|
النكتة
السياسية في أرتريا
(3)
علي
عافه إدريس
aliafaa@yahoo.com
لقد
كتبت في الحلقة الثانية أن بعض الإخوة عندما كتبت مقالي الأول عن النكتة السياسية
في أرتريا قد فهموا أن الهدف من مقالي ذاك كان التنكيت لذا إنهالت عليّ النكات عبر
الإيميل وعلى الرغم من ملاحظتي تلك إلا أن الأخوة إستمروا في إرسال النكات ،وأنا
في الحقيقة لم أرغب المواصلة في الكتابة عن النكات ، وهذا لايعني أني لا أحب
النكات ، بل أني أفرح كثيراً بمجرد أن أعرف أن الذي أمامي هي نكتة ، وعندما تكون
النكتة خفيفة وفيها لمحة ذكاء ذلك يضاعف فرحي بها ، لذا كنت دائماً ممتن جداً للذين
أرسلوا لي النكات ، و أني لم أتصور في يوم من الأيام بأن أتحول لمنكت لعدم توفر
مواصفات ذلك عندي ، إلا أن هذه المرة قررت المواصلة في الكتابة عن النكتة السياسية
في أرتريا بسبب توافرها بكثرة لديّ، فقد قمت بصياغة النكت التي سمعتها خلال الفترة
السابقة وكذلك النكت التي تم إرسالها إليّ ، لهذا أوجه الدعوة لكل الإخوة
بالمشاركة في الحلقات القادمة بما يتوفر لهم من نكات ، أما بالنسبة لنكات هذه
الحلقة معظمها تم إرساله لي عبر الأميل ، والقليل منها حكي لي ، وكل الذي قمت به هو
صياغتها وإظهار فكرة كل منها وأرجو أن أكون قد وفقت في ذلك ، لذا إليكم ما استطعت
أن أعيد صياغته وترتيبه :
1.
قال
أسياس لأحد أعوانه أن الأمور أصبحت رتيبة كما أن بريقي أصبح يخبو عند الشعب فماذا
تقترح للخروج من هذه الرتابة وزيادة توهجي ، فإقترح عليه أن يأمر أحد وزرائه بإصدار
قرار صعب التنفيذ ، وعندما يعجز الشعب عن تنفيذه سيتظاهرون أو أن كبارهم سيأتون
إليك للشكوى وقتذاك تلغى القرار وتقيل الوزير ، فتكبر مكانتك في نفوس شعبك ،
فأعجبته الفكرة لذا أمر مدير إدارة الجمارك بإصدار قرار بموجبه يضاعف الجمارك ، إلا
أن الشعب لم يتذمر ، فأمر وزير التجارة ، ثم وزير الزراعة ، ثم وزير ... دون جدوى ،
واخيراً لجأ لوزير الداخلية فأمره بأن يصدر قرار لكل مراكز الشرطة في المدن والقرى
بأن يضربوا المواطنين صفعتين على الوجه واحدة في الصباح والثانية في المساء ،
وبالفعل صدر القرار وبدأ تنفيذه ، وكان أسياس هذه المرة متأكد أن الشعب سيثور أو
على الأقل سيشتكي ، وحتى يتأكد بنفسه تخفى وذهب لأحد مراكز الشرطة في أسمرا ، وقد
كان الطابور أمام مركز الشرطة طويلاً جداً ، فبدأ يراقب المواطنين فلاحظ أن هناك
مواطن يتململ فإقترب منه وهو يكاد يطير فرحاً للنتيجة التي يراها أمامه، فسأله عما
به ، فقال له المواطن وهو يتأفف أنا كل يوم أضيع ساعتين في هذا الطابور من المفروض
الحكومة تساعدنا بزيادة عدد أفراد الشرطة بالمراكز .
2.
في
صباح يوم عمل أصدر الرئيس أسياس أفورقي مجموعة من التعليمات عاجلة التنفيذ لمدير
مكتبه أمين حسن عمر ، ومن ضمن هذه التعليمات إستدعاء أحد سفراؤه للحضور لأرتريا
بصورة عاجلة ، وإنشغل سيادته لمدة عشرون دقيقة في قراءة بعض التقارير الأمنية
وفجأة تذكر التعليمات التي أصدرها لمدير مكتبه فأصابته حالة هستيرية فطلب مدير
مكتبه فأخبروه أنه ليس موجود بمكتبه ، فاصدر أوامر صارمة لكل العاملين بالبحث عن
أمين فأسرعوا يبحثون عنه في كل المبنى دون أن يجدوه ، والرئيس يزرع مكتبه جيئةً
وذهابا والقلق بادياً على محياه وفي فركه لاصابع يديه ، وهو في هذه الحالة دخل عليه
أمين وهو يرتعد خوفاً، فبادره بالسؤال إتصلت بالسفير .... سيادتك كانت بطني تؤلمني
لذا إضطررت لدخول الحمام ، يعني ما إتصلت ؟ الآن سإتصل به ، فرد أسياس الحمد الله
أنك لم تتصل وإلا كنا تسببنا في هروب سفيرنا الهمام ، يجب في البداية أن تمهد له أن
السيد الرئيس سيقوم بزيارة لبلدكم لذا المطلوب حضورك للتنسيق معك في هذا الشأن .
3.
قبل
فترة تم نصب تمثال للشاعر الروسي الأرتري الأصل بوشكين في إحدى الساحات بالعاصمة
أسمرا ، وفي أحدى جولات وزير الثقافة لتفقد الأماكن الأثرية مر على تمثال بوشكين ،
فتفاجأ الوزير بتمثال بوشكين يتحدث معه ويقول له إعتقد أنكم لا تعرفون تاريخي فأنا
كنت شاعراً فذا ومبارزاً قوياً ومن سخرية القدر أني قتلت في إحدى مبارزاتي المشهورة
، لذا كان عليكم أن تضعوا تمثالي على حصان فأنا قد تعبت من الوقوف ، إحضروا لي
حصان إمتطيه ومثقف يأنس وحشتي وأتناقش معه في الأدب ، فذهب السيد الوزير مسرعاً
للرئيس أسياس وأخبره بمحادثة تمثال بوشكين له ، فأراد السيد الرئيس أن يتأكد بنفسه
، وبمجرد أن وقف الوزير ورئيسه أمام التمثال خاطب تمثال بوشكين الوزير كنت أعلم أن
ليس هناك مثقفين في البلد لكني لم أعلم أن ليس هناك أحصنة شابة وقوية يمكن أن
تحملني لفترة طويلة لتحضر لي هذا الحصان العجوز فأشار للسيد الرئيس .
4.
المعروف عن أسياس أنه عندما يسئل عن عمره لا يقول عمره الحقيقي وفي مرة من المرات
سأله إبنه أبراهام عن عمره فقال له خمسة وخمسون سنة ، فإستغرب أبرهام وقال له كنت
إعتقدك في السبعين أو قريب منها ، فقال له أنت فاشل في التقديرات يا أبراهام ، رد
عليه أبراهام لكن يا أبي أن يكون عمرك الآن خمسة وخمسون معناه أنك عندما إلتحقت
بالثورة كان عمرك عشرة سنوات ، وقد تضايق أسياس ورغب في تغير الحديث ، فقال لايهم
يا إبني كم عمري المهم أنني حققت كل الذي كنت أطمح لتحقيقه ، وهناك الكثيرين من هم
أكبر مني لم يحققوا أي شئ من طموحاتهم ، وأنا الذي يحزنني أن هناك ثلاثة من رفاقي
رغم أنهم أكبر مني إلا أنهم مازالوا يحاولون تحقيق طموحاتهم ، فسأله أبراهام من هم
هؤلاء يا أبي؟ فقال أسياس : مسفن حقوص الذي بدأ مسيرة الـ(45)عاماً من جديد ،
وسفيرنا في كينيا محمد علي عمارو الذي قضى كل السنوات الـ(45) و لازال يتدرج في
المناصب أملاً في الوصول، و الإعلامي عبد القادر حمدان الذي قضى كل السنوات
السابقة وهو يتطلع لوظيفة حكومية .
5.
قد
تم إهداء الرئيس أسياس أفورقي في أحد زياراته لإحدى الدول الخليجية تمثال أثري جميل
، وعند عودته للبلاد أستدعى مدير المخابرات فأعطاه التمثال الأثري وطلب منه التأكد
بوسائله الخاصة عما إذا كان التمثال أثري بالفعل أم أنه مغشوش ، وبعد أيام جاء مدير
المخابرات لمقابلة الرئيس ، فبادره بالسؤال ماذا وجدتم ، قال سيدي الرئيس التمثال
أثري بالفعل ، فرد الرئيس كيف أستطعتم التأكد من ذلك ، سيدي الرئيس تأكدنا من ذلك
بإعترافات التمثال الشخصية .
6.
شاب
أرتري وجد مصباح علاء الدين فأخذ يفركه فإذ بخادم المصباح (الجني ) يتصاعد من
المصباح ويقف أمامه قائلاً : شبيك لبيك خادمك بين يديك بإمكانك ياسيدي طلب شئ واحد
فقط ، فأخذ الشاب يفكر في موضوع عظيم يمكن أن يطلبه ، وبعد برهة قال الشاب أريد
منك أن تعيد كل الجيوش الأمريكية البالغ عددها مليون جندي الموجودة خارج أمريكا
لبلادها فقد تسببت في دمار العالم ، فرد عليه الجني :هذا أمر صعب جداً يا سيدي كما
أني لا أتعامل في السياسة التي أحد أطرافها الولايات المتحدة الأمريكية يا سيدي لذا
يجب عليك أن تغيرطلبك ، ففكر الشاب الأرتري طويلاً ثم قال له : أطلب منك أن توقف
العمل بقانون الخدمة الوطنية في أرتريا ، فرد الجني : يا سيدي متى نبدأ في إعادة
القوات الأمريكية لبلادها ؟ .
7.
إجتمع مدير المخابرات الأرتري بضباطه وقال لهم كل المخابرات المشهورة لها أسماء
مختصرة مثل مخابرات الولايات المتحدة(CIA)
والسوفيتية
(KGB)
... الخ والمطلوب هو أن نجعل إسم لمخابراتنا ، فإجتهد الضباط وإتفقوا أن يكون إسم
المخابرات الأرترية (CIE)
، فذهب المدير لعرض الأمر على الرئيس أسياس ، فرفض الإقتراح وقال له من قال لك أن
لدينا مخابرات فنحن لدينا شرطة مدنية وهذا كافي بالنسبة لنا ، وأمره بتسمية
المؤسسة التي يديرها ،..... للديمقراطية والعدالة ، واخذ يشرح ديمقراطية لأنها
الموقع الوحيد الذي سيسمح للمواطن بالحديث فيه بكل ما يعرف و العدالة ألم يقولوا
قديماً الظلم عندما يعم هو عدالة .
8.
حضر
أسياس برفقة رئيس الوزراء البريطاني والرئيس الأمريكي مباراة ركبي في منطقة مكشوفة
بالقرب من بحيرة بمناسبة احتفالات الولايات المتحدة الأمريكية بعيد الاستقلال ،
وبينما المباراة في قمتها ذهبت الكرة الوحيدة بعيداً وسقطت في البحيرة المليئة
بالتماسيح المفترسة ، فأمر الرئيس الأمريكي أحد جنود المارينز بالنزول في البحيرة
وإخراج الكرة فرض الجندي الأمر قائلاً أنا لديّ زوجة وأبناء يحتاجون لرعايتي ،
فتدخل رئيس الوزراء البريطاني وطلب من أحد جنوده ذئاب الصحراء الذهاب لإحضار الكرة
فرفض هو الآخر متعللاً بزوجته وأبناءه ، فتدخل الرئيس أسياس وطلب من حرسه الشخصي أن
يذهب ويحضر الكرة ، فإذ بالجندي الأرتري يسقط نفسه في البحيرة ويحضر الكرة وقد أسرع
إليه الصحفيين مشيدين بشجاعته ويسألونه عن سر هذه الشجاعة الفائقة ، فقال لهم أنا
كذلك أريد أن أهتم بزوجتي وأربي أبنائي .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ملاحظة : رابطا الحلقتان السابقتان أدناه يتم نقلهما بخاصيتي النسخ
واللصق حتى يعملا .
رابط الحلـــقة الأولى
http://www.alnahda1.8m.com/Adumatu_files/ali%20afa%2014.htm
رابط الحلقة
الثانية
http://www.alnahda1.8m.com/Adumatu_files/afa%20dwaha%2035.htm
|
