ركزوا رفاتك في هيكوتا لواء .....يستنهض القاشَ صباح مساء (1-3 )
بقلم الدكتور : كرار حامد إدريس عواتي
1 - استشهاد القائد الرمز حامد إدريس عواتي:في النصف الثاني من شهر حزيران ( يونيو ) عام 1962 ، لا يمكنني تحديد تاريخ اليوم بدقة ( هناك مراجع تحدد ذلك اليوم بيوم الاثنين المصادف 28/6/1962 وأخرى يوم 16/6/1962 ) لأننا في تلك الفترة لم نكن نهتم بتواريخ الأيام بقدر اهتمامنا بالتخلص من المطاردة الشرسة من قبل القوات الإثيوبية ، إذ أنه في تلك الفترة كانت إثيوبيا وعملاؤها من الإرتريين في حزب الوحدة ( الإندنت ) يهدفون للقضاء على الجبهة في بداياتها بكل ما أوتوا من قوة و وسيلة .
في ذلك اليوم توجهنا إلى منطقة هدمدمي على سفوح سلسلة جبال أكتين المحاذية لضفاف نهر القاش جنوب مدينة هيكوتا في غرب إرتريا لنقضي ليلتنا هناك ، وكانت مجموعة المناضلين مؤلفة من :
1 - الشهيد حامد إدريس عواتي قائد جيش التحرير الإرتري
2 - الشهيد سليمان حجّاج إبراهيم ( كُبوب حجّاج )
3 – الشهيد عواتي محمد فايد
4 – الشهيد همد قادف
5 – الشهيد علي بخيت
6 – و الفقير لله أنا محدثك: آدم كشة ( توتو )
يبدو أن القائد حامد عواتي بدأ في الأيام التي سبقت تلك الليلة يعاني من وعكة صحية ، و لكن و لصلابة حامد عواتي التي عهدناه عليها لم يكن يُظهر أو يشكي لنا سوء حالته الصحية ، و يبدو أن حالته قد بلغت في تلك الليلة درجة متقدمة من السوء لم يكن يشعر بها أو يعرفها سوى حامد عواتي نفسه ، أما نحن المحيطين به فلم نلحظ أي تغيرٍ فيه لا من حيث تحركه أو متابعته للأمور أو توجيهه للعمل .
في تلك الليلة أحضر المناضلان كُبوب حجّاج و علي بخيت من إحدى القرى القريبة من موقعنا حليباً كان هو عشاءنا في ليلتنا تلك ، و بعد ذلك أخذ القائد حامد عواتي بتوزيعنا ، كل ٌ منّا إلى موقعه في التشكيل الليلي الذي رسمه لنا ، ثم توجه هو و كُبوب حجّاج إلى موقعيهما المتقاربين في التشكيل ، ومن المتعارف عليه أن لا يتحرك أيُّ مقاتلٍ من موقعه في التشكيل الليلي إلا لتبليغ القائد عن أمرٍ طارئ كالشك أو اكتشاف قدوم العدو أو أمراً يشكل خطراً على المجموعة .
إلا أن ما أخبرنا به كُبوب حجّاج لاحقاً هو : أن القائد حامد عواتي عندما أحس في تلك الليلة بجدية و اشتداد سوء حالته ، استدعاه و طلب أن يستلم منه بندقيته و ذخيرته و وثائقه و سيفه ، على أن يسلم البندقية و الذخيرة و الوثائق لنائبة في قيادة جيش التحرير المناضل محمد إدريس حاج ريشت ، و يسلم سيفه لابنه كرار ، إلا أن كُبوب حجّاج انتفض رافضاً رفضاً قاطعاً تلبية طلبه و كأنه يرفض تصديق جدية سوء حالة قائده الصحية ، و تصديق دنوّ ساعة الأجل التي أحس بها قائده ، ثم عاد إلى موقعه ، و بات ليلته تلك مأروقاً و مهموماً على حالة قائده و رفيق دربه .
عند شروق شمس اليوم التالي أخذنا نتجمع لاحتساء شاي الصباح ، فلاحظنا جميعاً أن القائد حامد عواتي دون عوائده لم يغادر موقعه بل لايزال نائماً ، وهو الذي من يستيقظ دائماً أبكر الجميع و يأخذ بتفقد المجموعة و الموقع و حركة ما حول الموقع من مواطنين و ماشيتهم .
فتوجهنا جميعاً لموقع القائد حامد عواتي و يعترينا إحساساً بحدوث أمرٍ جلل أخر القائد حامد عواتي عن الاستيقاظ باكراً كعادته ، فوجدناه لايزال نائماً مغطياً كامل جسمه بثوبه واضعاً بندقيته وحاجياته إلى يمناه ، فأخذ كُبوب حجّاج و عواتي محمد فايد يناديانه شيخ حامد .... شيخ حامد
أترجّل َ الفارسُ ؟ نواصل