الدكتاتورية في العصر الحديث (4) بقلم / علي عافه إدريس ـ الدوحة 
نشر من قبل omaal في 25-08-2009

الدكتاتورية في العصر الحديث

دراسة نموذجها التطبيقي أسياس أفورقي

(4)

                                              علي عافه إدريس ـ الدوحة 

aliafaa@yahoo.com

المبحث  الأول : ماهية الد كتاتورية

المبحث الثاني : البيئة الإجتماعية الحاضنة ودورها في تشكيل شخصية الدكتاتور

المبحث الثالث : السمات الشخصية للد كتاتور

المبحث الرابع :   الحاشية المحيطة بالدكتاتور:

         عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : مابعث الله من نبي ولا إستخلف من خليفة إلا له بطانتان: بطانة تأمره بالخير وتحضه عليه وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه  فالمعصوم من عصم الله تعالى [ 1 ] . وفي رواية هذا الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما من وال إلا وله بطانتان ، بطانة تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر ، وبطانة لا تألوه خبالاً ، فمن وقي شرها فقد وُقي ، وهو من التي تغلب عليه منهما [ 2 ] .

      عند تولي شخص  ما السلطة أمامه خياران لاختيار أعوانه ومساعديه فأما أن يختارهم على أساس ما يملك كل منهم من العلم و الخبرة ، أما أن يختارهم على أساس مدى ثقته بهم ، (إن كان من المحظوظين يصبح أهله ثقته من أهل الخبرة والكفاءة ) . ففي حالة إختياره المعيار الأول الذي يعتمد على كفاءة المساعدين سيؤدى المساعدين  الأعمال بكفاءة وجودة عالية ، إلا أن إستمرار المسئول في منصبه قد تكون محل شك . أما إذا إختار الخيار الثاني كمعيار لإختيار المساعدين والمعاونين يكون قد ضمن الإستمرار أطول فترة في الحكم حتى لو لم يؤدي المساعدين المهام التي يكلفوا بها بإتقان وجودة عالية، إلا أن هؤلاء بحكم أنهم لايملكون الكفاءة والخبرة التي تجعلهم يستمرون في وظائفهم ، يعوضون الكفاءة والخبرة بالولاء الشديد للرئيس في بداية فترة الحكم  ، ثم في الفترة الثانية يكون إرتباطهم أكبر بالنظام للتأكيد على مصالحهم  ، ثم أنهم في الفترة الأخيرة يدافعوا عن النظام دفاع المستميت لأنهم  قد تورطوا في جرائم تجلعهم جزء أساسي من النظام ، وبالتالي دفاعهم عن النظام في الفترات اللاحقة يكون دفاعاً عن أنفسهم ودفاعاً عن المناصب التي تحصلوا عليها وهم لايستحقونها ، كما أنهم يدافعون عن النظام نتيجة للجرائم التي إرتكبوها  في حق المواطنين ، وفي حالة زوال النظام ستتم مساءلتهم عليها.

وتتنوع أهداف مساعدي وأعوان الرئيس ، فمنهم من يريد أن يقوي نفوذه ويكون صاحب الأمر والنهي ،فالرئيس  لا يعرف غيره ، ومن ثم ينقل أوامره إليه ، ويكون عليه هو إبلاغ تلك الأوامر إلى بقية المرؤوسين ، فيبلغها إليهم وكأنه هو من أصدر تلك الأوامر. ومساعد أخر يكون هدفه جمع المال بكل الوسائل المشروعة منها وغير المشروعة ، ومساعد يكتفي بإنشاء إقطاعية خاصة به سواء كانت مدنية أو عسكرية ... إلخ .

والجدير بالذكر أن الحاشية المحيطة بالدكتاتور تريد أن يكون الدكتاتور صورة يقفون خلفها ، ويحققون مأربهم التي يريدونها فيدفعون به إلى فرض نفسه على الناس  ، ويدفعون به للتشدد أكثر ، ويدفعون لتحويله لشخص مخيف بما تعنيه هذه الكلمة ، وأنا هنا على الرغم من طول النص سأنقل ما كتبه فريق عواتي في ورقة أعدها هذا الفريق ( المتهمين : أسياس وزمرته ) وقد تم نشر هذه الورقة في 6/9/2007م  والحقيقة أن الورقة قد بذل فيها جهد كبير يشكر عليه فريق عواتي ، وإن كانت هناك ملاحظة يمكن تسجيلها هنا فهي أن فريق عواتي كان  بإمكانه التفصيل أكثر في مهام الزمرة ،ولا أدري إن كان قد فعلوا ذلك في نفس الورقة ولم تتاح لي الفرصة للإطلاع على الإضافات التي إدخلت على الورقة ، وقد نوه الفريق في مقدمة الورقة أنها قابلة للتحديث متى ماتوفرت معلومات جديدة ،  عموماً قد كتب الفريق عن حاشية الرئيس أسياس من عسكريين ومدنيين ودور كل منهم   وسماهم بالزمرة [3] و تتكون الزمرة  في رأيهم  من ثلاث مجموعات هي : 1- النخب العسكرية والأمنية 2-قادة الابتزاز  3-رسل الخداع والتضليل .
و تتألف مجموعة النخب العسكرية من أربعة قادة عسكريين يملكون حكم ذاتيا في قيادة المناطق الموكلة إليهم حيث يتمتعون بسلطة مطلقة على جميع العسكريين والمدنيين المتواجدين في نطاق مناطقهم .

 الأمن القومي : هو الجهاز المسئول عن شبكات التجسس الواسعة الموجودة داخل إرتريا

تتألف مجموعة الابتزازيين من مديري الشركات التجارية التي تمتلكها ال(ج.ش.د.ع) وهم أشخاص حملوا على عاتقهم توليد العملة الصعبة للحزب الحاكم ، وهم على استعداد للمشاركة في أي نشاط ، مشروع أو غير مشروع في سبيل تحقيق هذا الهدف،  من أنشطتهم تهريب المخدرات(القات) وتهريب البضائع .
تتألف مجموعة رسل الخداع والتضليل من سياسيين تتركز مهامهم في الكذب
والتضليل وخداع المغتربين الاريتريين بغرض المماطلة وتأجيل إي تحرك نحو الإصلاح وتوليد الأموال والولاء للحزب الحاكم .
النخب العسكرية :

1/ العميد تخلي كفلي (منجوس) : المنسق العسكري لجميع فصائل المعارضة الإثيوبية والصومالية والسودانية المستضافة في إرتريا ، قائد منطقة ، يدير السجون ومعسكرات التدريب الواقعة بمنطقته ، متهم بأنه من أصدر قرار الإعدام لكل من يقبض عليه متسللا على الحدود السودانية الإرترية حيث أزهقت الكثير من الأرواح رميا بالرصاص ، وهو المسؤول عن سجن الآباء والأمهات وإجراء حملات التجنيد الإجباري

2/ الجنرال فيليبوس ولدي يوهنس : قائد منطقة ، والشخص الذي لا يرحم كما يقال عنه ، يشرف بنفسه على السجون الواقعة في دائرة منطقته حيث المجندون يعذبون ويعدمون ،  متهم بتصفية الكثير من العناصر القيادية مثل ادريس حنا ، ابرها وندرايس ، سيرجنتي تولدي بيني  وآخرون من مدينة كرن في عام 1977 ، وعلى مدى 30 سنه لم تتسرب عنهم أي معلومات ويعتقد البعض إنهم اعدموا ، وهو المسؤول أيضا عن سجن الآباء والأمهات وإجراء حملات التجنيد الإجباري .

3/ الجنرال تكلي هبتي سلاسي : قائد سلاح الجو الإرتري ، ينظر بدونية لبقية الجنرالات ويصنفهم بالشوائب ، لا يمتلك علاقات طيبة مع بقية القادة العسكريين ، مؤسس معسكر ساوا  و مقرر الأساليب والتدريبات العسكرية التي تدرس فيه.
4/ الجنرال هيلي سامئويل (شاينا) :
قائد منطقة ، يشرف بنفسه على محكمة (الكنغر) الواقعة في نطاق منطقته حيث تصدر الأحكام القاضية بالسجن أو الإعدام دون إعطاء الحق في الدفاع عن النفس ، هو المسؤول أيضا عن سجن الآباء والأمهات وإجراء حملات التجنيد الإجباري .

5/الجنرال قرزقهير عندي ماريام (وشو) : قائد منطقة ، مغامر ، أمي لا يجيد القراء والكتابة ، مهرب للبضائع ، شرس ، انضم للجبهة الشعبية مبكرا وتدرج في مناصب عسكرية عديدة إلي أن أصبح برتبة جنرال ، يدير بنفسه السجون الواقعة في نطاق منطقته

6/  العميد ابراهلي كيفلي : ضابط المهام الخاصة ، تخرج في إثيوبيا من معهد بحر دار للعلوم التطبيقية ،التحق بعد تخرجه بجبهة التحرير الإرترية ثم أودع في سجونها بعد اتهامه بقتل د.فصوم احد القادة العسكريين للجبهة ، أفرج عنه لاحقا إلي انه ما لبث أن قاد تمردا عسكريا ضد الجبهة وسلم نفسه للجبهة الشعبية ثم التحق بها وتدرج في المناصب إلي أن أصبح برتبة جنرال ، متهم بخيانة (مجموعة الـ 15 )
جهاز الأمن القومي:

1/ الجنرال ابرها  كسا  : رئيس جهاز الأمن والاستخبارات الإرتري ، المسؤول الأول عن تحويل إرتريا إلي دولة بوليسية وذلك بتجييشه لآلاف الجواسيس داخل إرتريا ، متهم بتنفيذ أحكام الإعدام بحق عشرات الإرتريين .

2/ العقيد سيمون قبري دنقل : نائب ابرها كسا والمنفذ الأول لجميع الجرائم ضد السجناء والمدنيين .

 نايزقي كفلو : رئيس سابق لجهاز الأمن الإرتري (عاد مؤخرا من انجلترا بعد أن امضي فيها فترة طويلة حيث ذهب للعلاج ) ، عرف عنه تعذيب السجناء السياسيين ، يتضمن مكتبه العديد من الأدوات التي تستخدم في عمليات التعذيب . 

 الابتزازيين وأصحاب التجارة غير المشروعة :

1/ حقوس قبري هيوت  (حقوس كشا) : سفير إرتريا السابق لدى الولايات المتحدة ، أطلق عليه لقب (كشا) لهوسه الجديد بجمع المال ، حتى الموالين للحزب الحاكم امتعضوا من هذا الهوس الجنوني وطالبوا بنقلة من العاصمة واشنطن ، يعتبر (كشا) حقيبة اسياس افورقي والتنفيذي الأول لجميع شركات البحر الأحمر التجارية من بنوك وشركات تصدير واستيراد وتعدين وزراعة بالإضافة إلي جميع الشركات الإرترية العاملة خارج إرتريا مثل الموجودة في جنوب السودان .

 2/ محمد عمر محمود : افرزه اتحاد الطلاب الإرتريين بالقاهرة حيث كان عضوا في تنظيم  قوات التحرير الشعبية إلا انه ما لبث أن تخلى عنه والتحق ب (ج.ش.ت.ر) في عام  1977، يعد محمد عمر ( كشا) الشرق الأوسط ، هو من المؤيدين بحماس لاسياس افورقي ، يعتبر المسؤول الأول عن ابتزاز العديد من الإرتريين المقيمين في الشرق الأوسط والذين يعتمدون على الحزب الحاكم في بقاء إقامتهم القانونية في دول الشرق الأوسط ، يشرف على معظم أموال الحزب الموجودة في الخليج العربي ويمثل عصابة ال (ج.ش.د.ع) في التعامل مع رجال الأعمال الخليجيين 

رسل الخداع والتهديد :
1/ الأمين محمد سعيد : وظيفته هي الأمين العام ل(ج.ش.د.ع) ، لكن مهمته تتمثل في إدارة أعضاء الحزب الحاكم بصفة خاصة والشعب بصفة عامة ، صاحب الباع الأول في تشويه صورة المعارضة الإرترية والدعامين لها .

2/. يماني قبرأب : المدير السياسي للحزب الحاكم والمستشار الخاص للرئيس الإرتري اسياس افورقي وساعده الأيمن ، المسؤول عن إدارة التنظيمات الشبابية بالمهجر وذلك لضمان استمرارية  دعمهم  ل(ج.ش.د.ع) ، كان عضوا في جمعية الاريتريين من أجل التحرر بأمريكا الشمالية ثم التحق با (ج.ش.ت.ا)  وبات المسؤول الرئيسي للسياسة الداخلية والخارجية , المنظر الرئيسي للسياسات المتطرفة والمقرر المنفذ لسياسات أسياس افورقي .
 
3/ عبد الله جابر : مسؤول الشؤون التنظيمية ل(ج.ش.د.ع) لكن مهمته الحقيقية تتمثل في التجسس على فصائل المعارضة الإرترية والمعارضة السودانية المدعومة من إرتريا، وهو المسؤول عن زرع قياديين سابقين بجبهة التحرير الإرترية داخل  تنظيم جبهة الشرق ، والمشرف على خطف عسكريين بجبهة التحرير الإرترية من الأراضي السودانية برشوة بعض المسؤولين السودانين .

4/ زمهرت يوهنس : يزعم انه باحث وأكاديمي  لكنه مهندس السياسية الاجتماعية المتسببة في تأكل وطمس القيم والتقاليد الإرترية الأصيلة لجهة إضعاف الشعور القومي ، كان زمهرت عضوا بجبهة التحرير الإرترية إلي انه انضم للقيادة المنشقة التي تضمنت ابراهيم توتيل  ويوهانيس زمهرت  ود. جيورجيس وتولدي قبرسلاسي  وفيما عدا الأخير سلم الجميع أنفسهم ل(ج.ش.ت.ا)  عام 1986 .
5
/ يوسف صايغ :  افرزه اتحاد الطلبة الإرتريين ببغداد ، وفيما بعد في القاهرة حيث كان عضوا في تنظيم قوات التحرير الشعبية إلا انه ما لبث أن تخلى عنها  والتحق با (ج.ش.ت.ا) في عام 1977 ،هو الرجل الذي نستطيع أن نقول عنه حرفيا انه بنى نجاحه على جثث مجموعة أل 15 و ارتفع سهمه بعد أن أبدى استعدادا ليكون وفيا للسجان ، وهو آخر شخص انضم إلي مجموعة مكتب الرئيس .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1]   صحيح البخاري ، 6611و7198

[2]  صحيح /صحيح سنن النسائي للألباني 4212

[3] نقلاً عن ورقة تم إعدادها من قبل فريق عواتي http://www.awate.com/portal/content/view/4608/9/