كتاب محمود حسب شهيدا وقائدا إعداد جبهة التحرير الإرتريةالحلقة ( 10 )
نشر من قبل omaal في 12-11-2009

كتاب محمود حسب شهيدا وقائدا

إعداد جبهة التحرير الإرترية

الحلقة ( 10 )

 

وكالة الانباء الارترية.

أستشهاد بطل بيد العمالة والارتزاق :

      شيعت جماهيرنا الاريترية في مدينةكسلا بتاريخ 4/9/1989م المناضل القائد الشهيد محمود حسب محمد عضو اللجنة التنفيذية رئيس المكتب العسكري وهيئة الأركان لجيش التحرير الارتري – إلى مثواه الأخير ، هذا البطل الذي إغتالته ( عصابات الجبهة الشعبية الجباية ) أمام منزله بمدينة كسلا السودانية مساء يوم الاحد 3/9/1989م ، ظنا منها أنها بفعلتها هذه سوف تتمكن من كسر شوكة جيش التحرير الارتري البطل الذي تصدى لها ببطولة نادرة ، وكبدها خسائر متكررة والحق بها هزائم متتالية ، وافشل كل مخططاتها التآمرية ، فلجأت كعادتها إلى أسلوبها القذر الجبان أسلوب الغدر والخيانة .  إن التعامل بهذا الأسلوب القذر والجبان في الصراع السياسي في الساحة الأرترية ليس وليد اليوم ، بل ورثته الجبهة الشعبية ضمن ما ورثت من قوى العمالة والارتزاق منذ الأربعينات ففي تلك الحقبة التاريخية التي قادها شعبنا البطل نضالاً سلمياً من أجل الحصول على استقلاله الوطني ، أغتالت عصابات حزب الوحدة مع أثيوبيا المدعومة من قبل النظام الاثيوبي والكنيسة وبريطانيا ( الشهيد عبدالقادر كبيري) سكرتير الكتلة الاستقلالية ، وأبرز العناصر الوطنية ، وهو في طريقه إلى مطار اسمرا للمشاركة في جلسات الجمعية العمومية للأمم المتحدة الخاصة بمناقشة القضية الارترية من أجل مخاطبة المجتمع الدولي ومطالبته باحقاق الحقوق المشروعة للشعب الارتري ، هذا وبعد صدور قرار المنظمة الدولية القاضي باقامة اتحاد فيدرالي بين اثيوبيا وارتريا ، قامت السلطات الاستعمارية بتسليم زمام السلطة السياسية لعملائها من الارتريين ( أعضاء حزب الوحدة مع اثيوبيا) الذين واصلوا تنفيذ ما تبقي من خططهم بتصفية القوى الوطنية وزرع بذور الفتنة الطائفية وممارسة الإرهاب السياسي بين أبناء المنخفضات الارترية مما جعلهم يلجأون في وقت مبكر إلى الدول العربية المجاورة بحثاً عن الأمن والإستقرار.   وإستمراراً على نهج هذا العميل تسير اليوم ( الجبهة الشعبية ) لتنفيذ ما لم يستطع الحزب المذكور تنفيذه نتيجة لعوامل عديدة ، ولكن بأسلوب مختلف وتحت شعارات مختلفة ومغلقة بالوطنية، فعلي الصعيد الجماهيري نجد أن ( الجبهة الشعبية ) وفي فترة تحرير المدن عام 1977م فإن المدن التي وقعت تحت سيطرة الشعبية ، مورست فيها أبشع الأساليب اللاوطنية واللاثورية في اذلال الجماهير الارترية إذ زجت في غياهب السجون بكل العناصر الوطنية التي لها دور مشهور في الحركة الوطنية الارترية في فترة حق تقرير المصير في الاربعينات بالإضافة إلى دورها الفعال في معاداة الاستعمار الأثيوبي في فترة الاتحاد الفيدرالي وتأسيس جبهة التحرير الارترية عام 1960م ، وقد تمت تصفية بعض من هذه العناصر الوطنية بينما مصير بعضها لازال – مجهولا حتى اليوم.   هذا وبالمقابل فإن العناصر المعروفة بولائها للنظام الأثيوبي الأستعماري في تلك المدن والتي ذاقت على يدها جماهير شعبنا صنوفاً من العذاب، وجدت هذه العناصر ضالتها في الجبهة الشعبية وأصبحت تسرح وتمرح كما تشاء دون ان يعترضها أحد أو يوجه لها أي سؤ\ال عن طبيعة علاقاتها مع النظام الأثيوبي ، وقد جاءت أغلب هذه العناصر على رأس المجالس الشعبية التي أقامتها الجبهة الشعبية حينذاك لإدارة المدن المحررة والأدهي والأمر من ذلك أن الشعبية استوعبت في أجهزتها التنظيمية العديد من هذه العناصر العملية ، وخاصة الأمني والعسكري تحت ذريعة الاستفادة من خبراتهم .

 وسيرا في نهجها هذا فإنها وفي السنوات القليلة الماضية وتحت ذريعة التجنيد الإجباري إنتزعت عنوة الفتيات والأطفال من ذويهم بأسلوب استهتاري ضارباً عرض الحائط بكل القيم الإنسانية والخلقية ، مما دفع جماهيرنا للتصدي لهم بما يملكون من السلاح غير المتكافي في سبيل الدفاع عن عرضهم وكرامتهم وشرفهم وقيمهم الروحية ، فدخلت معهم في معارك االسلاح بالأبيض راح ضحيتها عشرات من المواطنين الابرياء في مناطق متفرقة من أرض الوطن ونتيجة لذلك لجأ بعض المواطنين إلى السودان بحثاً عن الأمن والاستقرار ، واحتمي البعض الآخر بالمدن التي يحتلها جيش العدو الأثيوبي . أما على الصعيد السياسي فإن الجبهة الشعبية ومن يوم إنشقاقها عام 1970م إعتمدت على إتباع النهج الانشقاقي وفرض حالة الاقتتال في الساحة الارترية، والعمل على بعثرة قوى وطاقات وامكانيات الثورة الارترية هذا الإضافة إلى جلب تنظيمات اثيوبية عسكرية والزج بها في الصراع الارتري – والارتري وإعتماد سياسة اغتيالات المناضلين داخل المدن السودانية والتي راح ضحيتها كوكبة من قياداتنا وكوادرنا حيث قامت باغتيال كل من .  المناضل الشهيد سعيد صالح في مدينة كسلا ، والمناضل الشهيد هيلي قرزا في ميدنة الخرطوم ، والمناضل الشهيد إدريس هنقلا في مدينة كسلا ، والمناضل الشهيد ولد داويت تستقن في مدينة كسلا ، واليوم طالت بدعهم القذرة الجبانة المناضل القائد الشهيد محمود حسب محمد .

إن السؤال الذي يطرح نفسه بشكل ملح ، لماذا إختارت قيادة الشعبية الانعزالية هذه التوقيت لاغتيال الفارس الشهيد محمود حسب؟ إن الاجابة على هذا السؤال تتكون من شقين الشق الأول ، بعد أعلان الدرق عن قبوله للتفاوض مع فصائل الثورة الارتري من  أجل البحث عن حل للقضية الارترية بالطرق السلمية ، تحركت الولايات المتحدة الأمريكية على أمل ترتيب أوضاعها في المنطقة واستعادة مكانتها في اثيوبيا التي افتقدتها بلستيلاء الدرق على السلطة وتحركت الدبلوماسية الأمريكية وهي تلوح بورقة الجبهة الشعبية لتساوم بها النظام الإثيوبي لأن هذا التنظيم بني بامكانيات امريكية مقنعة بقناع المنظمات الإنسانية والكنسية ، ولكن حتى تتم اللعبة كما أراداتها امريكا فإنه مطلوب من الجبهة الشعبية الارترية أن تكون مؤهلة لكي تلعب هذا الدور وعليه لابد من سيطرتها كاملة على الأوضاع في الساحة الارترية وهذا ما لم تتمكن الشعبية من تحقيقه حتى اليوم ، لأن الوجود الفعال والمؤثر لفصائل الثورة الارترية في ساحة العمل الوطني حال دون تنفيذ هذه الرغبة الأمريكية ، لذلك وعندما فشلت الشعبية في تنفيذ هذا المخطط فكان لابد لها من أن تقوم بعمل يريك انسياب العمل الوطني بشكل طبيعي للتمكن من تمربر مخططها في جو غير طبيعي ، مثلما تمكن حزب الوحدة مع اثيوبيا من تمرير مخططات الاستعمار الاثيوبي في أجواء غير طبيعية ، هذا بالإضافة إلى ان الجبهة الشعبية فوجئت باتفاقية ( صنعاء ) بين الفصائل الارترية الخمسة ، والتي اتفقت فيها هذه الأطراف على تكوين وفد ارتري واحد للتفاوض مع النظام الاثيوبي بالاضافة إلى وضع أسس كقيلة بتحقيق الوحدة الوطنية في سبيل التصدي لقضايا المرحلة ، وعليه فإن الجبهة الشعبية وكعادتها لابد أن تعمل لا جهاض أي عمل وطني وتحطيمه ، وبالفعال بدأت في معاداة هذا التوجه الوحدوي الوليد .

      أما الشق الثاني من الأجابة على السؤال المطروح فهو أن الشعبية الانعزالية تسير في خط نقيض لخط جبهة التحرير الأرترية فالأخيرة  ترفض ظاهرة الانشقاق والتشرزم والعمالة والتسلط على رقاب الجماهير ، بينما الجبهة الشعبية تكرس هذه الظواهر وتصر عليها ، وتتعامل مع الجماهير الارترية وكأنها قطيع من الحيوانات ليس إلا .

      ومن هذا المنطلق فإن جماهير الشعب الارتري أصبحت تتصدي للجبهة الشعبية وممارساتها اللاوطنية بشجاعة ، وبالمقابل بزداد كل يوم التصاق هذه الجماهير بجبهة التحرير الارترية وهذا يعني أن جماهير شعبنا اختارت من يمثلها ، واستحقت قيادة جبهة التحرير الأرترية بذلك تقدير وحب ووفاء هذا الشعب وشهيدنا القائد البطل محمود حسب محمد هو أحد أفراد هذه القيادة التي تتحمل أعباء المسئولية الوطنية الكبيرة.

إن القائد الشهيد محمود حسب كان يتمتع بحب وتقدير كل المقاتلين والجماهير الأرترية لما قدمه من عطاء ونكران ذات من أجل تحقيق مصالح هذه الجماهير الارترية الوفية فكان مقاتلاً شرساً وقائداً فذاً  مشيعاً بتجربة جبهة التحرير الارترية ، لهذا فإنه كان يشكل بكل هذه يعني بأنه يشكل خطراً على الجبهة الشعبية وخططها ومؤامرتها التي تحكيها بالتعاون مع الأمبريالية الأمريكية من وراء ظهر الشعب الارتري.

إن جماهيرنا الاترية الوفية التي شيعت جثمان قائدها البطل الشهيد محمود حسب جاءت لتودع وتعاهد في ذات الوقت أبناء باراً مخلصاً من أبنائها عرفته وياً مضحياص من أجل مصالحها ومحافظاً على مكتسباتها وقائداً فذاً قاد ملاحم بطولية حقق فيها انتصارات متتالية وعرفته وهو يقود معركة تحرير تسني وتحرير أغردات ، ومعارك قواحيين الشهيرة ، ويوجه مقاتليه ويضمد جراحهم ويواري جثمان من نال الشهادة ، لهذا كله أحبته جماهير شعبنا تقديراً لعطائه ، وأوفت له يوم تشييعه بقدر ما أوفة لها في حياته .

 إن قائدنا الشهيد محمود حسب ، قد تسرب إلى أعماق الجماهير الأرترية وإمتزجت نفسه في نفوسهم ، واختلطت روحه بأرواحهم وتداخلت أفكاره بأفكارهم وأصبح بذلك جزءاً لا يتجزأ ولا ينفصم من تاريخها وأمالها ومشاعرها لذلك كان الغضب العارم يوم اغتياله ، وكان الموكب الحزين الهادر يوم تشييعه والتصميم القاقطع على المضي قدماً على طريقة فسوف يظل محمود بيننا حيا خالداً أبداً الدهر ، بما غرسه فينا من نكران الذات وحب الوطن والتضحية والفداء والوفاء لقضايا الجماهير الارترية

      وكالة الانباء الارترية

 الفصل السادس

Your browser may not support display of this image.
محمود حسب في الصحافة العربية ووكالات الانباء 

وكالات الانباء العربية والعالمية والحصف العربية تتناول اخبار الجريمة التي نفذتها الجبهة الشعبية ضد القائد الشهيد محمود حسب محمد

      تناقلت وكالات الانباء العربية والمحلية والعالمية والصحف العربية أخبار الجريمة البشعة التي ارتكبتها الجبهة الشعبية الانعزالية ضد القائد الشهيد محمود حسب محمد عضو اللجنة التنفيذية رئيس المكتب العسكري وهيئة الأركان العامة لجيش التحرير الارتري الذي اغتيل امام منزله في مدينة كسلا السودانية ليلة الاثنين الموافق 3/9/1989م ، وقد اذيع خبر الجريمة من الوكالات التالية :

      رويتر – كونا – ق ن – أ – وكالة الانباء الفرنسية – وكالة أنباء الشرق الأوسط الخ كما كتبت كل الأقلام العربية في الصحف العربية من المشرق إلى المغرب عن هذه الجريمة البشعة التي تستهدف نضال الشعب الأرتري ووردت الأخبار في كل من - القبس الكويتية والمسلمون – الشرق الأوسط - العرب الدولية – الصباح التونسية – السياسة – الشرق القطرية – ومن المجلات : مجلة المجلة – دنيا العرب – الدستور – التضامن العالم.

      نتناول في هذه الصفحة بعض مما تناقلته هذه الصحف والمجلات :

      ذكرت العرب العالمية التي تصدر في لندن أن المصادر تقول أن الجبهة الشعبية التي يتزعمها أسياس أفورقي مسئولة عن اغتيال القائد العسكري محمود حسب محمد رئيس المكتب العسكري – وأركان جيش التحرير الارتري الذي قتل في مدينة كسلا السودانية.

      المسلمون : الجبهة الشعبية تخلي الميدان من دعاة العروبة والإسلام ، تحت هذا العنوان كتبت تقول محمود حسب ( تاسع مسؤول يتم اغتياله لوقوفه في وجه المؤامرة ، ويعد محمود حسب الذي إغتيل بمدينة كسلا بالسودان أكبر مسؤول عسكري ارتري ، وتقول التقارير أنه – كان قد تصدى منذ أيام لهجوم كاسح للجبهة الشعبية على مواقع الجبهات الارترية.

عن مجلة دنيا العرب

بقسم الأستاذ / محمد أبوعزة

أسياس أفورقي  .. أخر الخيول الأمريكية ؟

      أسياس أفورقي  هو زعيم الجبهة الشعبية لتحرير ارتريا ، تناقلت إسمه وكالات الأنباء الصحفية بكثرة بوصفه الطرف الثاني الفاعل في المباحثات التي جرت في اطلانتا في شهر سبتمبر (أيلول ) من العام الماضي .

      وهذه المباحثات جرت تحت ( رعاية ) الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر وعقيلته ( روزالين ) وفرق العمل الموضوع بتصرفه لحل النزاعات الإقليمية ، وكلمة (رعاية ) هنا تذكر بالبرامج التي تقدمها إذاعة (مونت كارلو ) الشهيرة والتي تقول في آخرها أن هذه الأغاني قدمت برعاية ( كنت ) وجيمي كارتر هنا قام برعاية المفاوضات بين الإثيوبيين والارتريين في اطلاتنا لحث الطرفين على المصالحة وإنهاء الاقتتال الدائر ، وقصة النزاع أو الصراع الإثيوبي – الأرتري ترجح إلى سبتمبر (أيلول) 1961م عندما أقدم الامبراطور هيلاسلاسي على الغاء ( الفيدرالية ) التي كانت قائمة بين اثيوبيا وارتريا وقام بضم ارتريا ضماً نهائياً ، ورداً على اجراء الامبراطور هيلي سلاسي وبعد سلسلة من التظاهرات التي اتخذت أحياناً شكل العصيان المدني نظم الشعب الارتري مقاومة مسلحة تنامت وتعاظمت سنة بعد سنة بقيادة جبهة التحرير الارترية ، وساعدت في اضعاف حكم الامبراطور الأمر الذي مكن مجموعات عسكرية اثيوبيا صغيرة من الأطاحه به بصورة تدريجية أبتداءاً من فبراير ( شابط ) 1974م لتسقطه نهائياً في سبتمبر ( أيلول ) من نفس السنة ، معلنة قيام الجمهورية الأثيوبية على انقاض الامبراطورية .

 ومن سوء حظ الارتريين أن هذه المجموعة العسكرية الأثيوبية التي كانت يفترض أن تعترف لهم بحق تقرير المصير اعترافاً يصنيعهم في أضعاف حكم الامبراطور.

      من جانب آخر أصيب الارتربون بالمرض الذي ابتلت به معظم حركات التحرر في العالم الثالث وهو التشرزم والتمزق ، وقد انشق عن جبهة التحريرية الارترية ( التنظيم الام ) بعض لأعضاء وسارعوا إلى تشكيل تنظيمات متنافسة تحاول أن تستقطب تأييد الشعب الارتري والبلدان الافريقية والعربية المجاورة والمنظمات العالمية الإنسانية والجبهة الشعبية لتحرير ارتريا احد المنظمات الارترية التي انشقت عن الجبهة الأم ، ومن المؤسف القول هنا أن قيادة هذا التنظيم تنكبت السبيل السور وأعتمدت التصفية الدمورية لخيرة المناضلين الارتريين لشق طريقها نحو بسط الهيمنة فوق كامل الساحة الارترية وآخر الجرائم التي ارتكبتها الجبهة الشعبية في الأونة الأخيرة هي تلك التي وقعت في مدينة ( كسلا ) السودانية وهزت ارتريا كلها من أقصاها إلى أقصاها لأنها استهدفت أحد أبرز مناضلي جبهة التحرير الأم هو الشهيد ( محمود حسب محمد )  الذي يحظى بسمعة مشرفة بين الارتريين والعرب.

      ففي الرابع من سبتمبر الماضي أعلن مسؤول في جبهة التحرير الارترية أن الجبهة الشعبية لتحرير ارتريا بزعامة أسياس أفورقي  (شنت هجوماً واسع النطاق على الفصائل الارترية الخمسة الموقعة على اتفاقية الوحدة في صنعاء) الشهر الماضي ، واستهدفت مقاتلي جيش التحرير الارتري في 19 أغسطس الماضي على ثلاث محاور ثم وسعت عملياتها لتشمل الفصائل الأخرى مستعينة بحلفائها من الأثيوبيين خاصة (الجبهة الشعبية لتحرير تقرأي)

      وفي مدينة كسلا السودانية اغتالت الجبهة الشعبية ( محمود حسب محمد ) عضو اللجنة التنفيذية ورئيس المكتب العسكري وهيئة الأركان العامة ونائب القائد العام لجيش التحرير الأرتري ) وقال السيد عبدالله ادريس محمد رئيس جبهة التحرير الارترية ( إن الجبهة الشعبية تحاول تفتيت وحدة الشعب الارتري في وقت دخلت فيه القضية الإرترية منعطفاً تاريخياً حاسماً ) وأعاد القائد الارتري البارز عبدالله ادريس محمد إلى الأذهان أن تنظيم أفورقي اغتال في فترة سابقة عدداً من المناضلين الارتريين والقادةالبارزين من بينهم ( سعيد صالح وإدريس هنقلا وهيلي قرزا مسئول الهلال الاحمر الارتري )

      لقد تعرفت في وقت سابق – عام 1971م إلى هذه القيادات ذهبت إلى إرتريا  في تلك الفترة عندما كانت أرتريا تقاتل قوات الامبراطور هيلاسلاسي ، مكثت بينهم ما يقرب من أربعة أشهر وانعقدت بيننا صداقة وطيدة تطورت في زياراتي التالية في أعوام 74- 1977م ، وكان مقرراً أن السؤال يلزم عرض خلفية الرجل وتسليط المزيد من الضوء على شخصيته فمن هو أسياس أفورقي ؟

      الحديث التالي رواه ( تخلاي قبري ماريام ) عضو سابق في اللجنة المركزية لـ ( الجبهة الشعبية ) أشتهر باسم تخلاي عدن بعد اقامته في عاصمة اليمن الديمقراطي، يروى تخلاي عدن أن الجبهة الشعبية – حالياً – أو قوات التحرير الشعبية سابقاًَ كانت عبارة عن تجمع لثلاث فصائل إقليمية طائفية محددة تسمى على التوالي (مجموعة عوبل – جماعة اسياس- جماعة حرقيقو ) تتكون من عدد من المقاتلين انفصلوا عن جبهة التحرير الأرترية ، ومجموعة أسياس هم من سكان المرتفعات من المسيحيين خرجت أصلاً من معطف حزب ( أندنت ) الإنضمام الذي قسم الشعب الارتري إلى سكان مرتفعات وسكان منخفضات أي إلى مسيحيين ومسلمين ، وقاعدة هذه المجموعة تتكون من طلاب سابقين انشقوا أيضاًَ عن جبهة التحرير الأرترية نظراً لأنهم كانوا قد رضعوا منذ البداية حليب الطائفية النتن والمسمم.

      والفاسم المشترك بين جماعات الشعبية الثلاثة المذكورة هو أشتراك الجميع في التعصب الإقليمي والطائلفي الضيق

شفقيات ( من أجل  محمود حسب )؟؟ نواصل في الحلقة (11 )