اكثرية فاقد للبوصلة وأقلية لا تشبع بقلم / محمد عبد السلام
نشر من قبل omaal في 22-08-2013

بسم الله الرحمن الرحيم

 مجلس اواسا

اكثرية فاقد للبوصلة وأقلية لا تشبع

بقلم / محمد عبد السلام

20/8/2013م

استغرب في البعض واشفق على آخرين ممن يتحدثون عن  قانونية الانقلاب على الدكتور يوسف من عدمه وينقبون في اوراق مؤتمر اواسا التي لم  يعرها اعضاء مجلس اواسا او البعض منهم أي وزن او اهتمام كوثائق تشكل البرنامج الذي ينبغي العمل وفقها لأنهم باختصار يعرفون في ان هذه الاوراق لا قيمة لها مع الراعي الذي جمع القوم في ذلك المنتجع لغرض لم تتطرق له اوراق المؤتمر لذي تُركت في مكانها انسجاما مع هذه الحقيقة رغم اذان الاستاذ عثمان صالح في مالطا . وان برنامج مجلس اواسا في درج السيد الذي جلس في احدى غرف الطوابق العليا من فندق منتجع هيلي في اواسا وأدار الامور بالتحكم عن بعد من خلال عناصره المؤتمنة ومن خلف ظهر الاكثرية من الوطنيين الذين ضمهم المؤتمر ان جاز تسمية ذلك التجمع مؤتمرا والذين تعاملوا مع الامر بحسن نية نا سين بانهم في حضرة الحليف الاستراتيجي لنظام الشعبية او قل برنامجها الاقصاءي الكنسي . ان ما يجري على ساحة المعارضة ومجلس اواسا هو نتيجة منطقية وحتمية للطريق الخطأ الذي سلكناه ونسلكه بما يتعلق بعلاقتنا مع الجارة اثيوبيا وما بني على خطأ لا يؤدي إلا الى مثله . ولكن السؤال الذي يجب ان يطرح هو لماذا لا نقف مع انفسنا ونقيم مسيرة اكثر من عقد من الجري وراء السراب ؟ هل حكام اثيوبيا حلفاءنا بالفعل ؟ وما هو حجم الاختراق وقوة ووزن الطابور الخامس الذي زرعه نظام الشعبية في جسد المعارضة ؟ دون الوقوف على هذه الامور وغيرها من العقبات والتحديات ودراستها بعمق وفرز الخنادق وتحليل جديد لواقعنا ومراجعة استراتيجيتنا بعد تصفية الصف الوطني من الاختراق الواسع ووضع اسس جديدة للعلاقة مع ال(حليف) الاثيوبي ستجد المعارضة الوطنية الحقيقية نفسها في قلب الوحل ، وان الذين يتبوءون المناصب القيادية الآن والذين تسللوا او فُرضوا على المعارضة من خلال اواسا سيمدون لنا السنتهم ويقولون لنا شكرا لخدماتكم الجليلة لقد ساعدتمونا في حماية نظام اسياس من بين صفوفكم وينالون المكافئات من سيدهم في اسمرا وعندها سيكون الوقت قد فات لإنقاذ ما يمكن انقاذه . اما ( الحليف ) الذي لا يصدق بأن مخططاته في تحنيط المعارضة التي تحمل مشروع يتناقض (تقراي تقرنيا ) يتحقق بسهولة ويسر لم يكن حتى يحلم به حيث يتم المزيد من  تمزيق وشرزمة المعارضة بل سحب منها أي قدر من استقلالية القرار وتحولت الى واحد من احهزة او مكتب من مكاتب السيد الذي يدير اللعبة . وهل يستطيع أي من قياداتنا الموقرة التي تسكن في عاصمة افريقيا ان ترد طلب او بالا صح تعصي امرا من سيادته ؟ الاجابة معروفة . المؤسف ان المعارضة الوطنية وبعض قياداتها ورموزها ذات الوزن والتي كنا ومازلنا نعول عليها في قيادة الصف الوطني تحولت الى اشبه بمحلل المطلقة تتبنا كل ما يصدر من مكتب السيد وتعطيه وتضفي عليه الصبغة الارترية وتمرره . ان الهدف النهائي ل(الحليف) هو ان تنتهي هذه المعارضة التي تحمل شعار اسقاط النظام الفاشي واحلال نظام يعيش في ظله الشعب الارتري في حرية وامان واستقرار ونماء تنتهي هذه المعارضة بأهدافها هذه وتأتي معارضة جديدة على انقاضها محتواها الشعبية دون اسياس ويعود الحلف الاستراتيجي تقراي تقرنيا وارتريا استمرار لارتريا الشعبية دون اسياس .

        اما زوبعة الانقلاب على الدكتور يوسف فهو فصل من فصول المؤامرة على المعارضة وشغلها بنفسها وتيئيس الجماهير لتنفض من حولها وبالتالي فهو جزء مما ذكر اعلاه . ولكن اذا تحدثا على ظاهر الامور فان مجلس اواسا وبعد عام من تأسيسه عقد اجتماع وقيم مسيرته الغبراء وأعاد انتخاب الدكتور رغم معرفته بأدائه كما ان الزمن النهائي للمجلس يفترض ان ينتهي بعد اشهر قليلة ، بأي منطق تم خلع الدكتور ؟ هل فعلا جهة حريصة على مسيرة العمل الوطني المعارض تقوم بمثل هذا العمل الذي يفتح معركة داخلية لا اشك ابدا في ان الذين افتعلوها يعرفون تماما في انها تخدم  النظام ؟ وفي هذا الاجراء تم تسليم زمام المعارضة وبسبق التخطيط للطابور الخامس عملاء النظام . واستغرب من اخوتنا اهل الاغلبية ان يساهموا في تسليم زمام امورنا للزمرة الكنسية . مهما يكن الخلاف مع الدكتور يوسف او حجم اخفاقه فان هذا لا يبرر ان تسلموا زمام اموركم لهذه الزمرة التي منذ ان ظهرت على ساحة المعارضة لم نحسد إلا الحسرة والسراب .  وامر آخران الفشل لا يتحمله الدكتور وحده ، كان يفترض ان يتم تغيير التنفيذية كلها لو ان الامر يتعلق باجراء تنظيمي على افتراض ان هناك مجلس ونظام ولوائح يحتكم اليها . ولا بد من تحية لأعضاء التنفيذية الذي حددوا موقفهم منذ وقت مبكر بعد ان اكتشفوا خطورة النفق الذي تُساق اليه المعارضة . وفي الختام اسأل المدافعين عن الانقلاب هل ما قام به ما يسمى برئيس المجلس ونائبته او السكرتيرة لا اعرف من طرح الامر على الملأ في غرف البالتوك يمت بصلة بالسلوك التنظيمي ؟ لا يندرج ذلك سوى في خانة التشهير بالمعارضة والإساءة اليها كجزء من مهمته في القضاء اليها .

        ملاحظة ختامية / صدرت بيانات واخري مخالفة وما لاحظته بان هذه البيانا تنزع الى اعطاء الخلاف طابع اقليمي او شيء من هذا القبيل  وهذا امر خطير ويصب في خانت انجاح مخطط تمزيق اهل الاغلبية ويحقق اهداف اهل ألا قلية والتي لم يشفي غليلها من اقصاءنا وتلاحقنا ونحن فاقدين البوصله فانتبهوا انتبهوا انتبهوا ولا تكونوا ممن (اذا خالف فجر )   .