عواتي الرمز و سبتمبر
الدكتور/ كرار حامد إدريس عواتي
ترتبط بعض أشهر السنة بتاريخ شعب ما ارتباطاً وثيقاً ، إذ يكفي ذكر اسم الشهر حتى تقفز إلى الأذهان صور ملاحم وقعت في هذا الشهر لا غيره ، و كذلك ترتبط بعض أشهر السنة باسم شخصيةٍ رمز لشعب ما ، إذ يكفي ذكر اسم الشهر حتى تقفز إلى الأذهان صورة تلك الشخصية الرمز .
في تاريخ إرتريا الحديث ما بين عواتي و سبتمبر علاقةٌ وثيقةٌ و ارتباطٌ متينٌ ، إذ يكفي ذكر سبتمبر حتى تقفز الى ذهن كل إرتريٍّ صورة القائد الرمز الشهيد حامد إدريس عواتي ، فما العلاقة بين عواتي و سبتمبر ؟ .
علاقة عواتي الطفل بسبتمبر هي كعلاقة كل أطفال إرتريا بأشهر الأعوام التي قضوها تحت نير الاحتلال الإيطالي الاستيطاني في إرتريا ،
كذلك علاقة عواتي الشاب بسبتمبر هي كعلاقة كل شباب إرتريا الذين مرت عليهم أشهر و سنوات الاستيطان الإيطالي باستغِلالهم في مشروعها الاستعماري كوقودٍ في حربها الاستعمارية في الصومال و ليبيا الشقيقتين ، إلا أن عواتي الشاب و لأنه نشأ في أسرة مقاومة للمحتل و تشرب منها الفروسية و الوطنية استطاع أن يستفيد من أشهر و سنوات الاستغلال تلك في صقل مواهبه في الفنون العسكرية و زيادة مخزونه المعرفي في معرفة المحتل الاستيطاني الإيطالي و أساليبه الاستعمارية الخبيثة ،
أما عواتي الرجل الشيخ و بعد أن كبرت معه تلك القيم النبيلة من وطنية و شهامة و فروسية انقلب من جنديٍ للمحتل الإيطالي ثم الإنكليزي إلى مقاومٍ عنيد لهذا المحتل ، و انبرى للدفاع عن الأرض و العرض و المال و وقف سداً منيعاً في وجه عصابات النهب و القتل المؤلفة من الأحباش الطائفيين المرسلين من قبل الهالك هيلي سلاسي و المدعومين من عصابات حزب الوحدة ( إندنت ) الطائفي ، و هكذا أصبح عواتي منارة للوطنيين من أبناء إرتريا .
إلى أن حل العام 1961 و شهر سبتمبر من ذلك العام و تحديداً الفاتح من سبتمبر ، واختلف هذا العام و هذا الشهر و هذا اليوم في تاريخ الشعب الإرتري عن سابقاته من أعوام و أشهر و أيام ، في هذا اليوم اكتفى عواتي و رفاقه من مناورة عصابات الإندنت و أعوانهم و قرر في بركا و على سفح جبل آدال في غرب إرتريا المواجهة ، و قالها عواتي للتاريخ كلمة ( يوم لأزانيت نقمت ) اليم نطقت البندقية ، و طلب من رفاقه تدوين هذا اليوم قائلاً : التاريخ الإرتري بعد هذا اليوم ليس كما قبله ، ثم كانت ملاحم البطولات و قوافل الشهداء ، فكان عواتي رمزاً تلته رموز و شهداء و أبطال حرروا كامل التراب الإرتري .
في عامنا هذا و نحن نحيي الذكرى الثانية و الخمسين لذلك اليوم الأغر و ذلك الرمز و رفاقه الميامين ، نشهد النظام الطائفي في أسمرا يعيش حالة من النكران لليوم و الحدث و قائده , و إن احتفل باليوم و الحدث فبشكلٍ باهتٍ فاقدٍ للصدق و المصداقية ، و نشهد أيضاً إرترياً كان ضابطاً في جيش العدو الإثيوبي مصاباً بمركب نقص ، و لا يجد نفسه إلا بالتطاول على رمز الثورة و الشعب غير مدرك بأنه مهما فعل يظل قزماً مرتزقاً تابع .
لرمزنا وقفة عزٍ و إكبار
لقائد ذلك اليوم ورفاقه التحية
لقائد ذلك اليوم و الشهداء العهد
يومنا لم ينته بعد
شهرنا لم يكتمل بعد
و جبهة التحرير قلناها من بدري