بيان الجبهة الديمقراطية للوحدة الإريترية بمناسبة إحياء الذكرى الحادية والعشرين للتحرير
نشر من قبل omaal في 08:02 صباحا - 05 07 1433 هـ (25 05 2012 م)

بيان الجبهة الديمقراطية للوحدة الإريترية

بمناسبة إحياء الذكرى الحادية والعشرين للتحرير

 


تفاصيل الخبر

DEMOCRATI FRON FOR ERITREAN UNITY.jpg

بيان الجبهة الديمقراطية للوحدة الإريترية

بمناسبة إحياء الذكرى الحادية والعشرين للتحرير

تمكن  الشعب الإريتري بعد خوضه نضالات مريرة سلمية ومسلحة إمتدت لخمسين عاما، وقدم فيها تضحيات جسام، ليحقق تحرره الوطني في الرابع والعشرين من مايو 1991م،  ويسجل تحولا هاما في تاريخه. وإننا نحي اليوم الذكرى الحادية والعشرين للتحرير، في ظل إستحواذ نظام الهقدف الديكتاتوري على السلطة ، مما أدى إلى تبدد كل  تطلعات شعبنا نحو الديمقراطية والتقدم والعدالة الإجتماعية، وتنتهك حقوقه الإنسانية والدميقراطية، وأصبح عرضة لأسواء أشكال الإضطهاد السياسي والإبتزاز الإقتصادي، مما جعله يقع مرة ثانية في مستنقع المعاناة المريرة.  

إننا نحي ذكرى الإستقلال الوطني في وضع داخلي حرج للغاية، لم نحرم فيه من التمتع بحقوقنا المذكورة أنفاً فحسب، وإنما أصبحنا فيه عرضة للفقر، وأعمال السخرة، وإنتشار عمليات الإتجار بالمرأة، وتصدرت إريتريا قائمة الدول المصدرة للاجئين، وباتت أشبه بجزيرة معزولة. وإن النظام وعبر ممارساته الهدامة، بات يعاني من عزلة دولية خانقة، مع تكرار تشديد العقوبات الاممية عليه، وإهتراء أجهزته الحكومية، وأصبحت لا تتمتع بفعالية التنسيق الداخلي، وتتصارع حول السلطة. ونتيجة لذلك أصبح النظام في غاية التوجس، وبالتالي يعمد على تسيير حملات التجنيد، رافعا راية الدفاع عن الوطن، ليعرض البلاد إلى مخاطر جمة.

المناضلين أبناء الشعب الإريتري:

تأتي ذكرى يوم الرابع والعشرين للتحرير بالرغم من القمع والإضطهاد، وكافة أشكال المعاناة الواقعة على شعبنا، في وقت تمكن فيه معسكر المعارضة من تنسيق جهوده النضالية الرامية لإسقاط النظام، وإقامة البديل الديمقراطي، ويعتبر هذا تطور إيجابي يدعو للتفائل. وبهذه المناسبة تدعو الجبهة الديمقراطية للوحدة الإريترية جماهير الشعب الإريتري إلى تصعيد دورها النضالي لإنهاء واقع المعاناة الحالية بما يؤدي إلى تحقيق النصر في أقرب وقت ممكن.

القوى الإريترية المناضلة:

 إستطاع معسكر المعارضة الإريترية في الوقت الحالي الإرتقاء بالتنسيق المشترك في العمل النضالي الجاري من أجل إسقاط النظام، وتحقيق السلام والديمقراطية والعدل والتقدم، إلى مستوى أفضل عن المراحل السابقة. وإن كان هذا الأمر مشجعا، إلا انه لا يرقى إلى مستوى التحديات الراهنة، ويعود ذلك إلى عدم التخلص التام من التناقضات والتشكيك بالأخر، وغيرها  من الأسباب المدفوعة بالمفاهيم الخاطئة، كالإستعلاء والنظرة الضيقة، وطغيان تحقيق المكاسب السياسية ذات النزعة الفردية والفئوية المؤقتة على المستدامة. وإنطلاقاً من ذلك بدأت تلوح في الأفق محاولات تهدف إلى تفكيك مظلات سياسية نضالية مجربة، تحت دواعي توحيدية وغيرها من المبررات، للحصول على القبول والتأييد الجماهيري العابر، مما سيؤثر حتما على فعالية الدور المطلوب من المعارضة الإريترية.

وإذا لم يتم الحد عن مثل هذه المفاهيم المعيقة لفعالية معسكر المعارضة، فإنه لن يكون في الإمكان بلوغ الغايات المرجوة من نضالنا الجاري، لإنقاذ إريتريا أرضا وشعبا. ولهذا يجب أن نحل ما يطرأ من إشكالات تنظيمية وبينية، ونتلافي نقاط الضعف، ليلعب كل من مكونات هذا المعسكر دوره في تصعيد النضال، بالتنسيق والإسهام المشترك عبر حشد الطاقات. وبهذه المناسبة تؤكد الجبهة الديمقراطية للوحدة الإريترية ، جاهزيتها التامة، للعب دورها في إنجاح المهام النضالية الجارية بشكل فعال لمواجهة التحديات الراهنة.

الشباب الإريتري المضطهد:

يحيي الشباب الإريتري هذه الذكرى، وهو يعاني كجميع قطاعات الشعب الإريتري، من قمع وإضطهاد بغيض، وبما أنه يعتبر أحد مكونات القوى الحيوية في مسألة التغيير، فإن النظام يعمد على شل قدراته ودوره الحاسم، عبر إقحامه في التجنيد الإجباري غير محدود الأمد، وإستغلال طاقاته في أعمال السخرة، مما دفع الشباب للجوء إلى الخارج ، ويواجه مختلف المصاعب ، ويقع فريسة لعصابات الإتجار بالبشر. وبرغم ذلك، فإن خطى حثيثة بدأت تعم جموع هذا الشباب، للمشاركة في النضال الجاري للتخلص من واقع المعاناة المريرة التي يعيشها شعبنا، وهو أمر إيجابي يتوجب الإشارة إليه.

وفي هذا الشأن، فإنه يجب على هذا القطاع الحيوي أن يكون إضافة نوعية عبر تنظيم أنفسهم في كيان سياسي رائد ، يتمتع بقيادة كفوءة ، تناضل في إطار الأهداف الديمقراطية الكلية للشعب الإريتري، وبما يؤدي إلى تعزيز نضالهم الجاري. وتؤكد الجبهة الديمقراطية للوحدة الإريترية إستعدادها للعمل المشترك مع جميع الفعاليات الشبابية في مواجهة النظام الديكتاتوري.

المرأة الإريترية المضطهدة:

تحيي  المرأة الإريترية الذكرى الحادية والعشرين للإستقلال الوطني، بمزيد من الحزن والأسى ، وقد بلغ الإضطهاد المضاعف الذي تعاني منه مداه الأقصى، وتحول إلى إستعباد ، واستغلالها عبر إطلاق شعارات زائفة بإسمها، في وقت يقحم فلذات أكبادها وأرباب الأسر في أعمال السخرة، بالإضافة إلى المعاناة المعيشية الطاحنة التي تواجه الجميع. ويتطلب الأمر من المرأة الإريترية تصعيد نضالها لإنهاء هذا الواقع الأليم بإسقاط النظام الحالي، وإقامة البديل الديمقراطي على أنقاضه. ولا يمكن تصعيد هذا الدور  إلا عبر توحيد كل الأشكال التنظيمية النسوية المتعددة التي تنشط خفية بالداخل، وعلانية في الشتات في مظلة واحدة ، ذات قيادة سياسية كفوءة وقادرة على الإرتقاء بهذا الدور إلى مستوى التحديات. وعليه تشجع الجبهة الديمقراطية للوحدة الإريترية المرأة الإريترية للمضي قدما في هذا الإتجاه، وتؤكد جاهزيتها للعمل المشترك معها بما يؤدي إلى تحقيق أهدافنا الديمقراطية.

المناضلين أبناء القوميات الإريترية:

إن النظام الذي تنكر للحقوق القومية في إريتريا يمارس إضطهادا طبقيا وعرقيا بغيضا بحق القوميات الإريترية، مماجعلها عرضة للتفكك والضياع، لكنه مع ذلك يدعي اليوم أنه بصدد السماح لهم بترقية وإستخدام ثقافاتهم ولغاتهم، وذلك لإخفاء تآكله الداخلي، وصرف الأنظار بعيدا عما يعانيه.

إننا نحي هذه الذكرى والنظام يراهن على إثارة نعرة وطنية عبر زعمه تعرض البلاد لعدوان خارجي، رافعا شعار (النفرة من أجل التصدي للعدوان الخارجي) بهدف إطالة عمر سلطته القمعية. وأنه رغم تعمده القيام بالدعاية والكرنفالات الفنية بصورة متكررة، إلا أنها تبقى عديمة الجدوى في ظل إستمرار كل أشكال الإضطهاد والقمع المتصاعد.

وعليه تدعو الجبهة الديمقراطية للوحدة الإريترية كل القوميات الإريترية، لتتخذ من إحياء ذكرى التحرير لهذا العام، سانحة لتصعيد دورها في المسيرة النضالية الجارية،  في مواجهة الإشاعات السياسية التي عمد النظام على إطلاقها من حين لأخر، والتمييز الواعي بأنه العدو الأوحد لأبناء الشعب الإريتري ، وبرفع معنويات أبنائها عاليا، وحشد كل الطاقات الوطنية،  بما يؤدي إلى إسقاط هذه السلطة، وإقامة البديل الديمقراطي المنشود.

فلنناضل من أجل إعادة القيمة الحقيقية لإستقلالنا المختطف من قبل النظام الديكتاتوري!!

النصر لنضالنا التحرري!!

الجبهة الديمقراطية للوحدة الإريترية

24 مايو2012م