طائفية النظام الإرتري الخلفيات والمآلات / بقلم / على شوم
نشر من قبل omaal في 22-05-2013

طائفية النظام الإرتري الخلفيات والمآلات

بقلم / على شوم

alishoum@yahoo.com

 الأجداد والآباء كافحوا من أجل استقلال إرتريا وحرية إنسانها . حتى تحقق اندحار المحتلين قبل عقدين ونيف من الأعوام . إلا أن الحرية التي كانوا ينشدونها أصبحت في خبر كان باستيلاء عصابة أسياس المارغة صاحبة مشروع " نحنان علامانا " أي نحن وأهدافنا. على إرتريا بعد زوال المحتل الأثيوبي .

 حقيقة هذا المشروع يتجاوز أسياس وزمرته إلى مستويات أخرى زمانا وشخوصا ، لم نكن نود التطرق إليها من قبل حرصا على اللحمة الوطنية . وذات اللحمة الوطنية تدفعنا اليوم لنتحدث عن ذلك . فالممارسات والانتهاكات التي تحدث لا أقول منذ الاستقلال وإنما منذ الأربعينات عند مناقشة مصير إرتريا وما أعقبه من قرار جائر بربط إرتريا بحكم فدرالي مع أثيوبيا والذي ألقي من قبل الإمبراطور هيلي سلاسي في نوفمبر من عام 1962م وضم إرتريا إلى أثيوبيا واعتبارها الولاية الرابعة عشرة من ولايات أثيوبيا . لا يمكن السكوت عليها أكثر من هذا . فقطاع من النخب السياسية والدينية من الطائفة المسيحية الإرترية وقف حجرة عثرة أمام الاستقلال إبان فترة حق تقرير المصير وتمسك بالوحدة الاندماجية مع أثيوبيا. ودفعنا بسببه ثلاثون عاما من الكفاح وعشرات الآلاف من الشهداء والجرحى واللاجئين ، وتم استعادة الاستقلال الذي ضاع تحت أقدام التعصب الديني . هذا التعصب الذي لا يدع أي اعتبار لأراء ومصالح الشركاء في الوطن ، بل يرنوا بعيدا خلف الحدود والسدود.

وبذات المنهج والأساليب تتعرض اليوم إرتريا إلى انهيار مجتمعي كمقدمة إلى انهيار وطن أوجدناه بالدماء والدموع .

إن عقلية الإقصاء التي يمارسها أسياس ذات وجهين وجه طائفي يمارسه على المسلمين ووجه سياسي يمارسه على الجميع . فالوجه السياسي لا خلاف على أن الجميع يكتوون بناره . بينما الوجه الطائفي يكتوي بناره المسلمون وحدهم ، وعلى النخب المسيحية سواء السياسية أو الدينية عليها الإقرار بهذا الوجه الأخير وتلعب دورها في مواجهته . فنظام أسياس أفرغ الكيانات الإرترية الأخرى من أي وجود حقيقي لخصوصياتها. بل فرض عليها لغة واحدة وجعل يسوقها كقطيع بعقل وثقافة التجرينية في ظل صمت مطبق من النخب السياسية والدينية المسيحية. عدا صوت دكتور تسفاطين مدهني الذي أكد منذ عام 1997م ، أن نظام أسياس يمارس التفرقة الدينية والسياسية على المسلمين . وكما أذكر أنه  قال :(أن نظام أسياس يمارس التفرقة الطائفية على المسلمين وأقول ذلك من موقعي كإبن مرتفعات مسيحي يدرك أهمية الوحدة الوطنية التي لن تتوطد إلا في ظل دفاع كل منا عن حقوق الآخر قبل أن يضطر هو للدفاع عنها ) .

إنني أقول للنخب السياسية والدينية المسيحية عليكم أن تحذو حذو دكتور تسفاطين ، بدل دفن الرؤوس في الرمال ومجاراة سلوك النظام من خلال القول أن نظام أسياس يمارس الظلم على الجميع . وهذا القول أقل ما يقال عنه أنه استغفال وضحك على عقول الآخرين وتبرئة لنظام أسياس الذي يمارس الطائفية منذ أن كان في الساحل يافعا ويمارسه اليوم كهلا في كل إرتريا جهارا نهارا .

وليس هناك أكثر منكم أيها النخب المسيحية أهلية لإعادة الأمور إلى نسابها على الأقل في الوقت الراهن ، من خلال تسمية الأشياء بمسمياتها كما هي على أرض الواقع ، وفي مقدمتها الاعتراف بما هو قائم من ظلم وتفرقة وإقصاء تقع بالأخص على المسلمين منذ الاستقلال وحتى اليوم من قبل نظام أسياس . وإلا سيضيع الوطن منا جميعا . وعليكم أيضا أن تدركوا أن للآخرين حقوق ومشاعر لا تتحمل مزيدا من الإذلال والإهانة والضحك على الذقون .

إن نار الحقد الذي تولده ممارسات وسياسات نظام أسياس الطائفي ستطال الجميع. وعندها لن ينفع الندم . إن حرائر ديعوت وسويرا وكل إرتريا لهن الشرارة التي ستحرق الجميع . كما أن استلاب الأرض في ديعوت وغيرها لن يهنأ بها من يسلبها وإنما هي لعنة ستلاحق الطامعين والحاقدين والطائفيين جيلا بعد جيل . وسنرد الساع ساعين في الوقت المناسب .