يحي الشعب الارتري الذكرى 48 لمعركة تقوربا التاريخية التي إندلعت في يوم 15 مارس 1964م والتي أتخذت يوماً لجيش التحرير الارتري المغوار ، واليوم نحي نحن ذكرى المعركة 
نشر من قبل omaal في 15-03-2012

تقوربا الملحمة التاريخية الخالدة

الذكرى ال 48

يحي الشعب الارتري الذكرى 48 لمعركة تقوربا التاريخية التي إندلعت في يوم 15 مارس 1964م والتي أتخذت يوماً لجيش التحرير الارتري المغوار ، واليوم نحي نحن ذكرى المعركة  الداوية التي  خاضتها الطلائع الأولى لجيش التحرير الارتري الذي أسسه القائد الشهيد حامد إدريس عواتي ورفاقه تحت راية جبهة التحرير الارترية  رائدة النضال الوطني الارتري وبوصف جيش التحرير الطليعة الثورية المقاتلة والمدافعة عن حق شعبنا وبلادنا في الحرية والكرامة والانعتاق ، ومن فجر أدال الفاتح من سبتمبر 1961م بذل جيش التحرير مهج الأرواح وقدم قوافل الشهداء على طريق النضال من أجل حرية إرتريا وشعبها المجيد ، وحطم جيش التحرير بنضاله وصموده وروحه الوطنية العالية كل ألاعيب الاستعمار وأذانبه لتفتيت لبنات مشروع الوحدة الوطنية والنضالية لشعبنا ، لتمرير مخططاته الالحاقية ، فحطم ماسمي بقوات الباندا والبوليس والكماندوس سيئة الصيت ، وعالج بحكمة الشعب الارتري وصبر وإرادة وتصميم مناضليه ، كل الاشكالات التي أراد بذرها بين أبناء الشعب ، وعزز جيش التحرير عبر تاريخه النضالي الباقي في ذاكرة شعبنا وأبنائه المناضلين ــ الوحدة الوطنية ، وعزز جيش التحرير بإستمرار الوحدة الوطنية الاجتماعية حول الهدف المركزي رغم تنوع المكونات الاجنماعية والثقافية والدينية للشعب الارتري ورغم الماضي التاريخي القاسي لمرحلة تقرير المصير ورواسبها ، وجذبت الثورة كل أبناء إرتريا وصهرت في بوتقة النضال الوطني كل مكونات شعبنا وفجرت كل طاقاته الخلاقة ، فتحدى أعتى الحملات بسلاح الايمان بحقه المقدس في الحرية والاستقلال الوطني ، واستشهد تحت ظلال رايات جبهة التحرير الارترية سائر أبناء إرتريا وسالت الدماء الطاهرة في وديان بركة القاش وربى سنحيت وهضبة حماسين ، وسراي وإكلي قوزاي وجبال الساحل وسمهر وسهول دنكاليا  ــ لم تبقى بقعة من الأرض الارترية لم ترويها دماء مقاتلي جيش التحرير الارتري الباسل ، الذي حتما سيستعيد ذاته وتاريخه ويعيد لبلادنا  وجهها الوطني الناصع .

وبعد عقد من النضال تحولت الجبهة من تنظيم طليعة ثورية بادرت لإشعال جذوة النضال لتنظيم يرفد ساحته الكفاحية الشعب الارتري بأسره  ... حتى لم يبقى بيت  في إرتريا لم يناضل له إبن أو إبنة في جبهة التحرير الارترية .

لهذا حق لنا أن نقول أن تاريخ جيش التحرير الارتري وتراثه النضالي بحلوه ومره ومآثره وإنتصاراته وإنكساراته تراث للشعب الارتري بأسره .

وتقوربا التي نحي ذكراها اليوم هي صفحة  من صفحات نضال الشعب وتاريخه البطولي ... ولولا تلك الملحمة  التاريخية  الخالدة  ربما لتغيير مسار النضال أو لتأخر  لبعض الوقت  في أحسن الفروض ...

تقوربا هذه إذاً لم تكن المعركة الأوسع أو الأكبر من حيث جبهة القتال ومدته وأسلحته والقتلى فيه  ـ فأبناء إرتريا خاضوا المعارك الأضخم إبان تحرير المدن في تسني وأغردات ، ومندفرا وكرن ونقفة ومصوع وفي جبهات مرب ، وأسمرا ، وسيتيت ، وشمبقوا ، وبارنتو ، ونادو إز، والساحل ما بعدها  إلا أنها تنال أهميتها لأنها المعركة الأولى التي خاضها جيش التحرير الارتري  الحديث النشأة والذي لم يتعد عمره عامين ولأول مرة خاضوا وجهاً لوجه معركتهم الأولى ضد الجيش النظامي للإمبراطور الإقطاعي الاثيوبي التوسعي ، الذي شارك في حرب كوريا والكنغو وجاء لإرتريا وهو يحلم بالقضاء على التمرد في إرتريا على حد وصفه ، كما كانت المرة الأولى التي يطأ فيها بسطار الجيش النظامي الاثيوبي تلك الاصقاع النائية من الريف الارتري .

كما كانت قوات الثورة في منطقة تقوربا تمثل ثلثي جيش التحرير الارتري ، ولم يبق من قوات الثورة خارج مسرح منطقة تقوربا  سوى جزء من فصيلة ومجموعات صغيرة متفرقة هنا وهناك ، كما كان رجال تقوربا صفوة  القوة العسكرية لجيش التحرير .

كانت القوات الاثيوبية المتباهية بدورها في كوريا والكونغو مستخفة ومندفعة بقوة لوأد الثورة في مهدها .... وهذا علمه رجال تقوربا وحالوا بأجسادهم دون تحقيقه  ، وكان سحق تلك الثلة لها دلالته العميقة بالنسبة للثورة ، وكانت أعداد  مقدرة من رجال تقوربا أصحاب خبرة قتالية واسعة فقائد معركة  تقوربا ، كان من بين المقاتلين الذين شاركوا في الحرب العالمية الثانية جبهة الصحراء الغربية (معركة العلمين ــ حتى تونس ) كما شارك في المعركة أكثر من سبعين مناضلاً على رأسهم القائد محمد علي إدريس أبورجيلا ، والقائد عثمان محمد إدريس أبو شنب ، والقائد كبوب حجاج ، والقائد آدم إدريس فوجاج  ألذي أستشهد مع 17 من رفاقه في معركة تقوربا التاريخية .

وفقد جيش الامبراطور أكثر من 80 مقاتلاً حتى أن الجيش الاثيوبي ومن شدة الحنق أخذ معه جثامين الشهداء  للتغطية على خسارته الفادحة أمام رؤسائه وسارت أرتال السيارات صوب هيكوتا وكانت الدماء هي العلامة المميزة للطريق حتى هيكوتا ‘ علقت تلك الجثامين الطاهرة على أعواد المشانق في هيكوتا وبارنتو وأغردات ، ولرفع معنويات جنودهم  ، كان الهدف تخويف أبناء شعبنا وتعميم ، أن هذا مصير كل من يلتحق بأؤلئك الثوار ، إلا أن جنرالات الاستعمار الذين إتخذوا قرار سياسية تعليق جثامين شهداء جيش التحرير على أعواد المشانق ثم جثمان القائد الشهيد وللو قائد معركة منصورا الشهيرة ، وما دروا أن فعلهم الاجرامي المنافي لكل قيم النخوة والرجولة والانسانية ، لم يردع شعبنا وشبابه وكان لسان الجميع يردد قول السيدة أسماء وهي تثبت إبنها عبدالله بن الزبير ماضر الشاة سلخها بعد الذبح .

وكان تعليق الشهداء أعظم دعاية للثورة  والثوار سرت بين المدن كسريان النار في الهشيم ، فالتحقت أفواج من الشباب بالثورة في الميدان ، كما إنضمت جموع واسعة للخلايا الجماهيرية السرية  العاملة  في المدن وإزدادت أعداد المساهمين بإشتراكاتهم وتبرعاتهم .

لهذا أعتبرت معركة تقوربا التاريخية من المعارك  التاريخية ومن المعارك الفاصلة في نضال الشعب الارتري ، ولا يقلل من قيمة تقوربا المعركة والشهداء ويوم جيش التحرير الارتري إذا تجاهل النظام الاستبدادي الحاكم للاحتفال بها ، ولماذا يحتفل بها من أقر بعد لت وعجن بذكرى سبتمبر إندلاع الثورة الارترية نفسها ، ولماذا يحتفل بها من اذاق الشعب الارتري الويلات وطبق عليه السياسة الريفية للاستعمارالايطالي الذي إنتزع أراضي الفلاحين من شعبنا لصالح المستوطنين الطليان ، وماضر تقوربا إن لم يحتفل بها من إضطهد الشعب الارتري من رحيتا لراس قصار ، ولكن الألم ألا يحتفل بتقوربا أبناء النضال والثورة أبناء المقاتلين والشهداء ومن بقى على قيد الحياة من المقاتلين وتنطلي عليهم حيل أقطاب النظام  وأكاذيبهم الدعائية  .

تحية لشهداء تقوربا  .... التحية لشعبنا الأبي  ....التحية لمقاتلي جيش التحرير الارتري

الدكتاتورية ستهزم  شعبنا  الارتري سينتصر

أومال