية من حرس قديم ، لم يعتذر على عبده ، برر موقفه من هذا
التصرف بمقارنته بتعليق الأمركيين صورة الرئيس بيل كلنتون في المكاتب الحكومية ،
على عبده هو شخص ذكي و طموح، ولكنه مسخر بشكل كلي لخدمة إسياس أفورقي ، كما أن
وزارته (وزارة الإعلام) هي عبارة عن مكتب علاقات عامة لإسياس أفورقي.
* حفون :
الرتية العسكرية عميد، هو أحد الأبطال الذي أنقذو مدينة عصب من السقوط في أيدي
القوات الإثيوبية في الحملة العسكرية الثانية عام2000 عندما رفض الإنصياع لأوامر
أسياس أفورقي بإخلاء المدينة والإنسحاب منها تجاه مصوع، فقد رد على إسياس بقوله (إن
الطريقة الوحيدة التي يمكن للجيش الإثيوبي أن يحتل عصب من خلالها هي العبور فوق
جسدي أو جثتي)، وهذه القصه تم تداولها مرار وتعزيزها من عدة مصادرعلى أنها قصة
حقيقية حدثت بالفعل، هذا الموقف البطولي جعل من العميد حفون بطلا قوميا، لكنه
بالمقابل جعله عدوا مباشرا ودائما لدى إسياس أفورقي، لأن هذا الموقف دليل يتذكره
الشعب بأن أسياس هو مجرد إنسان مبتدء عندما يتعلق الأمر بالخطط
(التكتيكات) والإستراتيجيات العسكرية.
* عيسى
أحمد عيسى : سفير إرتريا الحالي لدي السودان ، بدايته مع النضال كانت من خلال
عمله كادر في شؤون تنظيم الجماهير حيث عمل تحت إمرة (ودي فتوراري) ، عميل سري في
المخبارات والأمن، أصبح عيسى مسؤول مكتب الجبهة الشعبية في القضارف ثم كسلا، ثم عمل
قنصلا في الخرطوم .
* عمر
طويل : الرتبة العسكرية لواء، قائد، المنطقة الجنوبية: نقطة ضعف هذا الرجل تكمن
في تناول الكحول ومجارات النساء الرخيصات. مركز قيادته في مندفرا ، له قضايا عديدة
تتعلق بالتسبب بحوادث مرور أثناء القيادة تحت تأثير الكحول.
* رمضان
أولياي : بعد التحرير قد تم تعيينه سفيرا لدولة إرتريا لدى سوريا كأول مهمة له
بعد التحرير، إلا أن السلطات السورية رفضت اعتماده سفيرا لديها، مما قاد إلى سلسلة
من المراسلات الدبلوماسية بين البلدين اتسمت بتقليل الشأن بشكل متزايد شخص
كثيرالوساوس و الشكوك، شخص أمين، لقد درج في الواقع على إعادة أي مبلغ مالي غير
مستخدم من مصروف النثريات اليومي عندما يكون في رحلة عمل، عدم التعليم و عدم
البراعة أكسبه لقب (فاره) وسط محارف (عبارة حريف) الجبهة، مطيع لكل أوامر
الديكتاتور .
* رمضان
محمد نور : استقال رمضان من جميع مناصبه في الحكومة والتنظيم خلال
المؤتمرالتنظيمي الثالث سيئ الطالع، في الواقع إسياس هو من قال بأن رمضان يجب طرده
من الخدمة ولكن تدخل كل من بطرس سلمون وهيلي ولد تنسائي (درع) في الموضوع، وأقنعا
الرجل بإظهار رغبته في الإستقالة بحجة كبر السن، ما حدث بالفعل هو: أن درع و بطرس
لم يتفقا مع إسياس في موضوع طرد رمضان لأن طرده سيكون حماقة تاريخية ونقطة سوداء
ترتكبها الجبهة بحق أحد القيادات التاريخية للتنظيم وسيكون من الأفضل تصوير الأمر
على أنه استقالة استندت على رغبة شخصية لرمضان لحفظ ماء وجهه ، إنه لأمر
مفجع وخيانة غير مسبوقة في الواقع
.
|
