Welcome to http://www.omaal.org g مرحباً بكم في أومال صوت جموع المناضلين من أجل الديمقراطية والسلام .. المقاومين للظلم والدكتاتورية الإنعزالية في بلادنا / صوت الذين لا صوت لهم
29/10/1445 (07 مايو 2024)
التصفح
· الرئيسية
· أريتريا في سطور
· الأخبار
· التحليل السياسي
· المقالات
· حوارات
· سجــل الخالدين
· قادة ومؤسسون
· مجموعة الأخبار
· جداول الجنود الهاربين من الخدمة العسكرية للنظام الديكتاتوري
· آداب وفنون
· دراسات ووثائق
· الاتصال بنا
· معرض الصور
· البحث
· دليل المواقع
· الذكرى 49 لإنطلاقة جبهة التحرير الإرترية
· ملفات PDF
رسالة مفتوحة من الرئيس الأرتري للعرب ... لا دولة للفلسطينيين،،؟ *

رسالة مفتوحة من الرئيس الأرتري للعرب ... لا دولة للفلسطينيين،،؟ *

Aldstor Jorden [1].jpg

 إدريس عبد الله أحمد

Date : 10-02-2010

نقلا عن الدستور الأردنية

GORGAAG.jpg

تحدث الرئيس الأرتري لمدة تزيد عن السبع ساعات في مقابلة له مع الفضائية الأرترية موزعة زمنياً في أربع حلقات خلال شهر يناير من العام الحالي تناول فيها - بإسهاب - العديد من القضايا ذات الصلة بمنطقة القرن الافريقي وكذلك المنطقة العربية وهي قضايا معقدة ومتشابكة.
ولكن ما شد انتباه العديد من النخب السياسية والفكرية والثقافية في ارتريا وغيرها ما قاله الرئيس الارتري في هذه المقابلة التي تضمنت جملة من المقاطع نشير إلى أهمها انطلاقاً من مبدأ الإعلام الصالح وتمكين القارئ والمهتمين بشؤون منطقة القرن الافريقي للاطلاع: بغية المساعدة في تكوين الرأي والوعي بما يجري من أحداث وتطورات في الخاصرة الجنوبية للأمة العربية ، ففي المقطع الأول لهذه المقابلة والخاص بالشأن الدولي شن الرئيس الارتري "أفورقي" هجوماً كاسحاً على الولايات المتحدة الأمريكية مندداً بسياساتها ومتوقعاً لها المزيد من الفشل والهزائم في الكثير من مناطق العالم ولكنه استبعد أن تخرج أمريكا من العراق واصفاً الرئيس "أوباما" بالقول: إنه مجرد واجهة تدار من قبل المؤسسات والشركات الكبرى ، ومحملاً كل الأزمات التي تعاني منها ارتريا سياسياً واقتصادياً وأمنياً للمخابرات الأمريكية وآخرها كان قرار مجلس الأمن رقم (1907) تحت البند السابع الذي فرض عقوبات على ارتريا مطالباً الشعب الارتري بربط الأحزمة وكأن الشعب الارتري كان يعيش في رغد الرفاهية ، لمواجهة المؤامرة الأمريكية ودون مقدمات تحولت أمريكا فجأة من الصديق الأكبر إلى العدو الأكبر من وجهة نظر النظام الأرتري،،
وفي نفس السياق الهجومي للرئيس "أفورقي" نالت كل من جيبوتي وحكومة الرئيس شيخ شريف في الصومال قسطهما حيث أكد على أن جيبوتي أصبحت محمية غربية وحكومة الصومال صنيعة أمريكا ودول "الإيغاد" معلناً عن دعمه للمعارضة في كلا البلدين.
ولكن أبرز المقاطع التي جاءت في المقابلة للرئيس "أفورقي" عندما تناول الأوضاع في المنطقة العربية وبخاصة القضية الفلسطينية بمنطق فيه الكثير من الجرأة والتدخل الطائش :عندما حسم خيارات الدول العربية وبخاصة "مصر والأردن" مقترحاً تصفية القضية الفلسطينية بضم الضفة الغربية للأردن وغزة إلى مصر ، مستنداً على أن هناك قرارا أمريكياً وإسرائيلياً لا يسمح بقيام دولة للشعب الفلسطيني وأضاف متهكماً كيف لنا أن نتصور قيام دولة فلسطينية متقطعة الأوصال ومكونة من بقايا أرض في الضفة الغربية وقطاع غزة وخلص إلى نتيجة من خلال متابعته للقضية الفلسطينية على مدى أربعين عاماً والحديث هنا للرئيس "أفورقي" بأنه لا توجد دولة إسمها فلسطين.
وبعد هذا المضمون لمقاطع من مقابلة رئيس النظام الارتري "أفورقي" تدفعنا الضرورة بأن نأخذ وقفة تحليلية نقدية تجاه كل ما تناوله ، وهنا لا بد في البدء من لفت الانتباه إلى أن تهاون الدول العربية بقضاياها المصيرية قد أوقعها تحت طائلة الآخرين الذين يسخرون من إرادتها ، وغير عابهين بخياراتها الوطنية والقومية ، وبحقوقها المشروعة ، وبمقدراتها ، وليس بمستغرب أن يكون نظام "أفورقي" العضو الجديد في تكتل الآخرين تشخيصاً ، ووصفا.
ومن خلال المتابعة المستمرة لمواقف النظام الارتري فإنها لا تحتاج إلى شواهد فهي واضحة قولاً ، وفعلاً ، وتصريحاً كلما تعلق الأمر بالقضايا العربية ، فهل من المعقول أن الرئيس الأرتري لا يعلم بالمواقف الأردنية الأصيلة المساندة والداعمة للقضية الفلسطينية بكل الإمكانات والطاقات منذ ميلادها مقدماً في سبيلها الشهداء من أبنائه الأبطال على أرض فلسطين الطاهرة إيماناً منه بعدالتها ، ومشروعيتها ، وانطلاقاً من مكانتها الوجدانية ، والروحية لدى الهاشميين على مر التاريخ فضلاً عن صلات الدم والقربى القوية ، والمتينة التي تربط الأردن دون غيره من العرب بفلسطين أرضاً وشعباً إلى يومنا هذا وبالرغم من ذلك فإن الأردن استجاب للإرادة العربية والرغبة الفلسطينية عندما وافق على فك الارتباط بالضفة الغربية في "قمة الرباط" المشهورة إبان عهد الراحل الكبير المغفور له بإذن الله "الملك الحسين" ، دعماً للقرار والسيادة الفلسطينية تحت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني. وظلت القضية الفلسطينية تتصدر أولويات القيادة الأردنية على الدوام في كل المحافل الاقليمية والدولية حيث أكدت كافة التحركات السياسية الخارجية الأردنية بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود (1967م) انسجاماً مع الإرادة الفلسطينية والعربية التي أكدتها كافة القرارات العربية والتي توجت بالمبادرة العربية السلمية التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ، ووافق عليها المؤتمرون في قمة بيروت (2002م) بغية توجيه رسالة واضحة للعالم بأن العرب أصحاب حقوق مشروعة وأراضيهم محتلة من قبل اسرائيل وبالرغم من ذلك فهم طلاب سلام وليس دعاة حرب.
وأما رسالة الأردن لإسرائيل وللعالم كانت تؤكد وفي كل الأوقات بأن الأردن ليس وطناً بديلاً وأن الأردن هو السند الحقيقي للفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة على أرض فلسطين وعاصمتها القدس الشريف.
ونفس الشيء ينطبق على الموقف المصري الكبير والمعروف تاريخياً تجاه القضية الفلسطينية لكونها الأكثر تأثيراً بالشعب المصري ، وقدمت مصر تضحيات عظيمة من أجل الانتصار للشعب الفلسطيني وما زالت مصر تقوم بدورها الريادي بالضغط على اسرائيل والقوى الدولية المؤثرة في تأكيد الحق الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني.
وبعد هذه المواقف المشهودة والمعروفة للقاصي والداني يخرج علينا رئيس النظام الأرتري "أفورقي" باستنتاجه المفضي إلى تصفية القضية الفلسطينية بهذا التصور الذي تقدم به ، ضارباً عرض الحائط بكل المواقف التاريخية للدول العربية التي ساندت الشعب الأرتري في مرحلة التحرير واعترفت بها عندما تم إعلان الاستقلال وللتذكير هنا بأن منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة الراحل الرمز "أبو عمار" كانت في مقدمة الدول العربية دعماً وتأييداً لكفاح الشعب الارتري وإذا نسي الرئيس "أفورقي" هذه المواقف التاريخية فإن الشعب الأرتري يحفظ في ذاكرته الحية ما قدمه الفلسطينيون للقضية الأرترية.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ما الذي حرك الرئيس "افورقي" في هذا الوقت بالذات ليتحدث تجاه القضية المركزية للعرب والمسلمين بهذا الشكل الذي فيه الكثير من التجني على عظيم التضحيات التي يقدمها شعبنا العربي بكل فصائله في فلسطين المحتلة ولا مجال هنا لإستعراضها لكونها راسخة ولا تحتاج إلى تأكيد فهي تتحدث عن نفسها عبر التاريخ وفي كل يوم جديد بشهدائها ، بجرحاها ، بمعتقليها ، بقضم الأراضي ، بالإغلاقات ، بالحصار الظالم ، وبكل الأعمال الحربية العدائية وآخرها حرب غزة التي تمارسها قوات الاحتلال الاسرائيلي؟؟
وفي اعتقادي المتواضع أن الرئيس الأرتري بنى موقفه هذا على أساس مشاهد الضعف المستشرية في الجسم العربي والوضع المأزوم الذي تمر به الدول العربية فمثلاً السودان مرشح لينقسم إلى دولتين واحدة في الشمال وآخرى في الجنوب ، والعراق موزع في ثلاثة أجزاء ، شيعة ، وسنة ، وأكراد ، والصومال منقسم على حاله بين الصومال الأم ، وأرض الصومال ، واليمن منشغل بين نوازع الحرب في صعدة ضد الحوثيين ومطالب ما يسمى بالحراك الجنوبي المنادية بالعودة إلى ما قبل الوحدة ، وفي المغرب العربي الوضع المتأزم ما بين المغرب والجزائر بسبب جبهة البوليساريو المطالبة بالانفصال عن الوطن الأساس المملكة المغربية. وفي فلسطين حالة الانشقاق الأليم بين حركتي فتح وحماس المستعصية عن الحل والوصول إلى اتفاق بالرغم من الجهود المصرية المكثفة على مدار عام ونصف بغية تحقيق المصالحة بينهما.
لذا فمن الطبيعي أن يتقدم الرئيس الأرتري بهكذا رؤية استثماراً منه لحالة الضعف العربية والوضع المأزوم الذي تعيشه الدول العربية والتفكك الذي ينتظر بعض الكيانات العربية في القادم من الأعوام ، ليقدم عربون محبة خالصا لإسرائيل التي لم يتعرض لها لا من قريب أو بعيد ، بل أكد أنه ينوب عنها في مخططاتها الرامية بإطلاق أفكاره الداعية إلى تصفية القضية الفلسطينية بغية مساعدته بالضغط على أمريكا بإلغاء قرار مجلس الأمن رقم (1907) الذي فرض عقوبات على النظام الأرتري مؤخراً.
وهنا يحضرني مقال قرأته في هذه الأيام للكاتب "قدري حنفي" من الأهرام المصرية ، يشير فيه مستذكراً ما كتبه "بريجنسكي" مستشار الامن القومي الأمريكي في عهد الرئيس الأسبق "جيمي كارتر" وما أسماه"بقوس التوتر الممتد من أفغانستان مروراً ببحر قزوين وصولاً إلى البحر المتوسط وباب المندب في البحر الأحمر مرجعاً أسباب التوتر إلى أن هذه الدول متعددة الأديان والطوائف وربما الأعراق ورأى أن إزالة هذا التوتر يستدعي تحويل هذه الدول إلى دول أحادية الدين والطائفة. وأشار إلى عدد من الدول العربية التي يجب محاولة تقسيمها وذكر كلا من العراق ، السودان ، مصر ، السعودية ، فإذا كان هذا يدور في أذهان المفكرين الأمريكان ويشاطرهم فيه بالطبع الاسرائيليون منذ عشرين عاماً فإننا اليوم نراه واقعاً ملموساً في بعض الدول التي تقدمنا بذكرها فمن الطبيعي أن يتوافق الرئيس أفورقي مع تلك المدرسة التي دأبت في وضع المخططات من أجل تمزيق وتفكيك الدول العربية ولذلك عندما يقول الرئيس أفورقي للأرتريين من يريد أن يتمسك بالهوية العربية لإرتريا "عليه أن يبحث عن وطن آخر ، بمعنى أن أرتريا القومية التجرينية المنتمي إليها".
لذلك فإن تناولنا لمقابلة الرئيس "أفورقي" تأتي في سياق تسليط الضوء توضيحاً من موقع المتابع وطرح مناقشة مفتوحة حول ما يحاك للأمة من مخططات الآخرين التي تحاصرها من كل الاتجاهات بهدف خلق الأزمات والحروب والنزاعات داخل الأقطار العربية وصولاً إلى تقسيمها.
وفي كلمة أخيرة للنظام في أرتريا فإن ارتماءه في أحضان المخططات الاسرائيلية وتبني أجندتها وتسويق أفكارها حتماً لن تخدمه بشيء ولن يحقق من ورائها أية مكاسب ، ولن تفك عزلته بل تزيده عزلة وتخبطاً تتقاذفه أمواج الحاجة بين الانضمام لمعسكر إيران لأهداف تكتيكية أو الانضمام لمعسكر اسرائيل لأهداف استراتيجية ، وبالنهاية وكما يقال ما هكذا تورد الإبل.

كاتب وباحث في شؤون القرن الإفريقي

أحدث المقالات
· البرنامج السياسي الم...
· لا استطيع ان انعى قا...
· بقلوب راضية بقضاء ال...
· في ذكرى الاستقلال : ...
· في ذكرى الرحيل المر ...
الدخول
الاسم

كلمة السر



نسيت أو فقدت كلمة السر؟
يمكنك الحصول على كلمة جديدة من هنا.
الزيارات غير المكررة: 43,725,444 وقت التحميل: 0.19 ثانية