معركة تقوربا تلك الملحمة المُلهمة..!! بقلم : ود دامر حليب
نشر من قبل omaal في 20-03-2015

بسم الله الرحمن الرحيم

معركة تقوربا تلك الملحمة المُلهمة..!!

بقلم : ود دامر حليب

إن رحيق الربيع العطرة وأزهاره الفواحة يأتينا ممزوج بعبق التاريخ المجيد ليحيي وجداننا الذي أصابه الظماء جراء ما ألم بنا من مصائب الدهر وحادثات الأيام- إنه يوم الخامس عشر من مارس- فمنذ 1964م ها هي سنواته الواحد الخمسين تنصرم .. يوم من أيامنا تذكرنا بأولئك النفر الأفذاذ الذين تصدوا لأكبر جيش في أفريقيا مع ما يتمتع ثقة وطغيان كبير.. أولئك الرجال الذين تمتعوا بالإيمان الراسخ بقضيتهم العادلة ولم يلتفتوا لحظة ما إلى ميزان القوى والزخم الذي كان يتمتع به الأمبراطور الهالك.. حيث واجهوا التحدي بصدورهم العارية فكانوا بفعلهم هذا نبراساً للأمة الأرترية تهتدي به في دروبها الوعرة والحالكة الظلام.

رجال بهذه الصفات يجب أن نقف إحتراماً لقاماتهم السامقة التي أشرأبت فوق هامات الرجال في ذكرى أعمالهم البطولية التي زلزلت عرش الطاغية وانتزعت منه الإعترافات المريرة ببسالتهم و صلابتهم التي فاقت الوصف.

أقصد أبو رجيلا وصحبه الكرام .. هم شامة في جبين الشعب الإرتري الذي يتشرف بها أبد الآبدين.

نترحم على شهداء هذه الملحمة -وكل شهداء الوطن المفدى-.. الذين أريقت دماؤهم ذودا عن الأرض والعرض وخاضوا الملحمة بشرف مثلت الجندية الإرترية خير تمثيل وكونت النواه الصلبة لجيش التحرير الإرتري الذي ما زال صامداً في وجه الظلم والجبروت رافعاً راية التحدي والإباء.. رغم كيد الكائدين وحقد الحاقدين.. وبرغم الضغط المعنوي الذي مورس عليهم إبان التحرير الناقص .. الذي اغتر به غير قليل من المناضلين ولكن نواة جيش التحرير الصلبة لم يلتبس عليها الأمر من الوهلة الأولى فوقفت بإباء وشمم ضد الزيف والباطل ..  التحية لأولئك الرجال القابضين على جمر القضية الذين أبت نفوسهم أن تنكس الراية وفيهم رمق من الحياة.. نقول لهم الشعب يحييكم على صمودكم الفريد وإن هبته التي لا تبقي ولا تذر قادمة لا محالة .. ولن تتأخر كثير فهذه بوادر الصحوة واليقظان تتراءى وتلوح في الأفق.

تأريخ بهذه النضارة والوضاءة والنصاعة صنع بأيدي وطنية خالصة دون سند خارجي ووعد داخلي..

ذكرى تقوربا المجيدة يجب أن تجعلنا نقف مع أنفسنا وقفة صادقة متجردة من الأهواء والتعامي عن الحقائق لنستفيد من هذا التاريخ المشرف .. الحقيقة اننا نحتاج لوثبة جادة وثورة عارمة ضد الظلم والفساد الذي جثم على شعبنا الأبي ، كما فعل أبو رجيلة وصحبه ضد باطل كان أعتى وأصلف من هذا النظام المنبت الذي يظن أنه شيئا مذكوراً مع انه ثلة من الفسدة الأراذل أنكشفت لها الساحة فاستأسدوا محاكين صولة الآساد .

يجب أن نفعل شيئا مما فعل هؤلاء الأماجد في تلك الأيام .. وعلينا أن نعلم يقينا اننا من صلب شعب جبار لن ينحني للطغاة البغاة ولا لمتجبر ملأ يديه بالقوة الغاشمة.. يجب أن ننفض عنا غبار السنين لنواجه أعدائنا ونلقنهم الدرس الأخير الذين هم بأمس الحاجة إليه لإصابتهم بداء الغطرسة والغرور .. لإهمالنا دورنا التاريخي الذي مثلنا به العقبة الكأداء التي تحطمت عليها الأطماع الغاشمة وأنهت بصلابتها السياسات الإستعمارية .. نحتاج قليلاً من التحرك الجاد.. فإن الحق ينتزع ولا يعطى..

دام وطننا معززاً مكرماً تحت حكم أبنائه وعلت رايته عالية خفاقة بين الأمم....