الزمن المفقود بقلم الصحفي محمد نور وسوك
نشر من قبل omaal في 16-04-2016

الزمن المفقود

اليوم الرابع عشر من أبريل نحتفل به كيوم لتحية المعتقل الأرتري ونذكر المجتمع والعالم بحقه في الحريه والعدالة والكرامه التي سجن من أجلها دون محاكمه عادلة ولا عداله ناجزة .

 في العصور الوسطي كان المعتقل أول الأسير كنزاً كبيراً للمساومة والمقايده والتبادل بين القوي المتصارعه حتي كاد أن يصبح سبباً رئيسياً في إيقاف الحروب بين القوي المتصارعه ونادراً ماكانت تصبح سبباً للحرب وبعد ظهور الدولة الأسلاميه أصبح المعتقل أو الأسير سبباً رئيسياً في إقامة السلام وذلك نزولاً عند تلك القيم النبيله التي جاء بها هذا الدين الحنيف .

أما في الحربين العالميتين الأولي والثانيه والتي تصارعت فيها القوي الأوربيه الكبري منطلقة من نظرية البقاء للأقوي فكان الاعتقال  سبباً رئيسياً في إذلال النفس البشرية في المعتقلات والسجون المختلفه إلي ان وضعت هذه الحرب أوزارها وأنشأت المنظمات العالميه كالأمم المتحدة والمنظمات

الحقوقية الأخري علي مبادئ العدالة والحريه  والكرامة , وإن لم تطبق هذه المبادئ بشكل كامل وعادل إلا انها فتحت الباب أمام البشرية للمطالبة بها ومعاقبة كل من يخالفها مرتكزة علي كافة المبادئ والقيم التي نادت بها كل الشرائع السماوية المنزلة من عند رب العرش ( العادل )  أم في الدول الأشتراكيه فحدث ولا حرج عن تلك المعتقلات .

ونحن بين الطفوله والكهولة كنا نسمع بمعتقل ( باستيل مقراييب ) هذا المعتقل الرهيب سئ السيط والذي أقامته مجموعة حزب العمل المتنفذة في جبهة التحرير الأرتريه أنذاك التي كانت تتمثل بل وتتيمن بكل ما يفعله الأتحاد السوفيتي المنعوت بالأشتراكيه .

أما الحجه أو الجرم كما هو موصوف في محاضر محاكم حزب العمل فهيا قوم عربي أو إسلامي وهذا للتذكير وليس للتجريح .

 ولان هذه الاعمال والبرامج نقلناها دون مراعاة لخصوصية المجتمع والثورة أوالصراع أدي إلي قتل جبهة التحرير وضياع الحلم والمشروع الوطني لأقامة دولة العدالة والديمقراطية .

مما مكن الجبهة الشعبية من تنفيذ أهدافها وبرنامجها ( نحن وأعلامنا ) دون مراعاة أي من القيم المجتمعيه أو محاكمة عادلة ففجر الأستقلال والناس في غمره الفرح بالنصر والتحرير والدولة والكيان كانت الخلايا السرية التابعه لجهاز امن الشعبيه لتحرير ارتريا قد نشطت بشكل غير مسبوق بعمليات الأعتقال بقوائم جاهزة بالأسماء والأماكن والمراكز مسلحه بتعليمات  ( الحبر) صاحب الصليب المعقوف هذه القوام التي شملت أئمة المساجد ومعلمي المعاهد الدينية وقيادات جبهة التحرير الأرترية والتنظيم الموحد وكل ناشط في خدمة المجتمع خارج إطار رؤية الجبهة الشعبيه وأهدافها المعلنه والسرية .

وأغلب هذه الجرائم نفذها المسلمون علي بني جلدتهم بطريقه بوليسية تدميرية محترفه وهم من المجاميع المغبونة أو من بعض المتوهمين بانهم سوف يحققوا المجد بقتل المشروع الوطني ورجالات من قوي الوطنية وللمتابع فأن  جميع مسؤلي الأمن في المدن السودانية والأرترية التي كانت تمارس فيها هذه الأعمال هم من أبناء المسلمين وبحمد الله أن جل هذ القيادات الأن في السجون لأنها كانت مجرد أداة لتنفيذ برنامج الصليب المعقوف (نحن وأهدافنا )  والبعض الأخر هرب إلي الخارج ليظهر لنا اليوم بوجه جديد تحت مسميات دينية .

وهنا أتوجه إلي قيادات بقوي الوطنية الأرترية التي تعمل في إطار المعارضه يجب عليها أن تحدد لمن أراد ان يعمل في إطار المعارضه الأرترية يجب أن يعمل ضمن الثوابت الوطنية وإلا فلا مكانة له بيننا وهذا حفاظاً علي الجزء المتبقي  من كرامتنا والمتمثل في تخليد شهدائنا وإكرام معتقلينا وإحترام المناضيلين الشرفاء الذين قضوا  حياتهم في سبيل حرية وكرامه الأنسان الأرتري ومن أجل الشعب الأرتري الذي قدم الغالي والنفيس في سبيل دولة العدالة والديموقراطيه كما أتمني أن لا نكرر أخطاء التجربة من جديد .

كما أتقدم إليكم بنداء لأقامه مركز أو مكتب لمتابعه شؤن الأسري والمعتقلين بشكل دائم وإحصاء القوائم لتقديم الشكاوي والطلبات للمنظمات الدولية والحقوقية وتدعيم ذلك بصندوق مالي لمتابعه قضايا الأسري والمعتقلين ورعاية أسرهم الكريمة التي تحملت كل هذه المشاق في سبيل أن يعيش هذا الشعب الأبي في حرية  وعدالة وسلام .

 

الصحفي

محمد نور  وسوك