|
بوشكين
: الاكتشاف التاريخي الخطير !؟
الجبهة الشعبية لا تؤمن بتكريم وتمجيد الاشخاص – كل شىء من أجل " حفاش " ! لذا فلا
توجد تماثيل لافراد في أرتريا – التمثال الوحيد الذي فكر فيه النظام كان سيكون
لأسياس أفورقي ولكن بعد ان شاهد في شاشات العالم ما حدث لتمثال صدام حسين بعد الغزو
الامريكي للعراق توقف المشروع !!
ولكن لكل نظام هاجسه ... والنظام الارتري في حالة صراع دائم ومزمن مع النظام
الاثيوبي – ليس حول الماضي فقد كانا حليفين – وليس على المستقبل فالرؤية قاصرة
والاحلام محدودة – انه حول الحاضر – حول "الأنا" والوجود. ولكن بعد حرب "يادمى"
تجمد الحاضر وتوقف عن الحراك ... ما العمل ؟
اكتشف النظام الارتري ان اثيوبيا تحتفل بالشاعر الروسي "بوشكين" وتقيم له التماثيل
وتطلق اسمه على الساحات باعتبار انه من اصول اثيوبية !؟ وبدأ السباق وصدرت الفتوى
من رئيس النظام بأن "بوشكين" ارتري وتبارى كتاب السلطان في تأييد هذا الاكتشاف بل
ان بعضهم حدد القبيلة التي ينحدر منها جده !؟
وأقيم التمثال بالفعل في "أسمرا" وتم شرح الاسباب والاهداف:
1-
ان
تتبع الجذور والاصول من شيم الشعوب المتحضرة – لذا لا بد ان نتابع ونبحث عن اي
"ارتري" هاجر من بلده ونحفظ له مكانته وحقه في الانتماء!؟ يا لهذا الاستغراق في
الماضي !؟ وماذا عن أبنائنا في الحاضر والذين يتركون بلادهم ويموتون في الصحارى
والبحار؟ أم اننا سنبحث عنهم بعد مائتي عام ؟
2-
ان
هذا العمل هو تأكيد للالتزام بقيم انسانية عالمية وتثبيت الترابط الدولي ونشر
المبادئ التي تناصر الضعفاء ! وماذا عن حاضرنا وغياب الديمقراطية والعدالة – أم
انها رسالة الى موسكو الدولة الكبرى وصاحبة حق "الفيتو" في مجلس الامن؟
3-
الاثيوبيون خبراء في نصب التماثيل من "منيليك " و "هيلاسي " حتى " ماركس ولينين " –
في مدن بلادهم . المنافسة يحب ان تكون في بناء انسان المستقبل وفي هذا قد نتفوق
عليهم وليس في فنون النحت على الحجارة !
4-
انه
– بوشكين – قيمة ادبية عالمية وشاعر فذ وموهبة نادرة – لا بد من تكريمها وتمجيدها
! لا أعرف كم عدد الارترين الذين قرأوا شعر "بوشكين" ولا أعرف ما اذا كان قد ترجم
الى التقرنية ! ومن يقرأون بالانجليزية خاصة الشعر قلة. أنا شخصيا قرأت مقاطع
محدودة بالعربية في لبنان قبل عشرين عاما وأشعر ان محمود درويش وسميح القاسم وامل
دنقل والابنودي وادريس جماع ومحجوب شريف أقرب الي من "ابن جدي" بوشكين !؟
5-
لماذا الجدل حول التفاصيل والاصول ؟ أليس كلنا "أبناء أدم وحواء" ؟ نعم ... هتلر
وهيلاسلاس وصدام حسين وهولاكو وجنكيز خان – كلهم أبناء أدم وحواء !؟ وكذلك الرسل
والانبياء ... المعيار هو: الأولوية والمصداقية والنيات الطيبة .
يا
لكم من قوم
نضبت
افكاركم واصبح ليس لديكم ما تقدمونه لهذا الشعب غير العذاب والحرمان ، وفي أحسن
الاحوال ملهاة علها تنسيه ما هو فيه من بؤس.
المريبضة :
الجبهة الشعبية كان معروف عنها أنها لا تكترث بكل ما يقال عنها ولا تعير اهتماما
بما يكتب ولا حتى بوجود ما يسمى " بالمعارضة " كانت تتمتع بغطاء " جلد التمساح " لا
يجعلها تشعر بأي ألم !
ولكن يبدو ان "قوربت حرماز" انقلبت الى "جلد شاة " ورأينا كيف تستنفر اذا ما وجهت
اليها الانتقادات.
والتنظيم الذي كان "عملاقا" يوما ما أصبح قزما وممزقا ليس بفعل الاعداء ولكن بسبب
الابناء وتناحرهم .
بعضهم يعيش في السجون والبعض يشارك قراصنة البحار في الصومال في الاتاوات والبعض
يتعاون مع عصابات الرشايدة في تهريب المواطنين والبعض في الحراسات لايعرفون لمن
الحماية ومن ومن ؟
منذ فترة نشرت " الموبقات التسع " وقام أنصار النظام ولم يقعدوا !
وهذا من حقهم ... الدفاع عن النفس وكتب احدهم باسم التنظيم وبتوقيع " المريبضة "
!!؟
لقد سردت ما أعرف لا اكثر ولا أقل – ولكن ليس من طبعي التحاور مع أشباح أو مع من
يكلفون ويؤمرون بأن يقولوا ما لا يؤمنون به. ولا تهزني كلمات او مفردات يعتقد البعض
انه يصرف بها الانظار عن لب الموضوع وما يهمني هو ان تصل الرسالة الى من يرغبون
ويفهمون ويتطلعون الى المستقبل – لا أتناول الاشخاص بل المواقف – لا أجتر الماضي
ولا أتوقف عنده – بل دراسته والتعلم منه وعدم تكراره.
تتحدثون عن الهوية والتاريخ !؟ عجبي من هؤلاء ؟
هويتنا مغروسة في تراب هذا الوطن وممتدة من البحر الاحمر وحتى القاش – سيتيث مرورا
بكارنشم وعنسبا وبركا ! هل في رموزكم من له مثل هذا الامتداد ؟
تاريخنا – أجدادنا – اضرحتهم مزارات للسائلين والعابدين وأباؤنا واجهوا بصدورهم
العارية الاحتلال وتحملوا العذابات واخواننا قدموا أرواحهم فداء لهذا الوطن
وأقلامنا مشرعة ضد الدكتاتورية ومن أجل الديمقراطية – فهل لقياداتكم تاريخ تفخر به
؟
ما كتبته كان "قطرة في بحر" أبشركم بما هو قادم ... سيل جارف وتسونامي كاسح من خلال
"ملفات" جديدة سيتم فتحها لاول مرة .
أقول للقراء الاعزاء " سأغادر أستراليا في اجازة حتى بداية العام القادم – وحتى
نلتقي أقول لكم:
كل عام وانتم بخير.
عمــر جابــر عمــر
|
