قانون العزل السياسي هل يرى النور فى أرتريا ؟؟ بقلم : سعيد على حجاى
نشر من قبل omaal في 02-06-2013

قانون العزل السياسي هل يرى النور فى أرتريا ؟؟

بقلم : سعيد على حجاى

قد يبدو موضوع المقال سابق فى التوقيته فى ارتريا،الا ان احوال المعارضة الارترية التى اصبحت مغرمة بكل قادم  من عناصر النظام  الديكتاتورى اليها وترحبها به دون شرط او قيد هو ما اثار تخوفى  من الوقوع مرة اخرى فى المحذور .. وكنت اتابع بشغف الجدل السياسيى الكبير الذى حدث فى ليبيا لاقرار قانون العزل السياسي ، وبمجرد المصادقة على القانون من المؤتمر العام اطاح القانون  بسيد المقريف  رئيس المؤتمر الوطني العام لمجرد انه شغل منصب سفير بلاده فى بداية عهد (القذافى ) ثم كان معارضا للنظام لعقود من الزمن، وما بالك بالذين تربوا  وترعرعوا فى حضرت ديكتاتور ارتريا (افورقى)؟؟  وتشربوا من افكاره ؟؟

كثير من شعوب العالم مرت بأنظمة ديكتاتورية ،وبعضها يرزح الى الان تحت معانات الممارسة الدكتاتورية ومن ضمن هذه الشعوب الشعب  الارترى الذى لا زال يكابد ويعانى مأساة افعال الديكتاتور المنظمة والممنهجة فى النظرية والتطبيق. ومثل هذا النظام بتأكيد سيترك كوادر واتباع وسدنة سيحاولون مرارا وتكرارا اعادة انتاج النهج الديكتاتور بشكل من الاشكال، قد يكونوا على شاكلته ان لم يكونوا اشدة قساوة منه على الشعب .قد يأتوا ببعض الاصلاحات السطحية التى لا تمس جوهر السياسات لزر الرماد على العيون واشعار الناس بشئ  من التغيير والفجر الكاذب،ومحاولة تنفيس غضب الجماهير واجهاض الثورة  وهى فى المهد.

وشاهد الجميع تجربة الثورة المصرية ومحاولة الثورة المضادة التى كان ومازال ابرز عناصرها فلول نظام مبارك والدولة العميقة التى  تركها  ديكتاتور مصر.الا ان الشعب المصرى بفضل وعيه وعمق حضارته بدا يتخطى عقبات الثورة المضادة يوم بعد يوم .

الشعب اللبيى تخطى او يريد ان يتخطى بسن قانون العزل السياسيى الذى تم اقراره من المؤتمر العام اللبيى بصرف النظر حول سلبيات او  ايجابيات هذا القانون وما اثاره من الجدل السياسي، بإعتبار ان كل شعب له خصوصيته وامكاناته وآلياته لحماية حقوقه التى اكتسبها عبر دماء  شهداء من ابنائه.

الشارع السياسي الارترى فى سنوات خلت شاهد خلط عجيب فى تصرفات قوى المعارضة الارترية اذ سمحت لنفسها ان تكون مفعول بها بدل ان   تكون هى الفاعلة امام فلول  قادة النظام الدكتاتورى فى ارتريا ، لمجرد  ان يأتى هارب من النظام يصبح فى محل اجلال واكبار من المعارضة الارترية دون اجراء اى تحقق من سبب  قدوم الرجل اليهم دعك عن المحاسبة الادبية والسياسية. حتى فكر بعض الناس ان يذهبوا اولا الى النظام  ثم يأتوا الى المعارضة لكى يجدوا القيادة والريادة ,, إنه امر عجيب فى العمل السياسي!

جاء السيد (مسفن حقوس) احد مهندس الوضع المأساوى فى ارتريا واصبح احد قادة فصائلها بل من ابرز المنظرين للمعارضة الارترية . وجاء  السفير (عبدالله آدام) وتزعم احد ابرز تنظيمات  المعارضة الارترية  حتى ظن الناس لو جاء راس النظام الديكتاتورى ليعارض نفسه لرحبت به المعارضة الارترية . هذا يدل على ان المعارضة الارترية تفتقد الى الرؤية ومنهجية العمل السياسي.هذا بعينه مصدر غلق وتخوف المواطن  الارترى من مستقبل وضع البلاد.

وما يحز فى النفس اكثر ان الاعلام الارترى المعارض اصبح  هو الاخر مغرم بكل قادم  من النظام بحجة فضح اسرار النظام التى هى عبارة  عن قتل وتشريد وتآمر ودسائس التى يعرفها ابسط انسان فى ارتريا .

هذه السطحية السياسية فى التعامل تعود بالذاكرة الى ما حدث فى الساحة الارترية فى منتصف سبعنيات القرن الماضى عندما كان قادة الثورة  الارترية اناذاك يستقبلون بكل قادم  من الذين كانوا احد اذرع المستعمر الاثيوبى  دون شرط او قيد او اعادة التأهيل الوطنى،مما كان من نتائج ذلك العمل العشوائ انتهاء جبهة التحرير الارترية ودخولها الى الاراضى السودانية ليس بفعل قوات افورقى بل بفعل تأمر الطابور الخامس الذى  كان فى بطنها، وكل هذا مهد لما يعانى منه الوطن اليوم .

صحيح ان تغيير السياسات يحتاج الى تغيير  العقول والرجال، لكن هل محكوم على السياسة الارترية ان تكرر اخطائها ؟؟ وكيف يمكن حماية  الوطن من الانتكاسة الثانية ؟؟ هنا يأتى أهمية مشروعية التساؤل  قانون العزل السياسي هل يرى النور فى ارتريا المستقبل؟؟ ،لان الوطن   يحمى بالقانون  والقانون يحمى بقوة عقول وسواعد ابنائه .

Al.shahidwadali@gmail.com