إثيوبيـا .. وعـواتي.. وعشم إبـليس (1 من 2 )بقلم / فداب عبدالرحمن
نشر من قبل omaal في 09-09-2013

إثيوبيـا .. وعـواتي.. وعشم إبـليس (1 من 2 )

 بقلم /  فداب عبدالرحمن

من سوء حظ الشعب الإريترى إنه جار كغيره من دول الجوار لإثيوبيا التى تسعى ومنذ القدم  الى التوسع والتمدد على أرض غيرها من الشعوب المجاورة  لها فى منطقة القرن الإفريقى وقد وجدت إثيوبيا فى شكلها الحالى على حساب شعوب الأرمو والصومال وإمارة هرر الإسلامية وغيرهم من شعوب تلك المنطقة والتى ليس لها علاقة بالأحباش والحبشة وتاريخها المزيف والمزور على مر التاريخ  ومن أعان الأحباش للسطو على أراضى وممتلكات تلك الشعوب هي الكنائس الأوروبية المتعصبة التى فقدت بريقها فى عموم الغرب بسبب إنتشار الحضارة المادية وتبعاً لذلك فقدت الكنيسة روادها من العباد والنساك ولأسباب عديدة وفى ظل عزلتها هذه توجهت الكنائس الغربية لدعم هؤلاء الأحباش التوسعيون بالمال والسلاح وبدعم الغرب الممثل فى الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا إحتلت أثيوبيا دولة إريتريا المجاورة بإستخدام الكنيسة الأرثوذوكسية وقوة السلاح فى العام 1962 بعد السطو على قرار الأمم المتحدة المعطل لإستقلال إريتريا والذى نص على إتحاد فدرالى لمدة عشر سنوات مفروضة بقرار دولي ينتهى بإستفتاء الشعب الإريترى فى الوحدة أو الاستقلال ولتهور إمبراطور إثيوبيا وهى صفة ملازمة للأحباش فقد عبث بأمن وإستقرار الشعب ممارساً للنهب والقتل فى عموم أبناء الشعب الاريترى وتصدى لهذه الحملة البربرية  القائد البطل / حامد إدريس عواتى مفجراً فى وجه هؤلاء الأوغاد ثورة الفاتح من سبتمبر فى عام 1961 والتى أدى مفعولها الى إسقاط تلك الإمبراطورية التوسعية الغاشمة وساقت ثورة عواتى الظافرة جيش الأحباش الجرار المسلح من مصانع وخزائن الغرب والشرق لاجئين بين أسوار المفوضية السامية العليا لشئون اللاجئين فى السودان فى العام 1991 فى مشهد عظيم أمام مرآى ومسمع العالم بأسره فى حرب مقدسة إستمرت ثلاثون عاما بالتمام والكمال .

وبالرغم من أن النظام الإثيوبي الحاكم هو من ثمرات ثورة القائد عواتى فى مسيرتها الظافرة لكسر صلف الأحباش المصطنع حيث تربى سبحت نقا وحوارييه من أمثال الراحل ملس زيناوى الذين تدربو وتعلمو على فنون حرب العصابات والسياسة فى كنف الثورة الإريترية فى ( بليقات) و( فح ) و( أراق) فى منطقة إقليم الساحل الشمالى الإريترى على يد أبطال ثورة عواتى المجيدة حيث أصبح لهم صوت ورسالة من فضاء إريتريا الصامدة عبر أثير صوت الجماهير الإريترية فى تلك المرحلة العصيبة من التاريخ  فى منطقتنا والعالم ولكن مما يؤسف له فإن الجبهة الشعبية لتحرير تقراى التنظيم المولود فى إريتريا وكذلك تنظيم الجبهة الديمقراطية الثورية لشعوب إثيوبيا وهو وليد أفكار الثورة الإريترية أيضاً من خلال تقديم النصح لثوار ويانى تقراى بعدم رفع شعار (الإنفصال) والإتجاه نحو تغيير النظام فى أثيوبيا ولإنجاح هذه المهمة أرسلت الثورة الاريترية (عشرة آلاف أسير ) إثيوبي كانو أسرى لدى الثورة الإريترية كمقاتلين فى صفوف التنظيم الجديد بالإضافة الى الدعم المتواصل عسكريا لا سيما وأن جحافل الدبابات التى إقتحمت العاصمة أديس أبابا  فى مايو 1991 هى دبابات إريترية بقيادة الشهيد البطل سعيد علي حجاي ( ود علي ) المهدور دمه من قبل عصابة إسياس أفورقى فى يناير 2013 واليوم وبعد أن ذاق الشعب الإريترى الذل والهوان من حكم عصابة مزروعة أصلها من تقراي وفرعها فى إريتريا ( حسب إفادات من قيادات نافذة من التقراي والنخب الوطنية من سكان المرتفعات الإريترية ) واستناداً على هذه الإفادات الموثقة بشخوصها فإن العصابة الحاكمة فى البلاد لاصلة لها بالشعب والدولة الإريترية على الإطلاق وأفعالها التخريبية ضد الشعب والدولة دليل عليها وبعد هذا كله فإن النظام الإثيوبي الحاكم تسيطر عليه وبوضوح شديد أجندة قذرة تهدف الى الإلتفاف حول إستقلال إريتريا والعمل على ضمها قسراً مرة أخرى بعد إضعاف مقاومة الشعب الإريتري من خلال تقزيم دور المعارضة التى قسمتها الى قوى إسلامية عربية وأخرى مسيحية حبشية وعرقية إثنية محصورة المطالب على حقوق جماعة بعينها دون سواها من أبناء الوطن الواحد ذلك بغية الوصول الى نتيجة مفادها أن إريتريا ليست قابلة للحياة ولا يمكن أن تستقر لعجزها عن مطلوبات الأمن والاستقرار والتنمية فى المنطقة على مستوى نظام الحكم والمعارضة وعلى المجتمع الدولى أن يجد الحلول المناسبة لحل المسألة الإريترية  قبل أن تتحول الى صومال جديد

وما يجعل المعارضة الاريترية على غير وفاق هي المؤامرات المستمرة التى تحاك ضدها من قبل الحكومة الإثيوبية والتى تتدخل بصورة مستمرة فى قضايا شئونها الداخلية عبر أفراد محسوبين عليها أو أشخاص من خارج المعارضة تستخدمهم أثيوبيا لذات الغرض تحت مسميات عديدة وقد شهدنا فى الآونة الأخيرة أن تعتقد إثيوبيا ملتقيات لفئات وقطاعات من الإريتريين بتنظيم منها دون الرجوع الى تنظيمات المعارضة الإريترية والملتقيات هى ملتقى المثقفين والشباب والطلاب وأخيراً ملتقى التنظيمات نفسها ولم تخرج هذه الملتقيات هذه بشئ يفيد المسألة الإريترية بقدر ما تعزز مخرجاتها أطماع إثيوبيا الخبيثة على الدولة الإريترية بكل ما تحمله الكلمة من معان  ولإيضاح هذا الإتجاه نسوق الإجرءات التى تقوم بها لتحقيق أهدافها القذرة على حساب الدولة والشعب الإريتري فى ظل أوضاع  محلية وإقليمية ودولية بالغة التعقيد

·       الدعوة والتشجيع لتأسيس تنظيمات سياسية عرقية إثنية الهدف منها تفتيت النسيج الإجتماعي لضرب وحدة الشعب الإريترى لإضعاف إرادته الوطنية وعدم قدرته على تحقيق الحد الأدنى من التعايش السلمى من خلال تحريض الأقليات والجماعات التى لها إمتداد الى داخل أثيوبيا (جماعة قرنليوس نموذجاً) .

·       رفض التنظيمات الوطنية وعدم السماح لها بالعمل فى أثيوبيا بدعوى إنها باتت تتهم بتفريخ التنظيمات ولكن وعندما تتهم بذلك من قبل حلفائها من تنظيمات التحالف الديمقراطى فإنها تقول إنها لا تفرخ ولكنها مستعدة للتعامل مع أي جماعة إريترية تعمل لإسقاط النظام وتقدم لها الدعم حسب برامجها ولكن بالطبع هذه ليست هي الحقيقة

·       تجاوز المعارضة الإريترية وعزلها فى تنظيم فعاليات سياسية وتنظيمية إريترية كملتقى المثقفين والشباب والطلاب وتقديم المعارضة كضيوف فى تلك الفعاليات وبزمن محدود لإلقاء محاضرات تعريفية بالمعارضة

·       تصنيف المعارضة الى موال وغير موال لإثيوبيا حسب درجة الولاء والطاعة والتسليم بالأمر إليها وهناك تنظيمات وقيادات باتت معروفة بالإسم للجميع بأنها (سكرتاريات ) للجنرال الذى يدير الملف وترفع له التقارير الكاذبة عن التنظيمات الوطنية والأفراد حسب أهوائهم وتطلعاتهم العنصرية الضيقة وتصنيف كل من يخالفهم فى الرأي والعرق بأنه عميل للشعبية أو للدول العربية وينسجون حوله الأكاذيب والإدعاءات المغرضة وإثيوبيا المستفيد الأول لتحقيق أهدافها البعيدة .

·       غياب متعمد للدعم الفاعل والذى بإمكانه المساهمة فى إسقاط النظام وما تقدمه إثيوبيا لتلك التنظيمات المتواجدة فى إثيوبيا لا يتعدى المصاريف اليومية ولعدد محدود من قياداتها لا يتجاوز من( 2-4 ) أفراد وهم مندوب مكتب التنظيم فى أديس أبابا ورئيس التنظيم وممثل التنظيم فى التحالف أو المجلس الوطنى

·       عزل المعارضة الإريترية عن محيطها المحلى والإقليمى والدولى ولا يحق لها خلق علاقات سياسية أو دبلوماسية لأن ذلك هى مهمة السلطات الإثيوبية لأسباب أمنية ونسف الدور القطرى نموذج فى واقع المعارضة الإريترية المرير وللأسف الشديد يعتقد الكثير من قيادات المعارضة الإريترية وبعض أتباعهم فى الدوحة أن الخلافات بين المجلس والتحالف أو ضعف رئيس المكتب التنفيذى هى السبب وراء فشل المشروع القطرى لدعم المعارضة الإريترية  ولكن فى الحقيقة أن أثيوبيا هى التى عرقلت المشروع من خلال بعض من الموالين لها فى المعارضة لأن ذلك يصب ضد الأجندة الخبيثة التى تحيكها إثيوبيا مع حلفائها فى الغرب لإلغاء الدولة الإريترية .