بسم الله الرحمن الرحيم
حمد كل
ربطتني بالفقيد علاقة نضالية منذ عام 1968م
.
لندن 5/6/2011م
تَبَارَكَ
الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ الَّذِي خَلَقَ
الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ
لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ
الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (
صدَقَ الله العَظِيم )
ربطتني بالفقيد علاقة نضالية منذ عام 1968م
. كانت
فترة حساسة، كانت المناطق العسكرية قد ادت دورها، وبالمقابل الهجمة العسكرية
الاثيوبية على الريف الارتري من خلال الحرق والإبادة قد أظهرت ان العمل العسكري في
حاجة الى استراتيجية جديدة وحتى العمل التنظيمي الجماهيري والعمل السياسي الداخلي
منه والخارجي كان في حاجة الى طرح يبلور طبيعة الصراع الارتري الاثيوبي وليس
الارتكان الى العمل العسكري وحده زائد ان المراحل القادمة كانت في حاجة الى رفد
الثورة بدماء جديدة
.
عبدالله ادريس منذ صباه كان الوطن
ساكن فيه وكان عاشقاً للنضال بقيادة جبهة التحرير الارترية.
حاول ان يلتحق بالثورة في صباه لكن
لصغر سنه اشفقوا عليه وطلب منه ان يلتحق بالدراسة، درس فترة بالسودان ، ثم ذهب الى
مصر وبعد عامين التحق بكلية ضباط الاحتياط بمدينة حلب السورية.
بعد التخرج إلتحق بأصعب المناطق
قتالاً وهي المنطقة الخامسة نائباً في سرية المغفور له حشال عثمان.
ايها الأخوة والأخوات
لا يمكن الحديث عن عبدالله ادريس
بمعزل عن السياق التاريخي لحركة الثورة الارترية بقيادة جبهة التحرير الارترية .
عبدالله ادريس وكوكبة من المناضلين
تسلموا الامانة من المناضلين الأول لقيادة الساحة الارترية، كانت المناطق قد ادت
دورها في تثبيت وارساء النضال وكان لا بد من الانتقال بالثورة الى مرحلة جديدة، أي
اعطاء الثورة نقلة كبرى، وكان مؤتمر "ادوبحا" وكانت مهامه توحيد المقاتلين بعد
انهاء التقسيم المناطقى تمهيداً لعمل قادم، ثم عقد مؤتمر مصغراً اطلق عليه مؤتمر "
عواتي" وكان الهدف منه لإكمال اللجنة التحضيرية للتحضير للمؤتمر الوطني الأول.
كانت في تلك الفترة سطعت في سماء
الساحة الارترية نجوماً عسكرية وسياسية ناضلت بجسارة مع كل الصعاب التي واجهتها من
أجل عقد المؤتمر الوطني، وكان الهدف من أجل اعطاء الثورة الارترية بقيادة جبهة
التحرير دفعة قوية والتقديم للنضال الارتري بعداً سياسياً وتطورا قتالياً في المجال
العسكري.
وكان المؤتمر الوطني الأول، حيث ارست
قراراته اسس وطنية قوية، الانطلاق بالعمل السياسي الداخلي والخارجي، تطوير جيش
التحرير الارتري، ارساء سلطة الجماهير من خلال بناء الوحدات الادارية، اقامة اتحاد
للعمال، واتحاد للنساء ، تقوية اتحاد الطلاب، وتأطير اللاجئين الارتريين لربطهم
بقضيتهم ووطنهم في اطار رابطة اللاجئين الارتريين، الارتقاء بتنظيمات القرى
والمناطق والذي تحول لاحقاً الى اتحاد الفلاحين.
المواضيع التي تطرقنا اليها والتي تم
انجازها لم تكن نزهة بل كان عملاً نضالياً شاقاً وجباراً، هذا النضال الشاق افرز
قوة نضالية وكوادر يظل التاريخ يشهد لها ولدورها، وبرز عبدالله ادريس في تلك الفترة
كقائد لأنه تعلم وتخرج من مدرستها وحتى تكوينه الفكري العسكري والسياسي تشكل من
خلال مسيرة النضال الطويل.
لا أحد ينكر عليه ان دوره في بناء
جيش التحرير وقيادة ذلك الجيش الجرار الممتد من " رحيتا" بالاقليم العفري مروراً
بقرورة ، وحتى " ستونة" بالقرب من " امحجر" .
كان الفقيد رحمة الله يمتلك شخصية
جذابة ، طيب المعشر ، تمتع بالجرأة والجسارة والصلابة وحسن تقدير الأمور.
وفي الختام لا يسعنى الا ان اقول ان
أفضل تكريم نكرم به هذا البطل ليس بالتباكي عليه، بل علينا ان نقيم ونصحح الأوضاع
داخل المعارضة وأعني بالتحديد التحالف مستوعبين ما يجري من حولنا من متغيرات
ومستجدات متداركين أوضاعنا قبل فوات الأوان.
نسال الله العلي القدير ان يغفر
لفقيدنا ويرحمه ويسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا ،،،
|
