دعم ونصرة الجبهة طريقنا لإنهاء المعاناة / بقلم أبو أسامة السودان
نشر من قبل omaal في 29-05-2013

دعم ونصرة الجبهة طريقنا لإنهاء المعاناة

 

مرت الذكرى الثانية والعشرون لجلاء الاستعمار الإثيوبي  من ارتريا الذي كان ثمرة نضال

أعلن شرارته القائد الشهيد حامد إدريس عواتي تحت راية جبهة التحرير الارترية وخاضه شعبنا في ظل ظروف إقليمية ودولية غير مواتية لكنها مهيأة داخليا . فقد استنفد شعبنا كل الوسائل السلمية فعندما تناقلت الأوساط نبأ إعلان الثورة سارع الجميع إلى الالتفاف والالتحاق بصفوف الثورة وتقوت الثورة بدعم شعبها وتوطدت أقدامها من خلال التضحيات الكبيرة التي قدمها دون مقابل وكان يرى إن مايقدمه قليل مقارنة بما يريد إن يحققه لان الهدف اكبر وهو استقلال ارتريا وحرية شعبها وعندما وقف شعبنا مع ثورته المعبرة عن تطلعاته بدا الاعتراف بثورة الشعب وكان أول الدول التي ساندت ووقفت إلى جانب الحق الارتري هي سوريا والعراق وكان لهما الدور الأكبر في نصرة الثورة حيث قدمتا الدعم العسكري ورفع القدرات القتالية من خلال إتاحة الفرص لتدريب القادة في كلياتهما العسكرية ثم التحقت بهم بعض الدول الخليجية في تقديم الدعم المادي وعلى رأسها السعودية والكويت ثم اليمن والسودان الذين يمثلان همزة الوصل بين ارتريا ومحيطها بما يشكلانه من عمق استراتيجي يعززه التداخل الجغرافي والتلاقي ألاثني والعرقي أما على الصعيد الداخلي فقد تمكنت الجبهة من كسر الإحجام الذي ظهر من أبناء كبسا نتيجة للدور الذي لعبته الكنيسة والسلطات الاستعمارية فبدا خطاب الثورة ينتقل إلى هذه الشريحة من خلال بعض المخلصين  من أبناء المسيحيين ولكن شاءت الاقدار ان يبرز احد أبناء هذه الشريحة صنيعة الاستعمار الذي امتلأ قلبه بالحقد والضغينة لأبناء شعبه وثورته وهو المدعو اسياس فورقي الذي التحق بالثورة وأكرمت قيادة الثورة وفادته آنذاك وبعثت به إلى الخارج لتلقي دورة بهدف أن تصنع منه الثورة قائدا وطنيا يستطيع إن يقنع أبناء كبسا ومجموعة التقرنية  ألتي كانت مشبعة بأفكار حزب اندنت (الانضمام إلى إثيوبيا) ولكن كان لافورقي رأي يختلف عن رأي الثورة فمنذ إن عاد إلى ارتريا بعد تلقيه دورة في الصين بدا يثير القلاقل ويبث الفتن والتشكيك في الخطط خاصة في فترة حركة الإصلاح والتغيير التي بدأت في عام 1967م التي كان دعاتها ينادون بتوحيد المناطق العسكرية وتشكيل قيادة موحدة لجيش التحرير وعندما ظهرت بعض التباينات والخلافات عقب مؤتمر ادوبحا العسكري عام 1969م بين المجلس الأعلى والقيادة العامة التي تكونت في هذا المؤتمر وكان افورقي احد أعضائها استغل هذا المخرب هذه الظاهرة وبدا ينفث سموم الطائفية والعنصرية في أوساط المسيحيين وتصفية كل من خالفه الرأي ومما ساعد افورقي في مخططه بعض العناصر من أبناء المسلمين الذين تضررت مصالحهم وحاول استغلالهم بعد إن قطع بينهم بين إخوانهم في قيادة الجبهة من خلال تصدرهم الخلاف والعداء السافر الذي دفعهم فيه وتمكن من تثبيت أقدامه في مناطق المسلمين وبناء تنظيمه الطائفي وخلق من هؤلاء أدوات لتنفيذ مخططاته حتى لو أدى ذلك  إلى قطع رقابهم وخلال انشغال قيادة الجبهة بمسؤولياتها الوطنية من إدارة معارك التحرير ومعالجة بعض الظواهر السلبية التي ظهرت في ذلك الوقت كان اسياس وأسياده ينسجون خيوط المؤامرة الكبرى التي نفذت بحق الجبهة في عام1980م وانتهت في عام 1981م من خلال التحالف الغير مقدس الذي حدث بين الجبهة الشعبية لتحرير ارتريا والجبهة الشعبية لتحرير تقراي  وبتواطؤ دول إقليمية تمكن هذا الحلف من إخراج جبهة التحرير الارترية من دائرة التأثير الفعلي في الساحة الارترية مما مكن افورقي من تنفيذ مخططه القاضي الرامي لطمس هوية الشعب الارتري و خلق الرعب من خلال عصابات الرعب ألتي تقتل وتخطف  كل من حاول أو يحاول الوقوف أمام هذا النهج حتى من داخل الشعبية نفسها . ومن اجل خلق معادلة قوية تمكن الفصائل والقوى السياسية مقاومة نهج الشعبية سعت جبهة التحرير الإرترية  من الوصول الى توقيع اتفاقية جدة عام 1983م بينها وبين  جبهة التحرير الارترية - قوات التحرير الشعبية وجبهة التحرير الارترية- قوات التحرير الشعبية - اللجنة الثورية . ولكن هذه الاتفاقية انهارت نتيجة لان من وقعوها لم يرتقوا إلى مستوى الهدف المنشود كما إن الشعبية لعبت أدوارا تخريبية من خلال قيامها بعمل عسكري في مواقع هذه القوى أو من خلال بثها الشائعات وتغذية التناقضات. وعندما انهارت الأنظمة الاشتراكية في المنطقة وكانت إثيوبيا احد هذه الأنظمة القوية في المنطقة كانت الجبهة الشعبية الأكثر جاهزية ونتيجة لهذه الظروف تسلمت مقاليد السلطة في ارتريا ومنذ ذالك اليوم وخلال حكم الشعبية عانى شعبنا ما لم يعانيه خلال الحقب الاستعمارية التي تعاقبت على بلاده  .حيث يحكم افورقي ارتريا دون شرعية ثورية ولا دستورية وحتى أعضاء اللجنة المركزية التي اختيرت من اخر مؤتمر للشعبية عام 1994م لايوجد منهم إلا القليل وكذلك ما سمي بالمجلس الوطني الذي عينه أفورقي لايوجد لهذا المجلس اسمه ناهيك عن صلاحياته أو أعضائه . إذن لايوجد في ارتريا حكومة ولا حزب وإنما عصابة تقتل وتسجن وتسرق وتمارس الإذلال بأمر رئيسها وحتى حركة 21ينايرحسمت بلا رحمة على الرغم من إن بعض قادتها كانوا  من ابرز من صنعوا أمجاد الشعبية ؛ وما جاء في خطاب أفورقي بمناسبة الاستقلال كان يعكس الأوضاع التي وصلت إليها ارتريا والعزلة التي تعيشها كما لم يشر في خطابه إلى ضيوفه رغم مشاركة مساعد رئيس الجمهورية السوداني وولاة الولايات الحدودية مع ارتريا وقد صب جام غضبه على أمريكا وسياساتها في المنطقة وإنها تشجع هجرة الشباب الارتري  ولكن  هولاء الشباب الذين تحدث أفورقي عنهم انتظروه كثيرا ولم يقدم لهم شيئا ولنذكر أفورقي إن هولاء الشباب الذين يهاجرون من ارتريا ويفضلون المخاطرة بحياتهم ويتعرضون إلى مجموعات إرهابية تعمل في الاتجار بالبشر ولم تكن أجهزة النظام بعيدة عنهم  هم من ولدوا في ظل حكومة فورقي (الرشيدة) !!!!  ؛ أما من كان مولودا قبل حكم أفورقي فقد حصدتهم الحروب التي خاضها هذا المخبول ضد دول الجوار لإشباع نزواته الشيطانية. أما أبناء شعبنا فقد احتفلوا بهذه المناسبة في كل بقاع العالم مطالبين بزوال حكم افورقي وحتى نحول هذا الحلم إلى حقيقة وواقع لابد من دعم ونصرة جبهة التحرير الارترية لأنها تمثل صمام أمان لوحدة ارتريا أرضا وشعبا كما انه لايوجد في ارتريا بيت إلا ويحتفظ بلوحة تذكارية لأحد أبنائه البررة في سجل الخالدين في معارك الشرف والكرامة في صفوف جبهة التحرير وكذلك تمتلك الجبهة رؤية سياسية لحكم ارتريا وعندما تعرضت الجبهة للمؤامرة التي اشرنا إليها انعكست نتائجها على الجميع وهي مازالت تتصدى للشعبية ونهجها الاقصائي على الرغم من الظروف السياسية والمادية  القاهرة وتمتلك الجبهة العديد من القدرات التي هي بحاجة إلى تفعيل وتنشيط . فهلا تعاهدنا لنصرة الجبهة وتقويتها لنلقي بافورقي وعصابته إلى مزبلة التاريخ حيث  يستحقون إن يوضعوا؟.

                                                                                                      

 

                                                                                                           أبواسامة/السودان