لافرق بين عام 1967 م ويونيو2013م مرحى للمعتقلين أبو العباس ورفاقه بقلم / محمد عبد الرحمن
نشر من قبل omaal في 16-06-2013

لافرق بين عام 1967 م ويونيو2013م

مرحى للمعتقلين أبو العباس ورفاقه

بقلم / محمد عبد الرحمن

16/6/2013

الارتريون منذ فجر ثورتهم في الفاتح من سبتمبر 1961م عانوا من ظلم  من خالوهم أقرب الناس إليهم وشائجاً وديناً وقيماً وثقافة وجواراً وإمتداداً بشرياً ورابط تاريخية  ، في تلك البدايات الأولى سلمت حكومة الفريق إبراهيم عبود ثلة من مناضلينا للنظام الاستعماري الامبراطوري فأعدموا بلا رحمة  وربما توهم أؤلئك النفر في حكومة الفريق عبود أنهم يساعدوا في إخماد ثورة شعبنا مقابل تعاون الامبراطور في ملف ثورة جنوب السودان  إلا أنهم خابوا في مسعاهم أما الثورة في إرتريا فقد  تصاعدت وإستمر النضال وحقق أبناء شعبنا مكاسب واسعة والحكومات التي أتت بعد ذلك كانت تبعد أبناء إرتريا وترمي بهم على أطراف الحدود والحجة الواهية إختراق الحدود وتجاوز قوانين الجوازات والهجرة  المواد السيئة الصيت والتي كان وما يزال يذبح تحت مسوغاتها أبناء شعبنا ويسلمون لجلاديهم بلأمس النظام الاستعماري الأثيوبي واليوم  نظام الطائفية السافرة والاستبداد القاتل في بلادنا ومادامت هذه المادة من قانون الجوازات باقية ومادام متحجري العقول والقلوب والضمائر باقون فإن شعبنا سيبقى تحت تهديد هذه المادة التي سنت منذ العصر الحجري  وقدرنا أن هذا البلد هوجارنا وأهله هم أشقاؤنا ونحن لانغير أقدار الله  ، ثم كانت وصمة العار الكبرى التي هم النظام الرسمي السوداني لإغترافها وكانت النية المعلومة لدينا من كواليس الجهات الرسمية آنذاك حنثاً بعهود ثورة أكتوبر وديمقراطية أهل السودان  إعادة لاجئي سنة 1967م من الاطفال والنساء والشيوخ العجزة الذين فروا بعد مذابح عد إبرهيم إلى قاتليهم ولولا تدخل ورفض ذلك النفر الكريم من أبناء الشرق عموماً ومدينة كسلا وريفها خصوصاً لكانت الفاجعة  الداوية والحمد لله فقد أنقذت تلك الجموع الخيرة سمعة السودان وكرامة وكبرياء أهل الشرق وكانت نصير الشعب الأرتري يوم تناوشته سهام النظام الرسمي السودان كانت قلوبهم وبيوتهم مفتوحة ليس لشعبنا فحسب بل ولمناضلينا وأذكر أن بعض صغار العسكر من المرتشين من قنصلية أثيوبيا كانوا يرغون ويزبدون ويهرشون ويتفنون في السباب والاحتقار والاهانة وإهدار الكرامة  ويعرف الارتريون ماذا كانوا يطلقون عليهم من أسماء وألغاب ما أنزل الله بها من سلطان ثم كانت محاولة ترحيل عوائل المناضلين لمعسكرات اللجوء من مدينة كسلا  وفيهم من قاتل من أجل السودان في أحراش الجنوب  يوم كان أولئك يرون ألا فرق بينهم وبين أهل السودان فهو ذات الشعب وذات الامتداد يوم كانت تتناوش السودان السهام ، إلا أن أولئك النفر لم  يهتم أحد بما قدموا وربما إعتقدوا أنهم مغفلون نافعون أو حطب نار لاقيمة لها  ، فكانت أسرهم تهدد بالترحيل وتروع وعلى مدار أسبوع صباح مساء وكم من أسرة رحلت من حلة حلوف وإستمر من مسلسل إضطهاد أهل أرتريا ومناضليها وكيف لايضطهد الاخرين من لم يرعى في شعب السودان ذاته إلا ولاذمة  صادروا سلاح الثورة ضيقوا على المناضلين أغلقوا المكاتب أهانوا قياداتنا سهلوا إغتيالاتنا جاوزوا بحق صبايانا والحكاوي كثيرة بل طردوا وجودنا فصارت أثيوبيا عدو الأمس أرحم بنا مما خلناه شقيقنا .

وفيهم يصدق قول الشاعر محمد محمود الشيخ

أصدقائي من ورائي نزعوا عني ردائي

بل تمادوا في الخساسة

لم نعد تبغاً يدخن في دهاليز السياسية

لم نعد محض عباءة يرتيديها أخنث قوم ليداري ما وراءه

 إنما نحن إرادة

نحن من الأرض وللأرض وبالأرض ننادى

أما أهل المشروع الحضاري الذي إستبشر به البعض منا لأنه خاطب أشواقهم فصدق ذلك البعض التهليل والتكبير الذي لم يتجاوز الحناجر في رأي البعض منا لهذا كانت صدمة ذلك البعض  أكبر وجرحه أمر لأننا سكبنا من دمائنا وأرواحنا الكثير في سبيل حماية تخوم ندين لأهلها بالجميل والعرفان ولأننا نسكن بينهم تحرقنا ذات النار خاصة وأن حليف من كانوا يأتون هو عدونا الذي لايرعى فينا شيئ وكانت خشيتنا ألا يمثل بهم وتدك مدنهم وقراهم ونحن بينهم يمسسنا ما يمسسهم كما تدك اليوم مدن وأحياء الآمنين في السودان ( جنوب كردفان ودارفور والنيل الأزرق ) وليس نصرةً لسلطان لأن أهل السودان جميعاً هم أصحاب الحق في الاتيان بالسلطان وعلى كل إستفاد أصحاب المشروع الحضاري من ذلك الخوف الدفين فينا وسد لهم ثغوراً .

واليوم وعندما تسنفر سلطات أمن ولاية كسلا مخبريها لتتبع خطواتنا وتعد أنفاسنا وواليها جعل من أسمرا وتسني كعبة حجه وربما تزويد عدونا بحركتنا وسكوننا بل ساروا بعيداً في إعتقال ثلة من أبناء إرتريا الابرار( الشيخ المجاهد أبو العباس ورفاقه من حركة الاصلاح )  وتبث الشائعات الكاذبة والمختلقة من ذات العسس وأبواقهم الخائفة والمأجورة  لتبرير الإعتقال ومن بينها تناقضات بينية وجود أسلحة لديهم ونحن نعرف واقع الولاية الأمني الذي إختفى فيه العشرات من مناضلينا وكان آخرهم المناضل محمد على إبراهيم الذي لايعرف له أثر حتى اليوم إذاً ماذا كانوا يتوقعون أن يجدوا مع أولئك الرجل هل إعتقدوا أن يجدوا أيدي عارية من أي وسيلة دفاع عن النفس في مدينة وقرية طرفية وعلى تخوم الحدود التي تحوم فيها مخابرات حكومة الطائفية صباح مساء ، هذا الأمر لايدهشني ما كان سيدهشني أنهم لو وجدوا شيئاً آخراً لاينسجم من رجال مناضلين من أجل قضية نزروا أنفسهم لها ، والذي أثلج صدري أن أبناء إرتريا بكل ألوان طيفهم السياسي والاجتماعي تنادوا للدفاع عن كرامتهم عن كرامة قياداتهم عن الانسان الارتري وهو أمر سيجعل لحم أبناء إرتريا مراً ولقمة يصعب إبتلاعها وحقوقه معتبره وسيرفعنا جميعاً لمصاف سامق في أعنان السماء وسيخلق لنا في قادمات الأيام قواعد عظيمة في التعامل البيني بورك كل من كتب ورفع صوته وأماط اللثام عن هذا الحدث الجلل  أما الشيخ الجليل أبو العباس ورفاقه الأبطال فهؤلاء لاخوف عليهم لأنهم عندما ساروا على طريق إستعادة الكرامة حملوا أرواحهم على الأكف ولهذا فهم نفر لايقعقع لهم بالشنان ولايخوفون بالسجن والموت والسجان وأعواد المشانق الأسر والبتر والجراح لأنهم يعرفون أن أصحاب الهمم العالية والقضايا العادلة والذين ثاروا لاليظلموا أحدأ فباقون كالجدار وفي حلوق جلاديهم كقطعة الزجاج كالصبار أما سجانيهم وجلاديهم ومن أمرهم فلهم العار والشناروالخسران في الدنيا والآخرة وكل سيلقى الله بما إغترفت يداه وهؤلاء سيأتون على كتوفهم ذنوبكم وظلمكم وقهركم وإهانتكم والانتصارلخصوم شعبكم ووطنكم ودينكم خصوم العدل والحرية والكرامة الارترية وسيكون خصيهم الله الواحد القهار