هكذا يرحل كل عظيم فاضل / بقلم علي عافه إدريس ـ الدوحة
نشر من قبل omaal في 04-01-2010

هكذا يرحل كل عظيم فاضل

((وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ))

      قبل تسعة أشهر ترجل الفارس الحسن محمد عمر ناصر رحمة الله عليه ، وقبل أن تندمل القروح التي أصابتنا لفراقه ترجل فارساً آخر في غير الأوان  وغير الزمان والمكان ، غادرنا مسرعاً إلى ربه الأخ  كمال محمد علي باناي وهو يردد الشهادة ، تركنا دون أن يودعنا أو نودعه ، بل أنه لم يودع أطفاله (أريج ـ رانيا ـ هيفاء ـ محمد  )  طفلته  الكبيرة أريج ذات الإحدى عشر عاماً التي إعتصمت  ببيت جدتها ورفضت العودة للبيت الخالي من أبوها والوسطى هيفاء التي ظلت  تبكي ليحضروا لها أبوها فأبكت كل من حضر  العزاء ، كذلك أنه لم يودع إبنه الرضيع محمد الذي إنتظر كمال مجيئه طويلاً لأكثر من عشرة سنوات .

 لقد حزنا  لفراقك ياالجبل الأشم ، فقد كنت الأب والأخ لأشقائك وشقيقاتك ، وكنت الصديق الصدوق والأخ الكريم لأصدقائك ، كنت كبيراً مع الكبار رغم شبابك ، وبفقدك  فقد كل أهلك وأصدقاءك ومعارفك فقداً لا يمكن تعويضه ، فقداً يترك في النفس لوعة وحزن لبقية العمر .

لقد رزئت بك مدينة كرن لفقدانها زهرة شبابها ، وفقدتك مدينة كسلا حيث تتواجد أسرتك الكبيرة ، وإهتزت لفقدك  أركان مدينة الرياض حيث زرعت زهرة في كل خطوة مشيتها في طرقاتها ، ولم تكن مدينة جدة أقل حزناً وألماً عليك، وحزنت عليك مدينة الدوحة حزناً كبيراً فقد بكتك دمعاً وألما ، وحزنت لفقدك  مدينة لندن وكل من هولندا والسويد ، بل أن الحزن إمتد إلى أبعد من ذلك ليصل لأمريكا و أستراليا .

وداعاً يا كمال باناي ،،، وداعاً يا أبا محمد ،،، إلى جنة الخلد إنشاء الله

اللهم أبدله داراً خيراً من داره وأهلاً خيرا من أهله وادخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار .
اللـهـم اجزه عن الإحسان إحسانا وعن الإساءة عفواً وغفرانا .
اللـهـم إن كان محسناً فزد من حسناته, وإن كان مسيئا فتجاوز عن سيئاته اللـهـم آنسه في وحدته و في وحشته وفي غربته.
اللـهـم انزله منزلاً مباركاً وأنت خير المنزلين .
اللـهـم انزله منازل الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً .
اللـهـم اجعل قبره روضة من رياض الجنة .
اللـهـم أفسح له في قبره مد بصره وافرش قبره من فرش الجنة.
اللـهـم أعذه من عذاب القبر , وجاف الأرض عن جنبيه .
اللـهـم أملأ قبره بالرضا والنور والفسحة والسرور.
اللهم ثبته عند السؤال .
اللهم إنا نتوسل بك إليك ونقسم بك عليك أن ترحمه ولا تعذبه.
اللـهـم انه نَزَل بك وأنت خير منزول به وأصبح فقيرا إلي رحمتك وأنت غني عن عذابه .
اللـهـم آته برحمتك ورضاك وقه فتنة القبر وعذابه و أّته برحمتك الأمن من عذابك حتى تبعثه إلي جنتك يا أرحم الراحمين .اللهم آمين..

" يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية وادخلي في عبادي وادخلي جنتي "

وأنا قبل أن أختم رثائي لأخي كمال أنتهز الفرصة لأتقدم بالتعازي للأم المكلومة أم كمال التي لم تكتمل فرحتها بقدوم أحفادها أبناء المرحوم الحسن ناصر من لندن ليصلها خبر إبنها كمال وهي في الطريق بين بورتسودان وكسلا برفقة أحفادها كان الله في عونها ، ولزوجة المرحوم أم محمد أعانها الله في مصابها , ولإخوة وأخوات الفقيد ولعموم آل باناي وآل رادآي  وأنسبائهم من آل عمر و آل إدريساي و آل دافئ وال شوكاي ولأصدقاء الفقيد ، وأن يلهمهم الصبر والسلوان ، وإنا لله وإنا إليه راجعون .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

علي عافه إدريس ـ الدوحة