فى حضرة رحيل رافع العلمين المناضل الشهيد / محمد ابراهيم بهدوراى الصحفى / محمد نور وسوك
نشر من قبل omaal في 29-03-2015

فى حضرة رحيل رافع العلمين

Martyr Bhdoray 015.jpg

المناضل الشهيد / محمد ابراهيم بهدوراى

ترجل فارس اخر من رجال الرعيل الأول الذى سطر طريق الحرية لشعب ارتريا بقيادة الشهيد البطل حامد ادريس عواتى بإطلاق الشرارة الاولى للكفاح نحو الحرية فى جبل ادال فى وادى بركة الفخور بميلاد الثورة على ارضه بالقيم والمثل والاهداف العظيمة من اجل حرية الارض والانساس فى ارتريا الغد .

وتم تصحيح هذه الاهداف بقيام الانتفاضة 25 مارس المباركة بقيادة القائد عبدالله ادريس محمد ورفاقة الميامين عندما اراد البعض حرفها عن المسار الصحيح تارة فكريا واخرى طائفيا. وأذكر فى تلك الفترة ان البعض قد تباكى على جبهة التحرير الارترية والتنظيم الواحد والجيش الواحد ووصف انتفاضة 25 مارس بالانقلاب .

ولكن التاريخ اثبت أن تلك المبادئ العظيمة لا تتجزأ ( وحدة ، حرية ، عدالة إجتماعية ) واليوم التحالف الوطنى الارترى وقوى المعارضة الارترى بكافة أطيافها يتمسك بتلك المبادئ من أجل بناء ارتريا الحاضر والمستقبل .

من هنا أقول أن التاريخ لا يرجع إلى الوراء ، ولكن قرأة التاريخ بتدأ من الألف إلى الياء ، وإن هذه المبادئ والأهداف العظيمة التى سطرها الرحيل الأول هى لبناء مستقبل الشعب الارترى الأبى .

ترجل المناضل الشهيد / محمد ابراهيم بهدوراى فى يوم الخميس الموافق 12/3/2015 م ، وورى جثمانه الطاهر فى مقبرة الشهداء بمدينة كسلا السودانية.

وأعزى نفسى واسرة بهدوراى الابناء والاباء والامهات وعنهم الاستاذة / رقية بهدوراى كما أعزى جبهة التحرير الارترية والشعب الارترى المعطاء .

وهذا يعيدنا إلى الاعمال والافعال والممارسات الاجرامية التى يقوم بها النظام الديكتاتورى ضد ابناء الشعب الارترى وقادته حرمانهم حتى من ان تدفن اجسادهم الطاهرة فى ارض الوطن .

تحت حججا عدة هذا مناضل ، وهذا غير مناضل ، وهذا من الجبهة ، وهذا من القوات ، واخر من المعارضين للنظام ، متنكرا لكل النضالات والتضحيات التى قدمها الشعب الارترى وقادته البواسل .

ولكن هيهات حتما أن هذا النظام وقادته سوف يرحلون إلى مزبلة التاريخ وسوف تنتصر إرادة الشعب الارترى وتنتصر مبادئه وأهدافة السامية فى ( الوحدة والحرية والعدالة الإجتماعية ) .

زرت الفقيد فى منزلة الكائن فى حى فيصل فى الجيزة واستقبلنى عند محطة المترو ( محطة مترو فيصل ) واخذنى الى منزله العامر وفى الطريق اشترى قارورات مياة معدنيه فهممت لكى اشاركه دفع النقود ( ثمن المشتروات ) الا انه رفض وبصورة فيها نوع من العنف وقال لى ( نحن البنى عامر ضيفنا لا يشترى لنا ) وبما أنك ابننا فعليك بحمل هذه القارورات فضحكنا كلانا .

وفى هذا اللقاء كتبت مقال عن نضالات الفقيد فى بداية انطلاقة الثورة الارترية والتضحيات الجليلة للرعيل الاول فى سلسلة الذهب العتيق .

اما بخصوص ( رافع العلمين ) فهذا يرجع إلى الحرب العالمية الثانية التى شكل فيها الانجليز ( اورطة العرب ) فى شرق السودان التى كان شعارها ( السوتال ) الذى ينسب الى قبيلة البنى عامر ( اى السكين التى تشبه افعى الكبرى ) وحاربت هذه القوى الى جانب القوات البريطانية فى الخليج العربى وليبيا وعندما سلم الانجليز حكم السودانى للحكومة الوطنية بقيادة الزعيم اسماعيل الازهرى وفى الفاتح من يناير 1956 م قام الرئيس ازهرى برفع العلم الوطنى السودانى وخلفه صفان من الجنود لتحية العلم وكان الفقيد واحد من تلك المجموعة المحظوظة بتحية العلم السودانى فى اوي يوم ميلاده .

وسرعان ما لبى نداء القلب ومعه مجموعة كبيرة من ابطال الرعيل الاول ومنهم على سبيل المثال لا الحصر الشهداء : طاهر سالم ، محمد عثمان ابو سنب ، محمد ادريس حاج ، ادم قندفل ، وعدد كبير من المناضلين الشرفاء الذين لبو  نداء القلب نداء ارتريا عندما اعلن المناضل الشيخ ادريس محمد ادم مندر تأسيس جبهة التحرير الارترية .

وبتحرير ارتريا بقيادة الجيش الشعبى الارترى البطل فى 24 من مايو كان الفقيد على رأس المجموعة التى رفعت العلم الارترى على سارية السفارة الارترية بالمملكة العربية السعودية .

ومن هنا كان الفقيد الحظ الكبير فى رفع العلمين الذى ينتمى اليه اهله وشعبه فى كلا البلدين .

الفاتحة على روح الفقيد وأرواح شهداء ارتريا ودامت ارتريا بنا وبكم .

الصحفى /

محمد نور وسوك