أين أخونا مُحمد نور أبرار؟
نشر من قبل omaal في 06:27 صباحا - 19 12 1430 هـ (06 12 2009 م)

@المختطف محمد نور أبرار @


تفاصيل الخبر

أين أخونا مُحمد نور أبرار؟

M NourAbrar.jpg

@المختطف محمد نور أبرار @

أن يتعرض الإنسان من عدوّه المحتل لبلاده القهر والقتل والسجن وصنوف التعذيب أمراً متوقعاً وغير مستغرب، لكن أن يقع عليه ذلك من بني جنسه ومن حكومته التي تدعي أنها تعمل من أجل سعادة المواطن فهذا عين الظلم الذي لايحتمل. فظلم ذوي القربى أشد وأعظم مرارة من أي شيء وحين يكون الظلم مضاعفاً ومتجرداً من كل القيم الأخلاقية والحقوق الإنسانية تكون المأساة أكبر.

القصة.. إن شمل أفراد الأسرة في البيت قد التأم حول مائدة الغداء في مثل هذا اليوم الإثنين 5/12/1994م، كانت الجلسة الأخيرة التي جمعتنا به مع أنه لم يشاركنا الغداء.. لأنه كان صائماً كعادته كل إثنين وخميس ..  وغادرنا لأداء صلاة العصر في مسجد " الخلفاء الراشدين " ولم يعد !!

في الرابعة والنصف عصراً يخرج من المسجد مع صديقٍ له وعند خروجهما يعترض طريقهما شخصان مجهولان ويأمران  أخانا لوحده بالصعود إلى السيارة " لانكروزر" . وكانت الرحلة الدافعة لهذا التساؤل .. أين أخونا محمد نور وأصحابه الذين تعرضوا لإختطافات مماثلة في أسمرا وكرن وغيرهما من المدن الإرترية، ولايعرف مصيرهم حتى اليوم!؟

هكذا تمت الجريمة دون مقدمات وخاتمة ...

دعونا نقول شيئاً بإختصار بمناسبة إختفائه لمدة خمسة عشر عاماً لأن إختفاءه كان في مثل هذا اليوم.

 وُلدَ أخونا مُحمد نور أبرار في عام 1965م في العاصمة أسمرا ، اختفى مِنْ وجه الأرضِ في يوم الإثنين في 5 ديسمبر/ كانون الأول 1994م ، تزوّج وعمره يناهز 29 عاماً. بعد مرور ثمانية أشهر من زواجه أُخْتُطِف وزوجته حبلى في شهرها السادس، وَكانت الحَادِثَة فِي  احْدَى الشوارع  الشهيرة في العاصِمَة أسمَرَا ، فوالله لاندري الآن أين أخونا محمد نور أهو حيٌ أم ميّتٌ ؟! لعلنا لاندري إلى الأبد ؟ ومثله الأساتذة الذين أختطفوا في نفس اليوم.

ألا رَحم الله الجميع دنيا وآخره .

ماهي جريمته ؟! أأرتكب شيئاً كبيراً ؟ مثل خيانة وطنية ؟ أم قام بقتل نفس أو تسبب في ذلك ؟

لمحمد نور والدة  ينفطر كبدها عليه ليل نهار، منذ إختفائه. فما ذنبها ؟  وله غلامٌ  لا يعرف أباه .. لأنه لم تُُتح له أن يراه حتى اليوم ؟!

" وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ" " (سورة إبراهيم، الآية 42) أي أنه مهما طال الأمد فإنَّ الحساب والعقاب آتيان لا محالة. 

إن ليل الظالمين طويل، ولكن سيأتي يومٌ يواجه فيه هذا المستبد ماواجه أسلافه من قبل؟

 ألا رحم الله الجميع الذين كانوا ضحية هذا النظام القمعي وجعلهم الله من الشهداء . 

أسرة/ محمد نور أبرار

5 - ديسمبر - 2009 م