ذكرى ثورة سبتمبر1961 – 2012

تزف أسرة تحرير أومال التهنئة لأبناء شعبنا الارتري في الداخل والشتات بمناسبة الذكرى ال51 لإنطلاق ثورة الشعب الارتري ضد الاستعمار الإلحاقي الكهنوتي الإثيوبي وتهنئ رعيل الثورة ومقاتليها البواسل الذين صنعوا المعجزات وسجلوا الملاحم البطولية التي أذهلت العالم وحققوا النصر المؤزر ، وليس بمستغرب أن يحي الشعب الارتري في كل عام ذكرى إندلاع ثورة الفاتح من سبتمبر تلك الثورة المجيدة التي أشعل أورها القائد الشهيد حامد إدريس عواتي ورفاقه من الرعيل الأول وسار تحت لوائها أبناء شعبنا الارتري من رحيتا في دنكاليا وحتى رأس قصار في الساحل ومن فورتو في إكلي قوزاي لتمرات في بركة ، دفعوا خلال عقود النضال أرواح ودماء فلذات أكبادهم دفعوا عشرات الألوف من الشهداء ، قدموا أموالهم بذلوا كل شيئ من أجل الحرية والكرامة والإستقلال والديمقراطية  لهذا يحتفلون بها تجديدا للعهد وإستعادة لذكرى الأبطال الذين شقوا طريق الكرامة والحرية وسقوا دروب النضال بدمائهم الطاهرة ، وكان الآمل الذي يحث خطاهم على الطريق ويدفعهم للبذل ولمزيد من البذل أنهم أصحاب حق راسخ وقضية عادلة ونصر أكيد وسيصلون في نهاية المطاف ومهما كانت التضحيات لدولة الكرامة سينالون الاستقلال سيعود أهليهم من مناطق اللجوء الي بيوتهم الى قراهم الى مدنهم إلى مراتع ذكريات الصبى ، لهذا كانت التضحية والبسالة عالية جداً والثمن كبير جداً بحجم الوطن الأمل بحجم المطلب التاريخي مطلب حق تقرير المصير خاصة ، ورغم أن الشعب ومناضليه كانوا يواجهون بقوات إستعمارية من دولة جارة تربطهم بها حدود طويلة ووشائج متنوعة وكانت تلك الدولة الجارة أثيوبيا محكومة بقبضة الكهنوت المسنود من الاقطاع والكنيسة  والاستعلاء القومي الذي أذاق حتى الشعوب الأثيوبية الويلات ودفعها للثورة وبعد مجيئ النظام العسكري بإنقلابه الشهير 1974م أمل الأثيوبيون ولكنه تمسك بذات النهج وتشدد ضد القضية الوطنية الارترية ورفض تطبيق مبدأ حق تقرير المصير على الشعب الارتري وحاول أن يغلف طرحه بالغطاء الأيديوبوجي ، لهذا جرت معه المواجهات الأكثر ضراوة ودمويةً وأخيراً هزم نظام الدرق الاستعماري وأنجز الارتريون الإستقلال ، ورغم أن الشعب الارتري قد أنجز إستقلال ترابه الوطني وتمكن من طرد قوات الاحتلال بعد صراع طويل ومرير ودامي إلا أنه لم يستمتع بثمار تضحياته الغالية ، جاء الكيان الذي لم يتطور لدولة بمفهوم الدولة العصرية التي تحتضن كل أبنائها بل إتجه نحو السلطة الشمولية وهي تحولت مع الوقت لملك عضوض تحورت فيه حتى علاقات الحزب الشمولي نفسه .

المواطن العادي مثلت له الدولة التي حلم بها غول يتهدد أبنائه لايرى منها إلا كشات الخدمة العسكرية الأبدية والتي يصدق عليها المثل الدخل مفقود والخارج مولود ــ سلطة بذرت النغمة في النفوس صار الخوف حاكماً للنفوس – صارت سلطة تضغط على المواطن وعبر له بإستمرار بأنه عرضة لخطر داهم خطر مستدام – رجالات السلطة بالنسبة للمواطن ينتهكون عاداته وحقوقه في الأرض في المرعى وتروعه إدارياً وتعاقبه لأتفه الأسباب ، وبهذا عادت الدولة ( السلطة ) كهيئة معادية ومهددة للشعب يرفضها مواطنوها ، وعبارات ملكية الدولة والصالح العام ليس أكثر من خداع أيديولوجي وما ينتزع من أرض بإسمه يذهب لحفنة وفئة من بطانة النظام بعد أن تنتزع من أصحابها الأصليين ، وغدت السلطة التي تدير الدولة بإسم الجماهير جهاز إستغلال وإضطهاد ، تعرضت علاقة الدولة والمواطن لإختلال مما كرس حالة من اليأس والاغتراب عن الدولة بل والفرار الجماعي الذي لم يسبق له مثيل ، وتحولت الدولة لملاك تديره أقلية من ذوي الامتيازات بيدها كل السلطة وأكثرية تلهث وراء القوت اليومي تبحث عن مجرد البقاء وتحرم من المشاركة السياسية بما فيها جموع اللاجئين الذين حرموا من حق العودة لديارهم بعد ذلك الاستقلال .

وعلى صعيد المقاومة للاستبداد فلا تزال في صحراء التيه وتدور في فلك التشتت والتشرذم رغم ما أنجزت من إطار جامع وواسع إلا أنها من الناحية العملية فلا تزال في مدار التيه وتحتاج لتفعيل برامجها وخلق آليات جماعية ينجز بها الجميع الهدف المشترك وعلى صعيد منظمات المجتمع المدني فلسنا بحاجة لتكرار ذات التشرذم الذي أبتليت به ساحة القوى السياسة وكل ما هو مطلوب منها الالتفاف على برامج جماعية وخلق أوسع مواعين نضالية ممكنة وعليها أن تستلهم دروس وعبر ثورة سبتمبر التي حولت شعب صغير لعملاق فج في قلب الصخر الصلد طريق النصر ، وفي هذه الذكرى المجيد نقول لصناع سبتمبر عذراً أننا جميعاً تأخرنا وزاق  بعضنا عن الطريق وتخلى البعض الآخر عن كل شيئ وآثر آخرون السلامة وإستمرأوا الاستكانة والبعض تضخمت عنده الذات فلايرى إلا نفسه ورأيه وتجاوز بعضنا عهدكم  ....ولكنا نقول لابد من سبتمبر وإن طال الطريق ولابد من النصر لشعبنا وإن تطاولت وإشتدت المعاناة ولابد وأن ليل الظلم إلى زوال  وكل عام وأنتم بخير وإنشاء الله سبتمبر القادم على ربى بلادنا بعد إزالة الديكتاتورية المستبدة .

وثورة حتى النصر