Welcome to http://www.omaal.org g مرحباً بكم في أومال صوت جموع المناضلين من أجل الديمقراطية والسلام .. المقاومين للظلم والدكتاتورية الإنعزالية في بلادنا / صوت الذين لا صوت لهم
11/10/1445 (19 أبريل 2024)
التصفح
· الرئيسية
· أريتريا في سطور
· الأخبار
· التحليل السياسي
· المقالات
· حوارات
· سجــل الخالدين
· قادة ومؤسسون
· مجموعة الأخبار
· جداول الجنود الهاربين من الخدمة العسكرية للنظام الديكتاتوري
· آداب وفنون
· دراسات ووثائق
· الاتصال بنا
· معرض الصور
· البحث
· دليل المواقع
· الذكرى 49 لإنطلاقة جبهة التحرير الإرترية
· ملفات PDF
إمرأة من ذلك الزمان / بقلم تمساح محمد حامد عثمان
إمرأة من ذلك الزمان

وفاءا لجدتي أم الشهداء

إبنك  تمساح محمد حامد عثمان

عزيزي القارئ عزيزتي القارئة أود هنا أن أروي لكم قصة إمرأة من زمن الجيل الإستثنائي في كل شيئ وهي رمز لعشرات الأمهات ليس في بلادنا فحسب بل وفي البلدان الأخرى ، لأن أمهات إرتريا تحملن مالا تتحمله الجبال الرواسي وأكتب هذه الاطلالة وفاءاً لذكراها وفاءاً لها ولهن وأعرف أن هناك من ضحت بأكثر مما ضحت  جدتي ولكن الكل يعز عليه ما قد ويعتبره الأوسع والأكبر والأضخم ، جدتي هي السيدة مريم على  محمد أم كل من فاطمة ومحمد على ومحمد حامد (تمساح ) والتيمان داوود وإدريس ثم آخر أعمامي المبجلين عمي محمد صالح ، ولدت في كسلا حي الختمية وقضت فترة من حياتها الأولى في القضارف لأن والدها كان من جنود الأرطة الشرقية وكان مركزها مدينة القضارف ثم تزوجت بعيداً عن كل الأماكن التي عاشت فيها تزوجت وإنتقلت إلى ضواحي أغردات قرية عد أسئن ألبو حيث كان أهل زوجها عثمان إدريس .

كانت جدتي أم ككل الامهات اللاء يقدمن لأولادهن كل ما يملكن بل ويدافعن عنهم بمهج الأرواح وسيدتي أعطت ولم تستبق شيئاً أحاطت أسرتها بالدفئ والحنان ودفعت بأطفالها عدى الكبير ( لظروف إعالة الأسرة عمل في الزراعة والرعي )  للدراسة ولكن صعوبات الحياة دفعت بجزء منهم للعمل في المهن السائدة الرعي الزراعة التجارة ثم كان إندلاع الثورة والكفاح المسلح في الفاتح من سبتمبر1961م بقيادة الشهيد القائد حامد إدريس عواتي إنطلاق الكفاح المسلح أحدث حراكاً في كل الواقع الارتري وكان في المديرية الغربية وعموم المنخفضات أعمق وأشد كان زلزالاً قلب الحياة ظهراً على عقب وهذا ما إمتد لعائلتنا ففي سنوات الثورة الأولى إنضم للثورة  أول أبنائها كمقاتل وإلتزم يها الجميع ككل جيلهم في ذلك الزمان  هاجر للسودان هناك تابع آبائي دراستهم ولكن لصعوبات الحياة قطعوها وإتجهوا للعمل وكان في البقالات  أو بالأصح الدكاكين ، إشتد قهر الجيوش الاثيوبية لشعبنا ثم بدأت المذابح الواسعة التي شنتها قواتهم قوات الكمندوس ( 1967 ) كأول موجة واسعة من الابادة الجماعية طالت المذابح قرى الريف وبدأت من قرية عد إبرهيم ثم إمتدت للقرى الأخرى فر الناس من وجه الموت الجماعي إحتموا بالأدغال والجبال ولهول ويشاعة المذابح إندفعت الجموع للسودان الشرقي عبر مختلف المداخل إندفعوا بما عليهم من ملابس وحملوا معهم قليل من الأدوات ومن بين هؤلاء إندفعت أسرتنا وإستقرت بمنطقة ود الحليو  وكان أفراد أسرتنا موزعين في مدن السودان من الخرطوم القضارف سمسم ود الحليو وحتى كسلا ، ثم إنتقل أبي منذ سبعينات القرن الماضي من حياة العضوية الجماهيرية وقيادتها للميدان لساحة النضال المباشروكان توجيهه في مديرية بركا حيث بدأ عمله النضالي مفوضاً سياسياً وبهذا أصبح إثنان من أولادها مقاتلين في صفوف الثورة ثم إلتحق الثالث .

كانت جدتي تحب أهلها ومعارفها وكانت تتميز بالتواصل معهم كانت تأتيهم في الأفراح والأتراح تزورالأسر وتعد المرضي وتهرع إليهم عند الملمات والشدائد وكنت أنا بين حضنها أطوف معها بين أهلنا في كسلا ود الحليو القضارف سمسم الخرطوم .

حدث الزلزال الأعمق في حياتها بل وحياتنا جميعاً أستشهد أبي في يوم 11 / 4 / 1982م وكان أبي يبجلها كثيراً كان يمزح معها ويضحكها بالطرف والملح والقفشات لهذا كانت تداري دموعها كلما تذكرت أو رأت صورته ، سكنا كسلا مع اسرة عمي الشهيد داؤود وكانت جدتي ترغب في بقائه لجانبها وكان يمازحها وفي يوم من الأيام دخلت معه في نقاش جاد وكان هدفها أن يتخلى عن الثورة عن الذهاب للميدان وترك العسكرية التي كان أحد قادتها إلا أنه ناقشها وحاورها وأخيراً أقنعها بالإستمرار حيث هو ثم كان الزلزال الثاني إستشهاد إبنها الثاني الشهيد كان زلزالاً عنيفاً بحق قلب حياتنا رأساً على عقب كان جرحاً عميقاً نكأ كل جراحات أسرتنا وكان وقعه في نفس جدتي أوسع وأكبر إلا أنها صبرت وإحتسبت .

وهنا إلتصقت بي جدتي بصغار الأسرة أبناء عمي الشهيد وإلتصقت بصورة أكبر بي وأنا كنت معها لاأفارقها كانت أمي الفعلية وجدتي وكل حنان وعطف ومحبة حلمت بها عندها وجدت كل الاستقرار والتوازن بعد إستشهاد عمي ذهبنا وإنتهاء العزاء الممتد طويلاً ذهبنا معاً للخرطوم حيث عمي الذي بذل كل ما يملك في سبيل تربيتي وإخواني ( أبنائه ) في صغري كنت أعتبر نفسي أنني الإبن الأكبرله كنت أعتقد أنه أبي الفعلي حتى كبرت وأدركت وعرفت لم يتغيير عمي في شمولي برعايته وأحياناً كنت أحس أنه يقربني ويميزني على أخي عمار( إبنه )  سهر علي ورعاني وكنت أنا جزء من جدتي أذهب معها حيث شاءت ، كنت معها على الدوام عرفت المئات من أهلنا من معارفها وعند كبرت عرفت مئات الرجال والنساء من الذين كانوا مع أبي أو يعرفونه  كانوا يسلمون على بشيئ من الدفئ والمحبة والحزن وكان هذا يحملني وأنا الصغير أعباء إضافية  تجاه كل شيئ ، كانت جدتي عندما أمرض لاتنام أبداً اراها كلما صحيت وهي جالسة وعندما تعرف أنني نهضت تحتضنني وحتى لاأتعبها كنت أستغرق في النوم أو أمثل أنني نائم وعندما لاأتقلب في سريري لوقت طويل تقرب أذنيها حيث قلبي وأنا أراقبها ثم أضع على رقبتها يدي وأسحبها لحضني عندها تهطل دموعها على خديها تحاول أن تداري وجهها وتمسح دموعها وهي تقول الحمد لله دراري وعندما أسألها يما تبكي ترد على لا هذا هو الفرح بشفائك الحمد لله الحمد لله ، هذه هي جدتي المرأة الصابرة المحتسبة وهي إمرأة رمز لكل الأمهات تحمل الأحزان ، إستقرت جدتي في أيامها الأخيرة مع عمي محمد علي وأحفادها في ود الحليو كنت أزورها في إجازاتي المدرسية وكانت ورغم الكبر والمرض والصدمات المتوالية قد أقعدها إلا أنها كانت تحاول أن تنهض وكانت تحتضنني وهي تبكي وكنت أنا أخشى هذه اللحظة في مقابلتي لها وكنت أحسبها وأتخيلها كنت أخافها وكانت من اللحظات القاسية في مشهدي القدوم والعودة  رحلت جدتي عن هذه الفانية في 26/10/ 2003م رحمها الله وأسكنها فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وترك رحيلها في نفسي فراغاً هائلاً ظل باقياً في نفسي .

لك ياجدتي سلام في عليائك في جنات الفردوس .

أحدث المقالات
· البرنامج السياسي الم...
· لا استطيع ان انعى قا...
· بقلوب راضية بقضاء ال...
· في ذكرى الاستقلال : ...
· في ذكرى الرحيل المر ...
الدخول
الاسم

كلمة السر



نسيت أو فقدت كلمة السر؟
يمكنك الحصول على كلمة جديدة من هنا.
الزيارات غير المكررة: 43,285,803 وقت التحميل: 0.21 ثانية