قائدالصمود والتحدى لبي نداء ربه بعد مسيرة مفعمة بالنضال / نعي / حسن أدم حسن
نشر من قبل omaal في 12:24 مساء - 13 06 1432 هـ (16 05 2011 م)

نعي

قائدالصمود والتحدى لبي نداء ربه بعد مسيرة مفعمة بالنضال

يواسي ع / جبهة التحرير/ فرع الرياض
عضو المجلس/حسن أدم حسن
وممثل الأمانة العامة لنقابة عمال ارتريا


تفاصيل الخبر

بسم الله الرحمن الرحيم

(وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إن لله وإنا إليه راجعون)
صدق الله العظيم.
قائدالصمود والتحدى لبي نداء ربه بعد مسيرة مفعمة بالنضال,داهمه المرض وهو في معمعة العمل الوطني من أجل إنقاذ شعبه ووطنه من مخالب الأوباش, الذين أفسدوا البلاد والعباد, تجاوزوا شاطئ الفضيلة ونشروا الرزيلة, وهَجرُوا المواطنين خارج الوطن, ليموتوا عطشاً وجوعاً في جوف الفيافي المجدبة, وغرقاً في أعماق البحار الهائجة, ليكونوا وليمة دسمة للأسماك المفترسة, سيناريوا مرعب لم يشهد تاريخ البشرية مثيلاً له عبر العصور..
سلم القائد الأمانة لرفاق دربه ليواصلوا المسيرة وإنتقل الى جوار ربه بنفس راضية مطمئنة تاركاً بصمات بارزة في مسيرة النضال وتراث حافل بالبطولات تفتخر به الأجيال المعاصرة والقادمة.
على إمتداد السنوات الطويلة من عمر الثورة سجل التاريخ الإرتري عدة أسماء وطنية لامعة وإستثنائية في عطائها وإخلاصها للوطن , و أبرزهم على الإطلاق القائد العسكري والسياسي الفذ(عبدالله إدريس محمد)الذي كان مسكوناً بحب الوطن والحرية منذ أن كان يافعاً.

قرر الالتحاق بالثورة وهو في ريعان شبابه وكانت الثورة لازالت في مهدها, دون أي إعتبار للمتاعب والمعاناة,وذلك من منطلق كل شئ يهون في سبيل الحرية والكرامة, فكان له ما أراد وبداء مشوار الكفاح,ليحقق الكرامة لشعبه ومكانة مرموقة لوطنه بين شعوب العالم تحت شمس الحرية والاستقرار, والعدالة والمساوة.

في تلك المرحلة المظلمة بداء مسيرته النضالية ضد الإستعمار والكوماندوس, والخونة من العملاء الذين يتغنون اليوم بالحرية والوطنية ناسين أو متناسيين, بأنهم في لحظة غفلة من الوطنين الأحرار ركبوا الموجة و سرقوا الثورة, وإختزلوا المعاني النبيلة للحرية في كأس ونديمة وأغاني ساقطة ورقصات لغرائز الشباب مثيرة , وقالوا للشعب هذه هي الحياة والتقدم والحضارة, شوهوا جوهر الحرية التي مُهرت بدماء الأبطال الزكية, إنها مهازل ومأساة يندى لها جبين الإنسانية.

خاض البطل معارك طاحنة ضد القوة الباغية وعملائه من أعداء الشعب والأمة, أظهر فيها شجاعة نادرة أذهلت العدو وأرعبت الغوغاء في أوكارها.
وفي فترة إستراحة المحارب سافر الى الخارج للدراسة في الأكاديمية العسكرية, فأثبت جدارته في إنجاز الرسالة ثم عاد الى مسرح الأحداث مؤهلاً علمياً وعملياً ليواصل نضاله مع زملائه الأبطال فحقق إنجازات عسكرية وإدارية ذات أهمية إستراتجية للثورة.
بينما كانت العملاء والخونة من أعداء الشعب والثورة, والمناوئين لجبهة التحرير كقوة وطنية تذوب في بوتقتها كل مكونات الشعب بمختلف إنتمائاته, الدينية,والقبلية, والإقليمية, يخططون تحت جُنح الظلام لإغتيال الأبطال الوطنين وعلى رأسهم القائد(عبدالله إدريس), ولكن هيهات لمجرد ذكر إسمه كانت الأرض تهتز تحت أقدامهم خوفاً ورعباً فتفشل محاولاتهم الجبانة.
ويسجل التاريخ الأحداث الجارية في صفحته الفريدة والمخصصة للأبطال الخالدين في ذاكرة شعوبهم , فسجل التاريخ إسم هذا القائد بحروف من نور ومنحه لقب قائد الصمود والتحدى لم ولن يشاركه فيها أحد, فقد منحه التاريخ تقديراً لشجاعته  ونضاله حتي الرمق الأخير, ثم أتاه اليقين في
يوم الجمعة الموافق 29/4/2011م.
غيبه الموت عن شعبه  وعن مسرح الأحداث الذى كان بطله المطلق, ولكن تاريخه سيظل محفوظاً أبد الدهر في أرشيف ذاكرة الشعب الأبي, وحراس المواخير والملاهي الليلية في إنتظارهم مزبلة التاريخ.
(إنا لله وإنا إليه راجعون)

جبهة التحرير/ فرع الرياض
عضو المجلس/حسن أدم حسن
وممثل الأمانة العامة لنقابة عمال ارتريا
13/5/2011م