أهمية التعبير بالرسوم والصور كوسيلة إعلامية / صالح شاتر
نشر من قبل omaal في 05-11-2015

أهمية التعبير بالرسوم والصور كوسيلة إعلامية

 صالح شاتر

       الرسوم الكاريكاتورية والصور تعد من وسائل الاعلام الناجعة في ايصال المعلومة بسرعة وبشكل شمولي ، فالمعروف أن ما يراد التعبير عنه كتابة في عدد من الصفحات يمكن تلخيصه أو اختزاله في رسم أو صورة واحدة ، لذلك فإن الأفكار والأهداف التي يراد إيصالها عبر هذه الرسوم والصور يجب أن تكون عميقة وذات مغزى ومدلول سواء كان ذلك سياسي أو غيره من دروب التعبير التي تمس الحياة اليومية للشعوب خاصة تلك التي تعاني من القهر جراء ابتلائها بالأنظمة السياسية الدكتاتورية والقمعية لان ممارسات هذه الأنظمة وإفرازات تعاملها القهري تمتد للجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية كما هو حالنا نحن في ارتريا.

     ونلفت النظر أن وسائل الاعلام الالكترونية أصبحت في عصرنا هذا واسعة الانتشار كما اتسع حيز التعامل معها ، لذا يتطلب الحذر والوعي فيما يطرح من نقد النظام القهري عبر الرسوم والصور فحتي لو كانت المعاناة(حصرا) حول شعبنا فأن اشكال ومضامين القضايا والجرائم التي نرغب التعبير عنها بالرسوم والصور علي الرأي العام المحلي والخارجي هي ملك للجميع ومطروحة للنقد والانتقاد والتقييم والتعاطف من قبل كل من يطلع عليها من المراقبين خاصة أولئك الذين ننشد تعاطفهم ومؤازرتهم.

     في الواقع أن نظام (أسياس) وممارسته هو جملة من الجرائم البشعة لأنه يقوم علي المزاج ولهذا فاذا كان ضرورياً التعبير عن هذه الجرائم بالرسوم والصور فالمجال جدا خصب ونشير علي سبيل المثال وليس الحصر النقاط التالية:

-        شبابنا الذين ماتوا ويموتون في صحراء ليبيا عطشا وجوعا وتتخاطف لحومهم الصقور وتنتزع الأمعاء من بطونهم.

-        الشباب والشابات بل الاطفال الذين تغرق بهم السفن ويصبحون طعاما للأسماك.

-        الصبيان الذين ماتوا بلدغات الثعابين والعقارب وهم يعبرون الحدود السودانية.

-        تلفيق التهم ضد الابرياء والزج بهم في السجون التي لا يرون بعدها نور الحرية خاصة اذا كان تلفيق التهم ذات طابع سياسي.

-        وضع الدكتاتور في قفص محكمة الشعب، تمهيداً لمحاكمته علي جرائم نظامه الذي يقوم علي مزاج الفرد.

      لكن بكل أسف هناك صور تجسد شخصية ( أسياس) في شكل حمار واخري كبائع دجاج وثالثة وهو يصب الشاي في صورة بائعات الجبنة والشاي وربما تكون هناك صور أخرى لم اطلع عليها.

     يبدو أن هذه الصور هي من انتاج عناصر متواضعة في وعيها وثقافتها لأنها تتميز بضحالة سياسية وحضارية لا تليق بشعبنا الذي ناضل وانتزع حقوقه بجدارة بعد نضال دام لعقود هذا وان هذه الصور لا تنطوي علي أي مضامين تعكس معاناة شعبنا أمام شعوب العالم الأخرى بل هي سلاح ضده مثلا لو سئل أولئك الذين ينشرون هذه الصور من أناس غير ارتريين على هذا النحو ... ماذا تكون اجابتهم ؟

((إن الذي يحكمكم لقرابة الثلاثة عقود ولا يزال علي كرسي الحكم – حمار- فعلي أي مستوى هي درجة الشعب المحكوم في سلم التطور البشري؟؟؟))

كفو- اكرمكم الله – عن هذه التعابير الفجة التي تعكس درجة عالية من البساطة والضحالة السياسية ولا ترمز لا من قريب ولا من بعيد إلى معاناة الشعب الارتري في الحاضر كما لا ترسم له نهجا سياسيا للمستقبل يحقق من خلاله الوحدة والتعايش الاجتماعي والاستقرار السياسي وصولا للرفاه الاقتصادي والتقدم الحضاري.

   علينا أن نركز عبر هذه الرسوم الي القضايا السياسية كضرورة اجتثاث النهج مثلا باعتباره أس البلاء – وليس علي شخصية أسياس عبر هذه الصور البدائية جدا والتي لا تنطوي علي أي مدلولات سياسية إلا في رؤوس ناشريها في أحسن الأحوال.

والله أعلم