Welcome to http://www.omaal.org g مرحباً بكم في أومال صوت جموع المناضلين من أجل الديمقراطية والسلام .. المقاومين للظلم والدكتاتورية الإنعزالية في بلادنا / صوت الذين لا صوت لهم
08/10/1445 (16 أبريل 2024)
التصفح
· الرئيسية
· أريتريا في سطور
· الأخبار
· التحليل السياسي
· المقالات
· حوارات
· سجــل الخالدين
· قادة ومؤسسون
· مجموعة الأخبار
· جداول الجنود الهاربين من الخدمة العسكرية للنظام الديكتاتوري
· آداب وفنون
· دراسات ووثائق
· الاتصال بنا
· معرض الصور
· البحث
· دليل المواقع
· الذكرى 49 لإنطلاقة جبهة التحرير الإرترية
· ملفات PDF
صراع الأخوه الأعداء /  حرب بادمى بقلم / عمر جابر عمر

صراع الأخوه الأعداء

  حرب بادمى

بقلم / عمر جابر عمر

 ملبورن – استراليا

    هذا موضوع قديم جديد .... قديم بحكم التاريخ الذى جرى فيه الحدث ، وهو جديد لآن فصوله لم تصل الى نهايتها والخاتمة لم تكتب بعد .

 كان معظم الارتريين لاسباب سأشرحها لاحقا يؤيدون موقف الحكومة الارترية فى ذلك الصراع وحتى المعارضة الارترية حاولت تغليب المشاعر الوطنية على المواقف السياسية ولكن اليوم وبعد تراكمات سياسية ومواقف تكررت داخليا وخارجيا أصبح المواطن الارتري العادي يسأل : هل كنا على حق فى تفجير ذلك الصراع او الدخول فيه أصلا ؟ ألم يكن من الممكن تفادية والبحث عن وسائل اخرى – سلمية لحل الخلاف ؟ وهل الصراع مع الجيران أصبح طبيعة هذه النظام ( اليمن – السودان – جيبونى ) ولماذا أصبحنا نحن الارتريين موضع شك من كل العالم ؟ لماذا يشير علينا العالم بأننا مصدر الشغب وعدم الاستقرار فى القرن الافريقي ؟؟

  اتصل بي عدد من الارتريين من الجيل الجديد ( جيل الدولة ) يطلبون منى أن أكتب فى هذا الموضوع . كنت مترددا فى البداية لآننى من جهة كنت منهمك فى قضايا أعتبرها أكثر الحاحا وضرورة للحوار الوطنى ومن جهة ثانية فان الصراع كما ذكرت لم يصل الى نهايته . ولكن ربما لهذا السبب بالتحديد . اي انه قائم وربما ينفجر فى أي لحظة فقد بادرت للاستجابة لا لحاح الطالبين .

 واستنادا الى قاعدة (( انصر اخاك ظالما أو مظلوما )) قررت أن أتناول الموضوع ولكن بفهم محدد لتلك المقولة :

  اذا كان مظلوم – واجب عليك نصرته والوقوف معه بكل ما تملك حتى يجد حقه – واذا كان ظالما – تنصحه وتدعوه للتراجع وترك ماهو فيه وان يستغفر الله ويتوب .

  عام 1992م زرت ( أسمرا ) ضمن وفد جبهة التحرير الارترية – التنظيم الموحد – جرت عدة لقاءات مع قيادة الجبهة الشعبية وعلى رأسها لقاء رئيس الحكومة المؤقته فى ذلك الوقت ( اسياس أفورقى ) . ولكن اللقاء الذى علق فى ذهنى ومازالت أذكره حتى اليوم كان مع وفد جاء لزيارتنا فى فندق (( نيالا )) يتكون من (( على سيد – الامين محمد سعيد – نايزقى كفلو .

  قبل تلك الزيارة لاسمرا لم أكن قد التقيت بقيادات الجبهة الشعبية وجها لوجه – فى مرحلة الثورة لم أكن فى جهاز تنفيذي يتيح لى اللقاء معهم – وكنت أسمع عنهم من قيادات جبهة التحرير التى كانت تلتقيهم .

  فى تلك الزيارة تحدث الاثنان على سيد والامين محمد سعيد بأنبهار وحماس واعجاب عن تحالفهم مع ويانى تقراي وكيف ان ذلك التحالف كان يمثل وعيا استراتيجيا لتحقيق النصر . فى مرحلة الدولة ستستمر تلك العلاقة للبناء وقد تم بالفعل الاتفاق معهم ( تقراي ) للسير فى هذا الاتجاه !

 كان الاثنان وزراء للداخلية والاعلام ( على التوالى ) . وأخيرا تحدث  ، نايزقى  ( مساعد وزير الداخلية ) وبعد مقدمة روتينية قال : ان المخاطر التى ستواجه دولتنا الوليدة فى المستقبل القريب ستأتى من تقراي ؟

  قلت لنفسى ربما أخطأ الرجل فى تسمية الآشياء والاطراف – لذا استوضحت منه عن مقاصده – فشرح وفصل بطريقة العارف والذى لديه ( الخبر اليقين  ...  قلت فى نفسى وكنت أعرف علاقته بالرئيس اسياس . انه يريد التمهيد لخطوة ما قد يتخذها النظام قريبا او انه يطالب الناس للاستعداد لعاصفة قادمة من الطرف الاثيوبي . وفى الحالتين شعرت بالرثاء لحال الوزيرين ( المسلمين ) لانهما كانا يحلقان بعيدا فى الفضاء !

  تلك كانت الصورة عام 1995 – ظاهريا كل شئ (( سمن على عسل )) وباطنيا كانت الآمور تجري بإتجاه الطلاق . البداية لاتعنى اطلاق الرصاصة الاولى ولكن من نقل الخلاف السياسى الى حالة حرب مسلحة .

 هنا تتعدد الروايات وتتناقض – كل طرف يدافع عن نفسه ويصور لشعبه والعالم انه الضحية والمعتدى عليه . ولكن السؤال بغض النظر عن البادئ – ألم يكن من الممكن احتواء الآزمة واللجؤ الى الحوار وخاصة وان القنوات كانت مفتوحة بل وحتى اللجؤ الى الهيئات الدولية والاقليميه للتحكيم والفصل فى الخلاف كان متاحا ما أدي الى توفير التضحيات والخسائر التى أصابت الجانبيين ؟ وقبل مناقشة اسباب وحيثيات الصراع وكيف ولماذا انفجر – هنالك ملاحظة اساسية حكمت عقلية القيادات العليا فى البلدين والمناخ النفسي الذى كانت تعيشه شعوب الدولتيين – والذى كان يؤيد ما تقرره قياداته دون وعى أو تسائل .

  أولا :  الشعب الارتري – خرج من صراعه الطويل بعد ثلاثين عاما من التضحيات منتصرا ولكن بقى لديه الشك تجاه النوايا الاثيوبيه ومطامعها وجراح حرب التحرير لم تندمل بعد – لذا فان خطوة من الجانب الاثيوبي تفسر على انها عوده الى الماضى . أضف الى ذلك أن (( ويانى تقراي )) كانت قد فقدت أصلا رصيدا شعبيا كبيرا فى المجتمع الاتري بتحالفها مع الجبهة الشعبية ضد جبهة التحرير الارترية – لذا لم يكن غريبا ان النظام الاثيوبي لم يكن يواجه الجبهة الشعبية فقط بل وايضا المعارضة الارترية – لم يكن مفاجأة أن أصدرت حركة الجهاد الارترية بيانا تدين فيه العدوان الاثيوبي !؟

  بالنسبة لقيادات الجبهة الشعبية – كانت تعرف ذلك المناخ ولآنها كانت محكومة بعقلية التفوق التاريخي والثقافى والعرقى على قومية (( تقراي )) وجدت فى ذلك المناخ الشعبي درعا يحمى تحركها ويحجب نواياها الحقيقية .

 كان الصراع الخفى قد بدأ داخل قيادة الجبهة الشعبية والفرز قطع شوطا بعيدا – بين توجه يريد وضع الدستور وبناء دولة ديمقراطية وبين اتجاه دكتاتورى شمولى وفردى سار على نهج وبرنامج ثابت قرر ذلك التيار الاخير عدم التنازل وعدم اشراك أي فئة فى السلطة . كان تفجير الصراع مع أثيوبيا فرصة لهذا الاتجاه الذى لم يكن راغبا ولا قادرا على رفض مطالب التيار الآول بصورة علنية – لذا كان عليه ان يكسب الوقت ويخرج من ذلك (( الحصار )) ويشغل الدنيا كلها بالخطر القادم (( عمر والذئب )) !؟

  ثانيا الجانب الاثيوبي – الشعب خرج جريحا وشعر انه هزم من شعب اقل منه عددا وقوة كان يخضع لسيطرته ويعتبر (( تابعا )) له لاكثر من ثلاثين عاما . قومية الامهر كانت فى معظمها رافضة لاستقلال ارتريا وجزء من الآرومو خاصة اسر واهالى الجنود الاثيوبين الذين هربوا الى السودان بعد دخول الجيش الشعبى الى (( اسمرا )) .

 كان انسحابهم مذلا وهروبهم وصمة عار لابد من محوها والانتقام لكرامتهم .

 قيادة تقراي رغم تحالفها مع الجبهة الشعبية الا أنها كانت لها تحفظاتها وشكوكها تجاه نوايا الحليف !!

 زيادة على ذلك جبهة تقراي لاحقتها تهمة التفريط فى السيادة الوطنية وذلك بقبولها لاستقلال ارتريا .

 كانت مصداقية الولاء لاثيوبيا فى المحك وكان عليها – قيادة تقراي – ان تثبت ان الولاء لاثيوبيا أولا حتى لو كان على حساب أبناء العم والخالة !!!

 كان هنالك تياران وتوجهان داخل قيادة (( تقراي )) .

 * ملس زيناوى ، رئيس الوزارء و،، سبحت نقا ،، رئيس الحزب – هذا التيار رغم تحفظاته على نهج الجبهة الشعبية الارترية وسياساتها تجاه اثيوبيا الا أنه أعترف بأستقلال ارتريا وكان يري حل أي أشكال ينشأ بالطرق السلمية والحوار. الاثنان يرتبطان بصلة القربى مع ارتريا بالام !

 * التيار الثانى يمثله (( سيي أبرها )) وزير الدفاع السابق  و( قبرو أسرات )) حاكم اقليم تقراي فى ذلك الوقت . هذا التيار كان يمثل (( الصقور )) ويعمل على وضع (( حد )) لتدخلات الجبهة الشعبية الارترية فى شئون اثيوبيا ، بل ويطالب بأراضي بزعم ان ارتريا استولت عليها – هذا الجناح هو الذي طبع ونشر (خارطة – الحقوق المغتصبة ) كما أسماها والتى ضمت 480 كيلوا متر مربع من أراضى قاش – سيتيت  الى اقليم تقراي  ولكن تم سحبها سريعا لعدم وجود أي سند قانونى أو تاريخي يؤيد تلك المزاعم . كما قام هذا الجناح بشن هجوم على ساحل دنكاليا واستولى على ( عد مرغ ) الارترية وطرد منها الادارة المحلية .

 والآن لنتفحص ونحلل الوقائع والحيثيات التى تتابعت منذ الاعداد والاستعداد وبروز الخلاف وحتى انفجار الحرب .

 الحرب الاقتصادية : -

  1 / طالبت اثيوبيا بالتوقف عن استخدام مصفاه عصب لآنها أصبحت مستهلكة وسعر البترول فيها أكثر تكلفة من سعر البترول الذى يمكن استيراده من الخارج .

 2/ ايقاف النشاط التجاري للسفارة الارترية فى اديس ابابا ،، من جمع الدولارات الامريكية من الاسواق الاثيوبية وتهريبها الى ارتريا بالحقيبة الدبلوماسية الامر الذي جعل وزارة الخارجية الاثيوبية تهدد بتفتيش الحقيبة .

 3 / الاعتراض على تصدير البن الاثيوبي من ارتريا لانها سلعة اثيوبية وعلى ارتريا ان تستورد ما يكفى حاجتها فقط .

 4 / رفض تهريب الخمور عبر الحدود الى داخل اثيوبيا دون دفع الرسوم الجمركية والا سيتم مصادرتها .

 5 / على وسائل النقل الارترية ان تفرغ حمولتها عند الحدود الاثيوبية لتقوم الشاحنات الاثيوبية بنقلها الى داخل اثيوبيا .

 6 /  بعد اصدار العملة الارترية ( نقفة ) منعت اثيوبيا التعامل بالعملتين وفرضت العمل بالدولار الامريكى .

   تلك الاجراءات جعلت الحكومة الارترية تواجه خسائر مادية كبيرة لم تكن تتوقعها . وأقتنعت  قيادة الجبهة الشعبية الارترية بأنه لا تعايش ولا سلام  مع (( تقراي )) – واذا لم يتم ازاحة حكم تقراي واسقاطه فان الوجه الاخر للمعادلة ... اى سقوط حكم الجبهة الشعبية هو البديل !!

  ولن يكون ذلك بشن حرب واسعة وغزو اثيوبيا .. كلا ذلك غير ممكن وغير ضروري وأنما العمل هو احراج حكومة الويانى بتهمة تفريطها فى التراب الوطنى الاثيوبي وينقلب عليها الاثيوبيون ! وكانت (( بادمي )) هى الورقة التى لعبها النظام الارتري – فهى أرض ارترية ولكن الجبهة الشعبية فى مرحلة الثورة سلمتها لجبهة تقراي – ومن يومها لم تطالب بها حتى بعد الاستقلال !

 فى شهر مايو سافر (( اسياس أفورقى )) الرئيس الارتري الى السعودية فى زيارة عمل ولكنه قد أصدر أمرا قبل سفره للقوات الارترية باحتلال (( بادمى )) وطرد الاثيوبين منها ! وتم ذلك كله فى غيابه وفى ساعات قليلة .  كان رهان اسياس أفورقى – ان الشعب الارتري سيقف معه لانه استعاد قطعة من ارض الوطن ، وان اثيوبيا يلزمها سنوات للاستعداد العسكرى وبالتالى يكون قد خلق أمرا واقعا يتطلب تدخلا اقليميا ودوليا يجعله يفرض شروطه من مركز القوة وثالثا يجعله وهذا هو الآهم تعليق كل المطالب بالتحول الديمقراطى – الدستور وقانون الاحزاب وحرية الصحافة !

  لكل ذلك فقد حاول اسياس الظهور بمظهر المنتصر ودخل فى مساجلات كلامية وتحديات (( عنترية )) من نوع .... حتى لو طلعت الشمس من المغرب لن تستطيع ويانى ان تفعل شيئا !!!

  ذلك كان منطق مرحلة الثورة ولم يكن منطق رجل دولة . فشل اسياس فى فهم القدرة الاستراتيجية لاثيوبيا – بشريا وماديا وسياسيا .

  خلال سبعة اشهر حشدت اثيوبيا أكثر من نصف مليون جندى – اشترت معدات عسكرية حديثة وكثيرة – أعادت صياغة وبناء قواتها الجوية – أطلقت سراح الضباط المعتقلين من عهد (( الدرق )) وأعادتهم الى الخدمة – حتى الاثيوبيين الفلاشا تطوعوا من اسرائيل خاصة فى مجالات المتابعة والاستكشاف والطيران – قامت اثيوبيا بحملة دبلوماسية واعلامية على مستوى العالم وظهرت انها (( الحمل الوديع )) الذى اعتدى علية (( الوحش الارتري )) !؟  التف الاثيوبيون فى الداخل والخارج حول حكومتهم وقدموا التبرعات والدعم السياس والمادى ..

  الحرب :  فى يناير 1999 تحركت اثيوبيا من عدة محاور ولكن المحور الاول والاهم كان محور (( بادمى )) حيث استعادتها القوات الاثيوبية فى الإسبوع الاول من الحرب . عندها بدأت خطوط الدفاع الارترية تنهار الواحدة تلو الاخرى – ودخل الجيش الاثيوبي الى ( تسنى ) و ( على قدر ) ثم توجه الى ( بارنتو ) والجيش الارتري يتلقى الاوامر بالانسحاب من منطقة الى اخرى . كانت المعركة الكبيرة والتى كادت ان تؤدي الى سقوط العاصمة (( اسمرا )) هى معكرة (( طرونا )) وصنعفى ( أكلى قزاى ) – كانت الخسائر كبيرة – وأصبحت العاصمة ( اسمرا ) بالفعل تحت نيران المدفعية الاثيوبية وأصبح المجال الجوى تحت السيطرة الكاملة للطيران الاثيوبي .

الموقف الارتري :  بعد الانهيار العسكرى الذى لم يكن متوقعا – حدث انهيار معنوى – كانت هناك لجنة تعبئة واعلام لمتابعة المعارك واصدار البيانات كان من ضمنها وزير الاعلام ( المعتقل حاليا ) و ( يمانى قبراب ) مستشار الرئيس واحمد حسن دحلى من مركز الدراسات واخرين .

 أصدرت تلك اللجنة بعد سقوط ( بادمى بيانا قالت فيه : ان قوتنا قد تم ازاحتها من مواقعها وانسحبت ! المفارقة ان المذيعة التى طلب منها اذاعة البيان رفضت ذلك . وهى بالمناسبة زوجة (( يمانى قبراب )) والقنصل فى السفارة الارترية فى جده الان .

 ولكن بعد الحاح – قرات البيان وكان رد الفعل عنيفا من الجماهير – خرجت جماهير اسمرا وشكلت لجان شعبية للدفاع ورفضت تلك اللجان منطق واسلوب لجنة التعبئة والاعلام . ولكن اللجنة تمادت أكثر وظهر (( يمانى قبراب )) فى التلفزيون الارتري ليعلن : (( اننا على استعداد للانسحاب الى الساحل ومواصلة الثورة !؟

 كان ذلك منطق الثورة واعلان غير مباشر عن انهيار الدولة .

  الموقف الاثيوبي :  جناح ( الصقور ) وجدها فرصة لتحقيق المزيد – ضم اراضى – استيلاء على ممتلكات وتدمير الجيش الارتري .

 الجناح الاخر ( ملس زيناوى ) كان يري انه قد حقق اهدافه واستعاد ( بادمى ) لذا فانه استجاب  لتدخل الوسطاء ( منظمة الوحدة الافريقية والامم المتحدة ) . ولكن الجناح الاول . الصقور أراد ان يحقق انتصار معنويا وقام بمحاولة احتلال (( عصب )) . المأساه ان القيادة الارترية سحبت كل الاسلحة الثقيله من المنطقة وأمرت اللواء الموجود هنالك بالانسحاب ! ولكن قائد اللواء العقيد (( صالح عثمان )) رفض الاوامر وقال انه سيموت دفاعا عن (( عصب )) وبالفعل صمد  ونجح فى صد الهجوم الاثيوبي ، وعادت القوات الاثيوبية الى مواقعها السابقة .

  ماذا كانت مكافأة ذلك القائد الذي أنقذ الشرف العسكرى الارتري ومنع الاثيوبيين من دخول عصب .. سيارة تايوتا لاندكروزر !!! ؟  لاترقية عسكرية ولاشهادة تقدير – وهو الان قائد قوة الخدمة الوطنية التى تقوم بصيانة واصلاح شبكة المجارى فى العاصمة ( اسمرا ) !!!!

الاتفاق : -  فى شهر يونيو 2000 تم توقيع اتفاق وقف اطلاق النار فى الجزائر برعاية منظمة الوحدة الافريقية . المفارقة ان وزير الخارجية الارتيرى فى ذلك الوقت (( هيلي ولد تنساى – درع )) – معتقل الان – رفض التوقيع وطالب بتعديل بعض الفقرات التى راي فيها اجحافا بحق ارتريا .

  ولكن وصل الى الجزائر فجأءة  ( يمانى قبراب ) حاملا رسالة من الرئيس ( اسياس ) يطالب وزير خارجيته بضرورة التوقيع فورا !!!  

و انقلبت الادوار أم ان انقاذ ما يمكن انقاذه والبقاء فى السلطة كان وراء تلك العجلة فى التوقيع ! ولم يكن أمام وزير الخارجية الارتري الا أن قال : سنرى من أمركم انت ورئيسك عندما نعود الى ارتريا ! .

 وعاد وما كان يدري ان الامر سينتهى به الى السجن حتى اليوم !!

 * فى سبتمبر 2000 قرر مجلس الامن الدولى تشكيل قوة دولية لحفظ السلام والاشراف على وقف اطلاق النار بين ارتريا واثيوبيا .

 * فى 30/7/ 2008 / قرر مجلس الامن انهاء مهمة القوة الدولية كرد فعلا على موقف وتجاوزات الحكومة الارترية والتى تمثل فى :

 1/ القيود التى فرضت على تحركات القوات الدولية

 2/ قطع امدادات الوقود عنها

 3/ وضع القوات الدولية فى حالة لاتضمن سلامتها ولاتساعدها على أداء مهمتها .

  وعادت الامور الى ما كانت علية عشية اندلاع الحرب – اى الجيشان وجها لوجه دون حاجز أو فاصل – والعزلة الاقليمية والدولية تزداد حول النظام الارتري ، والنظام الاثيوبي ومن مركز القوة يرفض حتى تطبيق قرارات محكمة التحكيم وترسيم الحدود .

الخسائر :  فى الممتلكات تقدر بالملايين مصانع باكاملها استولى عليها الجيش الاثيوبي وقام بترحيلها الى داخل اثيوبيا اما الخسارة البشرية – الاعداد الرسمية تقول تسعة عشر الف شهيد ومئات من الجرحى . ولكن الخسائر المعنوية اصابت الشعب الارتري وسلبته فرحته بإحتفالات الاستقلال وأصبح المواطن الارتري يسأل عن المستقبل وما يحمله له بعد ان وجد الحاضر ماساة متواصلة ونفقا مظلما لايري فى نهايته شعاعا يعيد اليه الامل . وجد الارتريون أنفسهم فى حالة ذهول وعدم تصديق لما حدث وانفجر الصراع فى داخل الجبهة الشعبية كل يتهم الاخر بالتقصير بل والخيانه !!!

   المواطن الارتري يسمع ويراقب ويتحسر ولسان حاله يردد قول الشاعر الارتري :

  شعبنا من أصله شجاع

جيشنا لم يترك الدفاع

لكنه سلطانكم شرى وباع  وفى نهاية الصراع – المأساة صدر قرار محكمة التعويضات الدولية وكانت النتيجة : التعادل بالنقاط !؟

  حتى فرق العشر ملايين دولار التى ستدفعها ارتريا هى عبارة عن ترضية (( دعائية )) لاثيوبيا .  وفى النهاية فان القرار يعكس نظرة المجتمع الدولى للشعوب الصغيرة وصراعاتها ويوضح مكانة وحجم دول المنطقة فى الخارطة العالمية . ان عدم حسم الصراع بصورة نهائية واستمرأ نهج (( اللاحرب واللاسلم )) الذى تتبعة اثيوبيا لمحاصرة النظام الارتري اقليميا ودوليا وكشف عوراته ومساوئه للعالم ، ان هذا النهج لايمثل ( عقابا ) وانتقاما من النظام الارتري فى حاضره فحسب بل يتجاوز ذلك الى التاثير على تسريع وتفعيل وتيرة تغيير النظام . ان النظام بالمقابل مستفيد ايضا من هذا الوضع حيث يهمه تعطيل كل شئ – الدستور – التنمية – الديمقراطية .. الخ بحجة (( تصفية العدوان )) !؟  كذلك فان تداعيات استمرار هذا الوضع قد تؤثر على تشكيل مستقبل العلاقات بين البلدين .

       كان الله فى عون الشعب الارتري  

أحدث المقالات
· البرنامج السياسي الم...
· لا استطيع ان انعى قا...
· بقلوب راضية بقضاء ال...
· في ذكرى الاستقلال : ...
· في ذكرى الرحيل المر ...
الدخول
الاسم

كلمة السر



نسيت أو فقدت كلمة السر؟
يمكنك الحصول على كلمة جديدة من هنا.
الزيارات غير المكررة: 43,216,027 وقت التحميل: 0.19 ثانية