اللهم أنقذ جبهة الانقاذ من الانقاذيين الجدد !!

بقلم/ محمد سعيد اسماعيل

اعتذر للأستاذ احمد صلاح الدين لاستعارة هذا العنوان دون إذن منه ...... اذ لم اجد أفضل منه للحديث الى القاريء الكريم عن الأزمة التي تمر بها احدى فصائل المعارضة الإريترية .

أعني تحديدا الأزمة التي تمر بها "جبهة الإنقاذ الوطني " . لا شك ان هذا التنظيم كان يشكل حتى مؤتمره الأخير - الذي عقد قبل عام تقريبا - أملا واعدا للعديد من جماهيرنا ، في تصحيح الأوضاع داخل " التحالف" و " المجلس الوطني " .

كما ان قواعد هذا التنظيم استبشرت خيرا بانتخاب قيادة جديدة ،. تتضمن عناصر جديدة ،وعناصر من مجموعة سياسية انضمت الى التنظيم قبل حوالي الشهر من عقد المؤتمر الأخير. ولكن تسير الرياح بما لا تشتهي السفن !! !!

فقد جمدت أنشطة التنظيم تقريبا على مدى سنة كاملة ..... وشهدت مواقع الانترنت الإريترية مهاترات بين عناصر التنظيم ، بل وجهت اتهامات خطيرة الى بعض القياديين . ولا اريد الحديث عن الإشاعات ، والأحداث الذي شهدها ولا يزال الجناح العسكري ..... الخ حتى لا يعتبر ذلك مساهمة في تعميق الأزمة .

بيد ان هناك نقاطا محددة لا بد من تسليط الأضواء عليها حتى يتمكن كل الحريصين على النضال الديمقراطي ان تحدد مكامن الخطأ والسلبيات .

اولا: المناخ الذي جرى في ظله المؤتمر الأخير هل كان صحيا ؟

اطرح هذا التساء ول لان أقاويل كانت تتردد اثناء التحضير للمؤتمر بوجود حملة منظمة للإتيان بعناصر جديدة .... ويقال ان عناصر من خارج التنظيم تساهم في هذه الحملة..... ويتردد في هذا المجال اسم شخص يقيم في هولندا ويمارس أيضاً في اثيوبيا نشاطا تجاريا .

كما يقال البعض ان المقال الذي نشر في موقع" مسكرم " باسم يوسيف ليس الا بيانا انتخابيا أصدرته بعض العناصر القيادية الجديدة ....... بعني ذلك ، اذا صحت تلك الأقاويل ما يلي :

1 - تدخل عناصر من خارج التنظيم في توجيه اعمال المؤتمر

2- ورط بعض قياديي وكوادر التنظيم في ممارسات غير ديمقراطية .

3 - مشاركة بضع أشخاص في اعمال المؤتمر التي اكتسبت عضوية التنظيم منذ حوالي أشهر تقريبا ، ولا شك ان مسؤولية هذا الأمر تتحملها القيادة السابقة.....

.4 - جرت مناقشات المؤتمر دون ان تتوفر لأعضاء المؤتمر النسخة العربية للوثائق السياسية والتنظيمية ، مع ان حوالي النصف من العضوية لا تعرف (التقرنية ) .

ثانيا :

آلية انتخاب القيادة الجديدة في المؤتمر الأخير

الكل يشيد بالتداول السلمي للسلطة داخل جبهة (الإنقاذ) لكن العديد من الذين تابعوا ما كان يجري في المؤتمر الأخير لهم تحفظات هامة، ابرزها:

1- لم تتمكن القيادة القديمة من تمهيد الطريق امام عناصر مجربة ومضمونة الولاء للخط السياسي الديمقراطي الذي توكد عليه البرامج السياسية والتنظيمية لجبهة الإنقاذ. .

2- ليس من المنطق ان يتبوأ عنصر موقعا قياديا مهما ولم يمض على اكتساب عضوية التنظيم اكثر من شهر تقريبا. واعني بذلك المناضل هبتي ماريام المسؤول المالي والذي كان على صلة مباشرة باسياس افورقي لسنوات طوال كمسؤول مالي في أوروبا..

3- هناك تحفظات كثيرة على اختيار السيد فيسهاي عضوا في المجلس..

والمذكور أعلاه كان ضمن ( ودي قابا) في عهد منقستو هيلي ماريام وكان له سجل اسود في منطقة ( شمزأنا ) في أكلي قوزاي . وفور جلاء القوات الإثيوبية وإعلان الاستقلال الوطني اعتقل وحكم عليه بالسجن لحوالي خمسة عشر عاما ، وفور إطلاق سراحه هرب الى اثيوبيا ثم تسلل الى ( اسرائيل ) وبعد لقاءات مع المناضليين عقباذقي و فساهاظين ودي قبري عاد الى اثيوبيا. واحتل الان موقع المسؤول الاول في الجناح العسكري .

وبعد تطورات غامضة أعلن الوحدة بين الوحدات التابعة لجبهة الإنقاذ و عناصر مسلحة تتبع لمجموعة سياسية يرأسها المدعو طعم ازقي وهو شقيق السيد فيسهاي ذاته ، وحتى الان لا يعرف أعضاء جبهة الإنقاذ و ساءر تنظيمات المعارضة أوضاع العناصر المسلحة التابعة للطرفين .

4- ليست هناك معاير محددة لترفيع الكوادر الى مواقع قيادية عليا.

لا شك ان هذا الخلل تعاني منه ساءر تنظيمات المعارضة ، نتيجة لذلك انتخب للقيادة الجديدة عناصر لا يستطيعون ممارسة العمل القيادي.......

وكان لذلك عواقب وخيمة .... فمنذ المؤتمر الأخير- اي عام تقريبا - جمد النشاط السياسي والتنظيمي لجبهة الإنقاذ حتى في حده الأدنى.

ان الأزمة الخانقة التي تمر بها جبهة الانقاذ ستنعكس سلبا على تنظيمات المعارضة ، لهذا فلا اكتفي بالدعاء قائلا ( اللهم أنقذ جبهة الانقاذ من الانقاذيين الجدد ) بل أضيف دعاء ملحا قائلا ( اللهم أنقذ المعارضة من المعارضين الجدد الذين تحوم حولهم الشبهات).