مـــريثة لــــقائد تـــــقوربا / أبوآمنة محمد
نشر من قبل omaal في 17-02-2010

 مريثة لقائد تقوربا

أبو أمنة محمد

بدأ فصل الصيف والزمن منتصف ليلة الرابع عشر القمرية .. كانت كوكبة من الرعيل يقفون صفاً وعواتي أمامهم يقول : صف تراصاً " كلهم يتنكبون أسلحتهم (أبو عشرة) عندما يقول عواتي صفاً تراصاً يضعوا أيديهم على الزناد .. عواتي ينظر إلى السماء ، السماء صافية والقمر مضيء يبتسم عواتي فيلتف إلى رفاقه  ويقول : (كبوب) أنظر إلى القمر ماذا ترى ، نعم هو يا عواتي .. أزلفت ساعة الميعاد أطلقوا النار تحية للشهيد إنه قائد من قيادات جيش التحرير ونجم لامعاً من نجوم الجبهة وبيرقاً عالياً من بيارق الوطن.

(مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً }الأحزاب23)

تردد صدى صوت الرصاص في الجبال والوديان فينظر عواتي يميناً فيرى نساء يبكين في السجون والجلاد يضربهن بلا رأفة ويلتفت يساراً غاضباً فلم يجد أحد غير الأرض اليباب ... قف هذا نعش أخر لفارس أخر ملأ البلاد صولات جولات دفن خارج التي كنا في عشقها نسهد .. في زمن الجحود والهروب والخنوع ذالك البطل الذي كتب بالبارود والدم فجر معركة تقوربا الخالدة.

دع الصواعق تدوي في الدجى حمماً  ..

حتى يبان الهدي والظلم ينخزل

وأشرق بوجهك الدياجي كلما عتمت مشاعلاً

حيث يعيش الخائر الخطل

وأقدح زنادك وأبق النار لاهية

يخافها الخاسئ المستعبد النذل

أبا خالد .. يا معلم الأجيال معاني الرجولة والهم ، أنت سفر تاريخنا المعاصر فهل تعلمنا وتعلموا من ورثوا قيادة المسيرة همتك؟ شكيمتك ؟ غيرتك ؟ وهمة رفاقك الأوائل شهامة وتحدياً.

 قال الشاعر :

قالوا وظل .. ولم تشعر به الإبل

يمشي .. وحاديه يحد .. وهو يحتمل

ومخرز الموت في جبينه ينشتل

حتى أناخ بباب الدار إذا وصلوا

وعندما أبصروا فيض الدماء جفلوا

فهل جفلوا من كانوا في مؤخرة المسيرة عندما نبحت الكلاب في أسوار الدار وتركوا أبطال الأمس يدّفن في المهاجر ولم تكتحل أعينهم بالأرض التي  سهروا وناضلوا وأفنوا حياتهم من أجلها ....