كتاب محمود حسب شهيدا وقائدا إعداد جبهة التحرير الإرترية الحلقة ( 12 )
نشر من قبل omaal في 12-11-2009

كتاب محمود حسب شهيدا وقائدا

إعداد جبهة التحرير الإرترية

الحلقة ( 12 )

الفصل السابع كلمات وجدانية عن القائد الشهيد

النجم الذي هوي شعر : صالح ادريس شيخ حسن 

ضرغام جند عواتي أنت ياحسب 
يا رائداً لجيوش الفتح في زمن  
من زحف فرساتك الأفذاذ ووثبتهم 
تطهر الأرض من قطعان ابرهه 
فهذه مدن دانت بما ملكت 
نبت في جبهة صانت كرامتنا  
تسعى لرد كيان بات مغتصبا 
لكن في غفلة أتت خفافيشهم 
عادوا بذاكرة عميا لا شرمهم 
اقبلت يا ارث عواتي تحيط بهم 
لست الجزوع إذا حلت بلك محن  
فهل برحت البوادي عندما رزثت 
إذا ما جت الأرض من تحت الرجال واد 
فرت جموع كثر منه وقد عزفت  
وأنت تستلهم عواتي مبادؤه 
وها هموا اذعنوا لطائفتيهم 
يرنون تدنيس اعراض محصنة 
كر الكمات الآبات بغضبة مضر

 سحقاً لاحقادهم فالحر لا يهب 

وصانع النصر في أيامنا الشهب 
حارت عقول العدا وانتابها العجب 
وأنت تقدمهم فالكفر يضطرب  
وشعبنا المنتشي جموعه تطرب  
وذوي البوادي تعود لقومها الأسد 
لا تستبد برؤي وتبعها الشعب 
لا تنتقص أبداً حقا له عمد 
ليسنجوا في الدجي برنامج خرب 
فبيتوا الكيد للإسلام والعرب 
لن تمسخوا مجدنا بفكرة العطب 
بل تمتطي الجد للأقوال تقتضب 
يفوج غربانهم الشؤم قد جلبوا 
لهمت الخطب فالميدان يضطرب 
عن الكفاح وعن اعباءه رغبوا 
وترقب النور بين العتم والسحب
فروعوا شعبنا بالخطف والنهب 
 
على عصاباتهم فارتد ما ندبوا 

لا للهوان أما الغر مصطحب 
فانداحت الليالي عن جحافلنا 
وعندما خستت أحلامهم وخبت 
عادوا لددنهم فنالت ايديهم 
بغوا فجيعتنا به وقد فعلوا 
ياعين لا تدمعي فوقتنا للقصاص 
نار السموم التي تصل العدا حمعا 
طير الأبابيل في الأصال تخطفهم 
هو أوقدوا النار واختاروا لأنفسهم 
فهل نسينا كبيري إذ فضي غدراً 
وهنقلا وسعيد دوايت ثالثهم 
محمود اركان حرب الحق غايتها 
لله درك من لبث رعي أسد 
محمود لا تبتأس فالنار تلتهب 

مكائد أغراب في بوسنا سبب  
وأشرق الصبح والتحرير يقترب 
وحاصر الشعب ماراموا وما كتبوا 
هذا السوار الذي صفي كما الذهب 
لكنهم جعلوا من كلنا حسب  
والناس ترتقب أني كبش الفداء يخضب 
وتحرف الحقد والإنتان والنصب 
تشفي الصدور تروي غل منتحب 
سهم الردي الأبدي والويل والكرب 
ذاك الذي نافح عن حقه الأغلب 
وهذا عثمان ابطال قد احتجبوا  
فـإن هوى فعرين الأسد لن ينضب 
احفاد عواتي من أفكاره شربوا 
لن تنطفا أبداًَ إلا إذا نكبوا 

مرثاة لمحمود حسب

" أستشهد ذات مساء بطل بلا شبيه "

شعر : إدريس عوض الكريم  

لمن تصفر هذه الريح المنكودة

وتنعب بومات الليل الأغبر

في درب الفارس

الطالع كرمح الثوار

من سفر الأيام وغبار التاريخ

هل ساد الصمت أخيراً ؟

وخان الدهر عهوده؟

هذا ياريب الغدر

فتي الساحات

والوقفات المشهودة

يعرفه ميدان الثورة

وزمان المحنة

وعيون الخونة المندسين

وا أسفاه يا محمود

الظل الوارف يرحل

والكف الممدود

والبشر المعهود

هذي الطلعة الشماء

والوجه المكدود

كفاحاً ليس حصاداً للمنجل

وسكاكين الخونة

والقتلة المأجورين.

ربيعك آت في مجد الشهداء

وكفاح المصطهدين

رأيتك الشمخاء

ستبقي نبلا

وآباءا وييقين

كجبين الشمس جهادك

رمحاً مغروساً في قلب الماسون

يبقي رغم الخونة والقتلة المأجورين .

يبقي عزمك ، نصرا في زحف الثوار

ومجد الثوريين

نوفمبر 1989م

محمود حسب" غياب أحد رموز الكفاح المسلح "

      سقط الفارس أخيراً غارقاً في دمه ، إنطلقت رصاصات غادرة تخترق جسداً انهكته سنوات – العرق والدم والمجد ، إنطلقت لتوقف نبضات قلب باسل ومحب ونبيل في عيده قتلوه – ذكرى اندلاع الكفاح المسلح الذي كان هو واحداً من أهم رموزه ورواده ، سقط ( محمود ) المناضل في سبيل الحرية ، في سبيل وطن أرادوه مرتعاً لأحفادهم السوداء وأراده ( حسب) وطناً يستوعب كل أبنائه بدياناتهم وأعراقهم وآرائهم، وطن قادر على ان يبدع من التنوع نسيجاً إنسانياً متحضراً ، وطن هو النقيض لمشروعهم التصفوي الأنعزالي.  أي رصاصات غادرة اخترقت صدراً امتلأ بحب الناس ، مشي في ساحات القتال متزينا بوسام من الحب والأمتنان ، صدر حمل في داخله دائماً هم الوطن والتوق الارتري الأبدي إلى الحرية أني استطيع أن أرى أشجار الدوم وهي تنحني ، والمرتفعات تتلوي ، والماء ينحسر في الحبر أني استطيع أن أرى الليل الارتري وقد إزداد سوادا بغياب ( محمود ) القائد المقاتل والإنسان.

 لمصلحة من تغيب الرموز ، لمصلحة من يعمل البعض لاسدال ستار من النسيان على أكثر سنواتنا مجداً وبطولة ؟ ان مثل محمود لا يموت بل يضفي الموت عليه كل هالة عطائه أكثر ، وتضحياته الجبارة وريادته النبيلة ، ونكران ذاته الفذ ، مثله يبقي في قلوب الناس بشيرياً ، وهادياً رمزاً لجسارتهم ونضالهم الطويل .

المجد لروحه  ياسين محمد عبدالله الخرطوم

(الهامــة العليـــا) 

يد الغدر طالت للنفوس خبيثة 
أبا(1) بيلول وروعة وذاك المقبل 
استنطق الوفاء من زوجك الحنون 
كانت حبلي وردية الإحلام 
النار تأجلت والثار يطفئها 
من حدة السيوف وأسنة الرماح 
سنلعب الجبال والسهول والوديان  
نضمد الجراح ونواصل الكفاح 
لن نتحب ياحسب فلا يبكي الشهيد 
ياكنز الشهامة والنخوة الحراء 
فقدناك وانت الثائر الهمام 
عرفناك جسوراً في ساحة الوغى 
كتبناك في التاريخ رمزاً للبطولة 
كنت القائد والاخ والحبيب والهامة 
كنت الشعلة والفارس المقدام 
واسمك باقي لأحر الأجيال  
بارك وسما وفي غاية الرحاب 
حاربت الغزاة وزمرة الالحادد 
أثرت الياد وـان طالت مرارته 
حملتك الأعناق في يوم مهيب 
شبعك الألوف وضاق المكان بها  
تفديك المهج والنف النفيس 
نهديك السلام من رب السلام 
ونم هنيئاً في نعيم الخلد 

ايقتل الليث من فأر جيان؟؟ 
محمود شمس الساحة وخيرة الشجعان 
لفظتك(2) الإنسام في راحة الاحضان 
وهناك في الخفية من ينسج الأكفان 
والموت أكرم للاحرار من الهوان 
ومن الفحة النيران من فوهة البركان 
يحزم الرجال ووثبة الغضبان 
وتطهر النضال من كافة الأدران 
فلن تذهب روحك رخيصة القربان 
ويا معدن الرجولة وقاهر العدوان 
وروح الجسارة فيك ورقة الفنان 
وعهدناك كريما يا أخ الأخوان 
ونقشناك وشما في صفحة الزمان 
العليا بالنصر في الميدان 
والشرف في الحمي إذا التقي الجمعان 
وذكرك العبير في داخل الوجدان 
وفي شخصك قلب نابع الحنان 
ورفعت رأية الإسلام وعربة الأوطان 
وناصرت الحقوق لعامة الإنسان 
ونعتك الأحرار من سائر البلدان 
وبتك اريتريا فأبكت السودان 
وبالوعة المشهد في غمرة الأحزان 
ويرضيك الامان في دار الأمان 
عند الحوار في أعلى الجنان 

محمد أوهاج أوشيك

1.  بيلول ورعة أبناء الشهيد – والمقبل هو الجنين الذي تركه ببطن أمه.

2. وصف تصويري مؤثر لمشهد اختلط فيه الوفاء بالإنسانية بكل ما تحمله هذه الكلمة من معني حيث لفظ الشهيد أنفاسه الأخيرة على حجر زوجته على عكس امنيته التي تتمثل في أن يموت في ميدان القتال.

   هذه القصيدة جادت بها قريحة الشاعر السوداني / محمد أواج أوشيك حيث صاغ كلماتها المعبرة القوية الصادقة لابراز مأثر المناضل الشهيد العقيد/ محمود حسب محمد ومشاركة منه للشعب الاريتري الشقيق أحزانه في تلك المحنة وذلك المصاب الجلل ومطالباً الثأر بدمائه الطاهرة  

   مع تحيات أخوكم صالح حسب محمد  15/11/1989 م  نواصل في الحلقة الأخيرة الخاتمة