Welcome to http://www.omaal.org g مرحباً بكم في أومال صوت جموع المناضلين من أجل الديمقراطية والسلام .. المقاومين للظلم والدكتاتورية الإنعزالية في بلادنا / صوت الذين لا صوت لهم
28/10/1445 (06 مايو 2024)
التصفح
· الرئيسية
· أريتريا في سطور
· الأخبار
· التحليل السياسي
· المقالات
· حوارات
· سجــل الخالدين
· قادة ومؤسسون
· مجموعة الأخبار
· جداول الجنود الهاربين من الخدمة العسكرية للنظام الديكتاتوري
· آداب وفنون
· دراسات ووثائق
· الاتصال بنا
· معرض الصور
· البحث
· دليل المواقع
· الذكرى 49 لإنطلاقة جبهة التحرير الإرترية
· ملفات PDF
عجبا لأربع أذرع في خمسة في جوفها جبل أشم كبير /     حامد محمد علي آدم

عجبا لأربع أذرع في خمسة في جوفها جبل أشم كبير

      حامد محمد علي آدم

Abukhaled003@yahoo.com

  

       ((وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ))

    ليس هناك شئ يفجع الروح ويفطر الفؤاد ويحرق النفس مثل فقد عزيز، إنه أكثر الأحزان والآلام توغلا في القلب والروح وحتى البدن، و ذلك أن طعم مرارته يغص به الفاقد ليل نهار، ويصعب التعايش معه أو استيعابه، وأكثر مرارات الفقد تجليا وفداحة هو الموت نهاية النهايات وغاية الغايات وهادم اللذات، ذلك أن الغربة والهجران والبعد عن الوطن والأهل وقسوة الحياة هي فقد بغيض ومرير لكنه ليس قوي وصريح وحاسما مثل الموت ، فما بالك نحن قد إجتمع معنا كل ذلك في لحظة واحدة .

مالت بنا الأرض أو زالت رواسيها

صباح يوم الأربعاء الموافق 30/12/2009م كنت في العمل عندما إتصل بي عمر باناي يبلغني وفاة عمه كمال محمد علي باناي ، فصعقتني كلماته كالتيار الكهربائي فتبعثرت الأوراق التي كنت أحملها بيدي وسقطت على الأرض ، وأحسست أن رجالي تعجز شيئاً فشيئاً عن حملي ، فتهالكت على كرسي قريب مني ، وقد توقف الزمن عند تلك اللحظة ، أخذت بترديد الأسئلة المعتادة دون وعي مني فعلمت أن عمر لا يملك تفاصيل الحادث الجلل ، وعندما أفقت من ذهول الصدمة حدثتني نفسي إذا كان هذا حالي أنا فكيف سيكون حال والدته وإخوته وأخواته الذين كان المرحوم أباً وأخاً لهم، فلملمت ما تبقى من قواي ، حتى إستطيع إدراك أبعاد الحدث الجلل خاصة أنا من كان عليه إبلاغ الخبر لأحبته فوددت أن أقضي قبل أن أحمل مثل هذه الخبر المفجع لأناس أحبهم عن شخص يحبونه أكثر من كل شئ .

الناس كلهم لفقدك واجد في كل بيت رنة وزفير

أنا في الحقيقة لم أتوقع أن يأتي المعزين بهذه السرعة ، وبهذه الأعداد خاصة أن الدوحة مدينة صغيرة و أن الوقت كان وقت عمل  ، إلا أنه بعد مرور أقل من ساعتين من وصول خبر الوفاة لمدينة الدوحة بدأ المعزين يتوافدون علينا أفراداً وجماعات رجالاً ونساء أسر وعزاب ، فضاق بهم المكان الذي أعددناه لهم فأخذنا نتوسع في المكان إلا أن عجزنا عن ذلك ، وكان المعزين يأتونا في أفواج وكلما جاء فوج ذهب الفوج الذي قبله ، وإستمرت أوضاعنا هكذا ليومان ، فقررنا أن نختم العزاء في اليوم الثالث مع إستمرارنا في التواجد خاصةً وأن الأخ صالح باناي  شقيق المرحوم كان سيسافر في اليوم الرابع للرياض ، ألا أن المعزين لم ينقطعوا ، فعجبت لذلك الأمر ، فقد حضرت الكثير من المآتم في الدوحة إلا أني لم أرى ما رأيت ، فإذا كان هذا حال الدوحة ، فكيف بالله عليك سيكون حال كرن وكسلا والرياض وجدة .

 

الحزم والعزم كان من صنيعته

ما كل آلائه  يا قوم  أحصيها

تضيع الكلمات بين الحدث والحديث عن فقيدنا المرحوم بإذن الله أبا محمد  فيعجز القلم عن رثاءه لتزاحم المعلومات والمشاعر وضعف الأمكانيات الكتابية عن ترجمتها  فقد كانت الابتسامة لا تكاد تفارق محياه , لين الجانب , حسن المعشر , كثير البشاشة صاحب قلب كبير طيب تتعجب من أخلاقه الفاضلة وسمته العالي  ووقاره العجيب وهيبته التي حباه الله بها ، بالمقابل كان رجلاً مصادماً عندما يستحق الأمر الصدام ، كانت تختلج وتختلط في صدره هموم الأسرة والأخوان والأصدقاء بهموم الوطن الأسير، أول معلومة عرفتها عن الفقيد كانت تقريباً عام 1992م وما كنت  أعرفه قبل ذلك لا يتجاوز معلومة أن لعمنا محمد علي باناي رحمة الله عليه إبن إسمه كمال موجود بالمملكة العربية السعودية ، فيوم أن عرفت أول معلومة كنت في زيارة للقائد حامد محمود  العائد وقتها من رحلة علاجية بالسعودية فسمعته يتحدث عن كمال حديث جميل  لازلت أذكره عن وعيه السياسي ونشاطه وعن الموقف الذي وقفه معه وعن الخدمات التي قدمها له ،،، وكان في حديثه كثير من الإمتنان له ، ثم أصبحت أخبار خدماته ومواقفه تتوالى عليّ من رعيل ومناضلي جبهة التحرير ممن قصد منهم السعودية خاصة وأني كنت قريب منهم في تلك الفترة ، ثم أصبحت دائرة أخبار كمال الجميلة عندي تتسع شيئاً فشيئاً خارج دائرة جبهة التحرير الأرترية في صورته الناصعة البياض إلى أن أيقنت أن الاخ كمال رجل عظيم ، فالأمر ليس سهلاً إن لم يكن مستحيلاً أن تقنع الأخرين بوجود كل هذه الفضائل لديك .

وبالمقابل عرفت معاناة كمال مع كفيله بالمملكة العربية السعودية وصبره لسنين طويلة على ذلك ، وتأثير ذلك على فرص العمل لديه وهو رب لأسرتيه الكبيرة والصغيرة ، ورغم ذلك لم تؤثر كل تلك المعاناة على مبادئه وسلوكه ومعاملته للأخرين الذين طالما قصروا في حقه .

 لئن حزنت قلوبنا وذرفت عيوننا على فراقك يا كمال فإنا والله قد فرحنا لك أن رزقك الله تلك الخاتمة , فقد كنت مصلياً قارئاً للقرآن ، و قد بلغنا من الذين كانوا معك في لحظاتك الأخيرة ، أنه رغم قصر المدة بين إحساسك بالألم ومفارقتك     الحياة ،و رغم الألم القوي الذي كان يعتصر صدرك لم تفارق الشهادة لسانك فهنيئاً لك ، ومن صام رمضان الأخير معك حدثنا فشهد لك أنك كنت صواماً قواماً قارئاً للقرآن و إنا لنحمد الله أن شرفك بتلك الميتة ونرغب إلى الله ونسأله سؤال الملحين أن يتقبلك مع الأنبياء و الشهداء والصديقين,وأن يبلغك أعلى منازلهم وأن يجمعنا بك في الفردوس .

هذه مشاعري أسطرها ولن أعترض بها على حكم وقضاء ربي، رحمك الله  يا أبا محمد وكفر عنك سيئاتك , وزاد في إحسانك , وتجاوز عن سيئاتك, وغسلك بالماء والثلج والبرد , ونقاك وطهرك من الذنوب , كما يطهر الثوب الأبيض من الدنس  وغفر الله لمن دعا لك ولسائر أموات المسلمين

 

وداعاً أبا محمد وداعاً كمال باناي إلى جنة الخلد إنشاء الله

وقبل الختام إنتهز هذه الفرصة لكي أعزي كل أحبة الفقيد أم كمال المرأة الصابرة المحتسبة وزوجة الفقيد أم محمد صبرهما الله وأعانهما على مصابهما وإخوة وأخوات الفقيد وأبناء وبنات أخيه المرحوم محمد عثمان باناي وكل أبناء أخواته ولعموم آل باناي وآل رادآي  وكل أنسبائهم وأخص منهم بالذكر الأخ المهندس إدريس دافئ  والأخ آدم شوكاي والأخ إدريس محمود جبلاي والأخ حامد نقاش ، والأخوين محمد نور عمران ، وعبد الكريم عمران   وكل أصدقاء الفقيد ، وأن يلهمهم الصبر والسلوان ، وإنا لله وإنا إليه راجعون .

أحدث المقالات
· البرنامج السياسي الم...
· لا استطيع ان انعى قا...
· بقلوب راضية بقضاء ال...
· في ذكرى الاستقلال : ...
· في ذكرى الرحيل المر ...
الدخول
الاسم

كلمة السر



نسيت أو فقدت كلمة السر؟
يمكنك الحصول على كلمة جديدة من هنا.
الزيارات غير المكررة: 43,702,988 وقت التحميل: 0.23 ثانية