كتاب محمود حسب قائداً وشهيداً /الجزء الأول
نشر من قبل omaal في 03-09-2009

بسم الله الرحمن الرحيم

كتاب محمود حسب

قائداً وشهيداً  

إعداد / جبهة التحرير الإرترية

تنعي جبهة التحرير الإرترية

القائد البطل محمود حسب                                                                            الحلقة ( 1 )

      قال تعالي : " من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا " صدق الله العظيم

تحتسب : جبهة التحرير الإرترية :

      عند الله سبحانه وتعالي  بطلاًَ من أبطالها ، ومناضلاً من خيرة مناضليها ومقاتلاً جسوراً أعطي كل ما يملك ، عقلاً ووقتاً ودماً وروحاً لخدمة وطنه وتحرير شعبه وقضية بلاده .. آلا وهو الشهيد البطل الـعقيد /  محمود حسب محمد       رئيس المكتب العسكري ورئيس هيئة الأركان العامة لجيش التحرير الإرتري . الذي اغتالته مساء الأحد الموافق3/ 9 / 1989م يد غادرة جبانة مرتعشة أمام داره بمدينة (كسلا) تنفيذاً لمخطط إجرامي بعد أن عجزت عن مواجهته في ميدان القتال ، وساحات المعارك المشتعلة بلهيب النضال ، فلجأت إلى أسلوبها الخسيس، أسلوب الغدر والاغتيال، وتزف جبهة التحرير الإرترية إلى طلائع الشهداء والتضحية والفداء في عالم الخلود، بطلا وقائداً وفدائياً ومفكراً عسكرياً فذا. صال وجال في ميادين القتال من أجل تحرير وطنه، والانتصار لقضية شعبه وملأ نفوس أعدائه رعباً وخوفاً وذعراً ، وإحتل موقعه في مقدمة صفوف المناضلين من أبناء إرتريا وحركات التحرر العالمية، مؤكداً أن طريق الفداء والتضحية الذي إختطاه مفجر الثورة القائد الشهيد /حامد ادريس عواتي ، ماض بالرجال ، وتضيحات الرجال ، تؤكد جبهة التحرير الإرترية أن اغتيال الشهيد العقيد/ محمود حسب محمد سيشعل لهب النضال أكثر مما كان ، وأننا نعاهد روحه الطاهرة بأن مدفعه لن يسقط ، وأن من موقعه لن يخل ، وأننا سننتصر للقضية التي أستشهد من أجلها ، ولكل نقطة دم سالت من جسده الطاهر، وأننا في الميدان كلنا محمود حسب فداء ونضالاً ، وقتالاً وتضحية وإستشهاداً.

      آلا رحم الله الشهيد البطل محمود حسب محمد  واسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً ( إنا لله وإنا إليه راجعون.( 

الإهـــــداء :

      إلى أرملة الشهيد / محمود حسب ، السيدة صباح قاسم ، وأبنائه- بيلول – وروعة- وأمونه – ليعلموا أن أباهم كان من أبرز قيادات الثورة الإرترية المبدعين ، وليعلموا أن أبائهم حي بفكرة وتعاليمه ونضاله في نبض كل إرتري، وحركة كل ثائر، وأن ثورة أنجبت مثل القائد المناضل محمود حسب ، لابد منتصرة طال الزمن أم قصر.

      وأن هذا الكتاب شهادة يقدمها أبناء إرتريا وأصدقاؤهم للتاريخ ، وأنهم ماضون على نفس الطريق، طريق النضال المسلح، الذي سار عليه القائد البطل محمود حسب ، وأنهم باقون على مبادئه ، وشعارهم ، النصر أو الشهادة

مقدمة الطبعة الأولى :      يقدم هذا الكتاب إلى قارئه رد الفعل السريع والمباشر لاغتيال القائد البطل العقيد الشهيد محمود حسب محمد ، كيف تلقت الجماهير الإرترية نبأ هذا الحادث البشع ، كيف تصرفت ؟ كيف كان رد فعلها؟ ثم كيف تجاوزت مرحلة الانفعال إلى مرحلة التفكير والعمل؟ يقدم هذا خلال البيانات التي صدرت عقب عملية الاغتيال مباشرة من قيادات جبهة التحرير الإرترية . ومن منظماتها الفئوية والجماهيرية ، ومكاتبها المتخصصة ومن الفصائل الأخرى التي وقعت بيان صنعاء، ثم من الرسائل والبرقيات التي تلقتها قيادة جبهة التحرير الإرترية والتي تستنكر هذه الجريمة البشعة وتدين عصابات الانعزاليين التي قامت بها.

     الكتاب بهذا المنظور إذن ليس كتاباً تحليلياً لنضال الشهيد محمود حسب ولا لشخصيته ولكنه تعبير عن ( موقف ـ ضد عصابات الجبهة الشعبية التي صدمت الشعب الإرتري باغتيالها لواحد من أشهر قادته التاريخيين ، ومن أنبل رجالات الثورة الإرترية وأحبهم إلى قلوب الجماهير الإرترية ،  لكن من خلال تلك البيانات والرسائل والبرقيات يمكن أن نرصد مجموعة من الحقائق فرضت نفسها على الساحة الإرترية عقب تلك المأساة المروعة ، تلك الحقائق تؤكد أن الجماهير الإرترية وفي كل فصائلها الثورية تتطلع إلى وحدة فصائلها المناضلة ، وترى في هذه الوحدة قوتها وتحقيق أهداف الوطنية ، أنها ترفض الانقسام ، وتدين القوى التي تعمل على تكريسه ، وتنادي بالصوت العالي بأن ساعة تحقيق الوحدة الوطنية قد دقت ، وان على قادتها أن يطوروا (بيان صنعاء) إلى عمل وحدوي حقيقي تنطلق منه الجماهير لتعمر الساحة الإرترية بحركتها اليومية النضالية وتقضي إلى الأبد على عوامل الفرقة والانقسام لأن الزمرة الانعزالية المسماة بالجبهة الشعبية لم تفعل فعلتها الشنيعة إلا إجهاضاً للخطوة الوحدوية الأصيلة التي تمت في صنعاء حتى لا تتبلور في وحدة وطنية شاملة ، وبالتالي تقضي على ما يهدف إليه اجتماع اتلاننا المنحوس .    كما تؤكد أن اغتيال القائد البطل الشهيد العقيد محمود حسب ، لم يستهدف شخصه ودوره – فحسب وإنما مضافاً إلى ذلك يستهدف الثورة الإرترية في أصالتها وعمقها التاريخي وجذورها الضاربة بعيداً في أعماق الثورة الإرترية ومنظورها الحضاري الذي يرفض التمييز الديني والعرقي ، ويبلور وحدة الشعب بكل عناصره ، وطوائفه واتجاهاته في بوتقة وطنية تتفاعل خلالها قدرات الشعب وإمكانياته وتتفتح مواهبه وتتأصل مواقفه  وتنطلق قواه المناضلة تدك حصون الأعداء وتقضي على عوامل الفرقة والشـتـات والانقسام  لتنهض إرتريا الحرة المستقلة وتتحقق أهداف شعبها المناضل .     ثم أن تلك الحقائق تحدد وبشكل حاسـم مـوقـف الجماهير الإرترية من ( الجبهة الشعبية العنصرية الفاشية غير الوطنية ) ودعوتها وبالصوت العالي إلى مواجهة هذا الكيان العنصري وإحباط مخططاته الرامية إلى تفتيت قوى الثورة الإرترية والانفراد بالساحة الإرترية وفرض نظام طائفي عنصري على شعبها – تحقيقاً للهدف الذي من أجله أساسا قامت الجبهة الشعبية خدمة للمطامع الإمبريالية والتمكين لها على أرض إرتريا ذات الموقع الاستراتيجي الهام.

      قد وعت جماهير شعبنا الإرتري المناضل هذه الحقيقة وهي تصوغ بياناتها ، وتبعث برسائلها وبرقياتها تنعي بها البطل المناضل الشهيد محمود حسب محمد . ولم يغب عن بالها وهي تفعل ذلك محصلة الجرائم البشعة اللا أخلاقية التي ترتكبها عصابات الجبهة الشعبية ضد المواطنين في الأراضي الإرترية، من هتك للأعراض ونهب لممتلكات المواطنين وخطف للفتيات والأطفال . وجرهم إلى ما يسمى بالتجنيد الإجباري ، مما جعل مواطنينا يصنفونها في قائمة الأعداء وينادون بتصفيتها والقضاء عليها ، لأن وجودها لن يكون إلا في مصلحة أعداء الشعب وثورته وحقوقه المشروعة في الحرية والتقدم.

      كان ذلك واضحاً في كل البيانات والرسائل والبرقيات ، وكان واضحاً معه أيضاً أن إستشهاد القائد البطل العقيد الشهيد محمود حسب محمد قد جذب مشاعر الجماهير حول محور وحدتهم وأدى  إلى عكس ما كانت تريده الزمرة الانعزالية تماماً من زعزعة ثقة الجماهير الإرترية في قياداتها وتيئيسها وبث الرعب في نفوسها ، النتيجة كانت عكس هذا تماماًَ ، فلقد وعت الجماهير بحسها الوطني النقي ما تهدف إليه الجبهة الشعبية ، وكان موقفها الحازم من تحقيق الوحدة الوطنية بين الفصائل الوطنية التي وقعت بيان صنعاء، وكان موقفها الحازم أيضاً ضد المشاريع الاستعمارية التي تجند الزمرة الانعزالية نفسها لخدمتها.

      أكثر من ذلك فلقد بادرت جبهة التحرير الإرترية بعقد المؤتمر العام الرابع (غير العادي) مؤتمر القائد البطل العقيد الشهيد محمود حسب محمد وضربت بذلك حلم الزمرة الانعزالية الإجرامي وسدت الطريق أمام ما كانت تريد الوصول إليه ، وبددت أوهامها بأن جريمتها يمكن أن تقضي على الدور الرئيسي الذي تنهض به جبهة التحرير الإرترية على ساحة النضال الوطني الإرتري.

      كل ذلك وغيره قد عكسته بيانات ورسائل وبرقيات المواطنين الإرتريين في نعيهم للقائد البطل الشهيد محمود حسب، ولك ذلك وغيره يؤكد مجدداً أن الثورة الإرترية بقيادة طليعتها المناضلة جبهة التحرير الإرترية أكبر من كل المؤامرات وأقوى من كل التحديات.      وإذا كانت الزمرة الانعزالية لا تريد أن تفهم هذه الحقيقة فإن جماهير شعبنا المناضلة – ستجبرها على الاعتراف بالأمر الواقع ، وساعتها لن ينفعها التآمر ، ولن يفيدها الارتماء في أحضان الدوائر الإمبريالية ، ولن يجديها شيئاً خدمة المصالح الإمبريالية المعادية للشعب الإرتري وثورته وحقوقه الوطنية – المشروعة.     إن جبهة التحرير الإرترية ، إذ تقدم هذا الكتاب لجماهير الشعب الإرتري، إنما تفعل ذلك إنصافاً للتاريخ ولحق الرجل الذي أعطى كل وقته وجهده وفكره لشعبه ولأجيال إرتريا القادمة لأن القائد الشهيد محمود حسب محمد رصيد ثوري لكل أبناء شعبه ، وتجربة ثورية نادرة قل أن يجود بمثلها الزمان.

مقدمة الطبعة الثانية :      تجيء هذه الطبعة من كتاب محمود حسب ، قائداً وشهيداً وجريمة اغتياله ما تزال تعرض نفسها على واقع النضال الإرتري حزناًَ عميقاً ، وآلماً عارماً ، كما تفرض نفسها وفي ذات الوقت على ذلك النضال تصميماًَ على مواصلة المسيرة التي كان هو أحد فرسانها وقادة طلائعها من أجل أن تحقق الثورة الإرترية أهدافها كاملة، وتنهض إرتريا الحرة المستقلة وليس في ذلك غرابة ، فالمناضل محمود حسب كان أخاًُ لكل مناضل ولكل مواطن، ومن هنا كان الحزن على غيابه . وكان فارساً جسوراً وقائداً فذاً كما توضح كلمات رفاقه التي حواها هذا الكتاب، ومن هنا كان التصميم على السير على طريقه حتى تتحقق الأهداف التي خاض في سبيلها أشرس المعارك وسجل أعظم المواقف ، وأستشهد من أجلها في النهاية.

      أيضاً لم يكن في ذك غرابة ، فبطل مثل محمود حسب ثائر نقي أصيل جسور لابد أن يكون الحزن على غيابه قوة دافعة لحركة النضال الثوري في إتجاه الحركة الجماهيرية بكل جيشانها وطموحاتها وتطلعاتها من أجل غد أفضل وحياة انسانية كريمة، لان الفارس الذي غاب كان تعبيراً حياً عن ضمير ثورتها وحقيقتها التاريخية وتصاعدها المستمر في اتجاه الأهداف والغايات التي تفجرت من أجلها وقدمت أشرف الرجال وأنبل الأبطال على طريقها.     إذن الحزن له ما يبرره والتصميم له ما يستوجبه ، لكن تبقي في النهاية الحقيقة – الثورية الكبيرة ، وهي أن الفارس الذي غاب لم يترك الساحة وراءه فارغة، لا ميدان الكفاح المسلح بعده خالياً ، وإنما وضع كل ما يملك من قدرات ومواهب وفكر، في مضمار الثورة – والتخطيط العسكري والممارسة السياسية ، وضع ذلك كله أمام رفاق دربه من كوادر جيش التحرير الإرتري ومقاتليه ومن ثم لم يغب عن الساحة الثورية إلا بجسده ، أما فكره وتجربته فأنها ظلت حية ماثلة في نفوس وعقول رفاقه ، وعلى إمتداد الساحة الإرترية طولاً وعرضاً – عمقاً وإرتفاعا.     وأمامنا وفي هذا الكتاب الذي يسجل رد الفعل السريع والمباشر لاغتيال البطل الشهيد القائد محمود حسب ، كما تعبر عن ذلك مقدمة الطبعة الأولى لهذا الكتاب ، تقف على أبعاد تلك الحقيقة ، فالبيانات التي صدرت من قادة جبهة التحرير الإرترية، ومن تنظيماتها الشعبية والفئوية ، ومن فصائل الثورة الإرترية ، ومما كتبه أصدقاء الشهيد من الكتاب العرب والسودانيين . أمامنا وفي هذا الكتاب الحقائق الموضوعية التي تسفر تلك الحقيقة وهي أن القائد الشهيد الذي غاب بجسده حي في ضمير شعبه بفكره وتجربته وفدائيته ، وأن رفاقه الذين يملؤون ساحة النضال الآن يمثلون رموز الحاضر الذي أسهم في صنعه، ويمهدون الطريق نحو المستقبل كما تريده الثورة الإرترية . وكما رسم معالمه شهداؤها الخالدون – بدمائهم وأرواحهم ، وكما تتطلع إليه جماهيرها التي ضحت في سبيله بالكثير ، وقدمت من أجله الكثير، وتحملت مفارقة الأوطان والديار والأهل.

      كل ذلك يحدد موضع المناضل محمود حسب ، في دائرة النضال الإرتري  وكل ذلك يحدد – مسار الثورة الإرترية في اتجاه أهدافها وبلورة مواقفها ، وكل ذلك يقود إلى الإيمان بأن النصر هو النتيجة الحتمية لهذه الثورة العملاقة ، لان القائد الشهيد محمد حسب كان مرتبطاً بشعبه ارتباطاً عضوياً متيناً وملتزماً بقضاياه التزاماً وطنياً أصيلاً ومناضلاً في صفوف مقاتليه نضالاً ثورياً واعياً وشجاعاً ، وكل ذلك قد رسمته البيانات والكلمات التي حواها هذا الكتاب وكل ذلك يشكل الشخصية الثورية المتفردة للقائد الشهيد محمود حسب     يبقي أن أقول لقد عرفت القائد الشهيد محمود حسب معرفة لصيقة ، ولمست الكثير من خصائصه المميزة كإنسان وثائر، وشاركت الجميع الحزن واللوعة والأسى يوم بلغني نبأ – اغتياله ، هناك في كسلا ) وخلال أيام مأتمه شاهدت مواكب المعزين من الإرتريين والسودانيين وقرأت على جباه الشيوخ والشباب دلالات الحزن والغضب، وخرجت من ذلك بنتيجة واحدة وهي أن الفجيعة في إغتيال محمود حسب ليست فجيعة إرترية وحسب ، ولكنها مع ذلك فجيعة عربية وإنسانية بكل ما تحمل هذه الكلمة من معني ، فالشهيد واحد من أبطال الحرية ، وأبطال الحرية أبناء للإنسانية كلها وليس لشعب دون سواء.    ولعلي أجد من الفرص ما أسجل به رأي وتفاصيل علاقتها بالشهيد محمود حسب مقدماً بذلك شهادتي للتاريخ عن بطل عرفته وعايشته طويلاً ، وعرفت عن تفاصيل حياته ونضاله الكثير – لعل ذلك يتاح لي يوماً ، أما الآن فأني أكتفي بهذه المقدمة التي تفرض بطبيعتها أن تكون محصورة في ما جاء بالكتاب ، لعل ذلك يكون قريباً ، تبرئه لذمتي أمام التاريخ – والأصدقاء من المناضلين الإرتريين وجماهير الشعب الإرتري البطل.    أما الآن فنطوي هذه الصفحة ، وتتابع تفاصيل ما جاء في الكتاب ، لنقف على عمق الجرح وصلابة الموقف وانعكاس اغتيال القائد الشهيد محمود حسب على الواقع الإرتري وثورته وما ترتب على ذلك من مواقف ثورية عنيدة وشجاعة.

      الآن إلى تفاصيل ما جاء بالكتاب ، والله الموفق

إبراهيم عبد القيوم محمد

الفصل الأول

Your browser may not support display of this image.
رفاق القائد محمود يتحدثون عن سيرته

بقلم المناضل/ عبدا لله ادريس محمد

رئيس جبهة التحرير الإرترية القائد العام لجيش التحرير     الحديث عن القائد محمد حسب ومنجزاته يطول ، ، ولكني سأتناول جانباً من سيرة حياته الحافلة بالبذل والعطاء والإنجازات الثورية العظيمة في ساحات النضال والصمود أمام التحديات      لقد تعرفت به ولأول مرة في عام 1968م عندما كان كادرا في مقر القيادة الثورية لجبهة التحرير الإرترية ، ثم التقينا عندما تم تعيينه من قبل القيادة العامة قائداً للفدائيين ( في محافظة  بركا ) بتاريخ يناير 1970م ، ومنذ ذلك الوقت أصبحت علاقتي به مباشرة ومتصلة ، وكان لي رفيقاً مناضلاً وصديقاً حميماً وأخاً كريماً ، تميزت هذه العلاقة بالحب والتقدير والاحترام المتبادل عبر مسيرتنا  النضالية الطويلة التي تعرضت إلى الكثير من المؤامرات والمخاطر ، استهدفت تنظيمنا الطليعي جبهة التحرير الإرترية ، دوراً وتاريخياً وقيادة وقد كانت للقائد حسب مواقف ثورية متقدمة سبق فيها كل رفاقه عرفت بالحزم والثبات الذي لا يعرف التردد والتراجع والارتباك ، كيف لا وهو المدافع العنيد والمقاتل الشرس في مواجهة أعداء الثورة وحماية خطها الوطني الديمقراطي وبرامجها السياسية التي أقرت في مؤتمراتها الوطنية العامة التي تمثلت في المبادئ والأهداف والوسائل ، وهو من الذين لعبوا دوراً بارزاً وساهم بقسط وافر في وضع هذه الأسس المتينة لمسيرة الثورة .    وباستشهاده فقدت جبهة التحرير الإرترية بطلاً من أبطالها وقائداً جسوراً من أبرز رموزها التاريخية ، وهو في قمة عطائه وإبداعاته الثورية، كما فقد شعبنا الإرتري المناضل أحد أبنائه البررة ومن أحب القادة إلى قلبه، ويكفي أن نشاهد الفيلم الوثائقي الذي صور مسيرة تشييع جثمانه الطاهر. وخروج الجماهير الإرترية في مدينة كسلا ، ومعسكرات اللاجئين تودع القائد وتعاهده على المضي في مسيرة الثروة التي استشهد في سبيلها ، كما خرجت جماهير مدينة كسلا السودانية وعدد من المسئولين لمواساة الشعب الإرتري في فقده الجلل ، بالإضافة إلى مشاركة قيادات وكوادر الفصائل الإرترية الوطنية أكد فيها شعبنا الإجماع الوطني في إدانة الجريمة التي قامت بها ما يسمى بالجبهة الشعبية العملية ، وباعتبار أن القائد محمود حسب فقيد الثورة الإرترية وبطلاً وطنياً لإرتريا كل إرتريا .

 

 تاريخ ميلاد القائد حسب ونشأت ((يتبع في الحلقة 2