صح النوم يا أستاذ نصر الدين

علي عافه إدريس

aliafaa@yahoo.com

      لقد نشر يوم أمس الأربعاء الموافق  28/4/2010م مقال للأستاذ/ عثمان نصر الدين بعنوان( عفواً يا سادتي الكرام مازال مؤتمر الحوار يتأرجح ) وعلى الرغم من أن المقال طويل جداً إلا أن كاتبه لم يأتي بجديد يمكن مناقشته فيه ، فقد أجتهد في عرض التصريح الصحفي الصادر عن حزب الشعب الديمقراطي بتاريخ 22/4/2010م ، وهذا ما سبق وأن تناولناه في مقالنا (حزب الشعب وسياسات التعطيل في إنتظار المجهول) الشئ الذي أغضب الأستاذ نصر الدين ،  و من الواضح أن الأستاذ من ملتزمي حزب الشعب لذا لم يخاطر بالخروج عن الخطوط العريضة التي خطها الحزب في تصريحه وهذه نقطة تحسب له وليس عليه تنظيمياً ، أما في غير ذلك فهي تنقص من قيمة الذي كتبه ، ولان المذكور لم يأتي بجديد كان من المفترض علي عدم الرد عليه ، إلا أنه قد تهجم عليّ وعلى الأستاذ سليمان مندر  وأورد بعض المعلومات غير الصحيحة عني ، وكل ما أود الرد به هو تصحيح المعلومات المغلوطة عني وبالتأكيد للأستاذ سليمان مندر الحق الكامل في الرد بالأسلوب الذي يراه مناسباً وهو بالتأكيد قادر على ذلك .

نصر الدين والإدراك المتأخر :

يبدو أن الأستاذ عثمان قد أدرك ما حدث متأخراً ، فقد استفاق صاحبنا بعد نشر المقالات الثلاثة التي يتحدث عنها ، وقد أبدى استغرابه في نشر المقالات بعد يومين من صدور تصريح حزب الشعب ، ويرى أن هذا الأمر قد أثر كثيراً على موضوعية ومنطق كاتبيها ، وأنا أقوله له صح النوم يا سيدي  فالمسألة لم تبدأ عند صدور التصريح الصحفي لحزبكم في 22/4/2010م ، وحالتك هذه  تشملها إحدى حالتين: أم أنك غير متابع وتابعت بعد صدور التصريح الصحفي لحزبكم وكان عليك في هذه الحالة عدم المخاطرة في الدخول في مواضيع أنت لست ملماً  بها ، أم أنك متابع ولديك مشكلة في الإدراك  وفي هذه الحالة الله يعينك، فالأمر يا سيدي قد بدأ منذ فترة في غرف البالتوك بتدشين من السيد الرئيس ولد يسوس عمار ثم أتبع ذلك سلسلته المرتبة والمدروسة (رئيس حزب الشعب يجيب على أسئلتكم) التي شن من خلالها حملة أضخم من تلك التي كانت في غرف البالتوك ، ولم يقصر المسئول المخضرم لإعلام حزب الشعب السيد منقستاب أسمروم في إستلام زمام المبادرة من الرئيس ليتحفنا هو الأخر بمقال من ثلاثة حلقات إستعرض فيها كل ما لديه ولدى الحزب من عضلات وحرق فيها الأخضر واليابس ، وتبعه في ذلك السيد أرتعا عضو المكتب التنفيذي فأدلى بدلوه  هو الأخر مخافة أن تفوته فرصة المشاركة في مثل هذا المهرجان و شن بدوره حملة على التنظيمات التي لها أجنحة عسكرية متهماً إياها استخدام الوسيلة النضالية للدعاية والمزايدات السياسية ، كما أنه لم ينسى ملتقى الحوار الوطني فكال له من نفس الاتهامات .

ومع كل هذا الخير الوفير من حزبك  إتهمتنا بأننا مسعري حرب متناسياً الذي قام به كل هؤلاء الجهابذة ، وكان الأولى بك  أن توجه رسالتك لهم بالطرق التنظيمية بدلاً أن تستل سيفك دفاعاً عن الباطل ، وما قمنا به ياسيدي لم يخرج عن إطار الدفاع عن ما نؤمن به مقابل الصلف  و العجرفة والإدعاءات الكاذبة التي تمس أهم تطلعاتنا ولإسقاط سياسة أكذب وردد كذبتك حتى يصدقها الناس .

عضويتي المزعومة في اللجنة التحضيرية :

       يقول الأستاذ نصر الدين( ولا أريد أن أقول إني سمعت وبعض السمع إثم أن وجود الأستاذ عافة في اللجنة التحضيرية بإعتباره شخصية مستقلة كان أحد الإعتراضات التي تقدم بها حزب الشعب فيما يتعلق بـ الـ 8 من المجتمع المدني.  وسبب الإعتراض أن الأستاذ عافة غير مستقل بل عضو أصيل في إحدى التنظيمات الوطنية.) لا أدري من أين أتى الأستاذ نصر الدين  بهذه المعلومات عن عضويتي في اللجنة التحضيرية لملتقى  الحوار الوطني ، فهذا شرف لم أتحصل عليه ، كما أني لست عضو أصيل أو غير أصيل كما يزعم في أحد التنظيمات الوطنية ، ولا أدري إن كان هذه المعلومات الخاطئة التي بنى عليها تحليلاته ناجمة عن ضيق أفقه أم ضحالة معلوماته ، أم أن ذلك ناجم عن المعلومات الخاطئة التي يزود بها حزب الشعب ملتزميه في إطار سعيه لتبرير الموقف المريب الذي وقفه من ملتقى الحوار .

الغريب في الأمر أن الأستاذ نصر الدين في سعيه للنيل مني قد وقع في المحظور فقد أورد مبرر كان قد تنكر له الحزب في الفترة الأخيرة وهو ما ذهبنا إليه في مقالنا الذي أغضب السيد/ نصر الدين فقد أكدنا بالدليل الملموس أن مبررات حزب الشعب لتعطيل الحوار بدأت بضيق الوقت ، ثم أخذوا يركزون على ضرورة إعادة تشكيل اللجنة التحضيرية لعدم تمثيلها لقطاعات الشعب المختلفة ، وعندما أحسوا أن هذا المبرر واهي ويمكن للآخرين أن يتنازلوا حرصاً على المصلحة الوطنية باغتوا الجميع في تصريحهم الصحفي بضرورة أن يسبق إلتئام مؤتمر الحوار قيام التحالف الديمقراطي الإرتري ببذل الجهود والمبادرات اللازمة والكفيلة بحل القضايا والمشكلات العالقة التي خلقت حالة إنعدام الثقة بين أعضائه ومن ثم التوجه إلى عقد مؤتمر الحوار المنشود .

 يا أستاذي الفاضل : مبرر تكوين اللجنة التحضيرية أنكره حزبك وأدعى أن المسألة هي أكبر من ضيق الوقت وتكوين اللجنة التحضيرية فالقضية هي قضية حوار ، ويمكنك مراجعة حزبك في هذا الموضوع فالظاهر إنك خارج التغطية ، أما نحن فقد كان لدينا الجرأة والشجاعة ياسيدي الفاضل لقول الحقيقة كاملة فخياراتنا واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار ، أما أنت ياستاذ  فينقصك الكثير  و أول الأشياء التي تنقصك عدم وعيك لما أنت فيه .

يقول الأستاذ نصر الدين أيضاً (وبمجرد قراءتي لمقالته تيقنت أنه لا يصلح لأن يكون في لجنة تحضيرية مهمتها الإعداد والتحضير بشكل شفاف ومستقل. ) كان بودي أن أترفع من الرد على مثل هذه المقطع إلا أني خشيت أن تفهم الأمر ضعف مني فليس مستبعد أن يختلط الأمر عليك فأنت الأمور مختلطة عليك في مواضيع أوضح من هذه  وللرد عليك في هذا المقام سأتمثل بقول المتنبي :

‏وإذا أتتك مذمتي من ناقص *** ‏فهي الشهادة لي‏ بأني كامل

الحقائق التي حاولنا طمسها :

 يقول السيد نصر الدين متهمنا بطمس الرأي الآخر  (  ولأنني قد أعود لمناقشة الافكار التي صاغها وقدمها الأخوان كحجج تدعم ما ذهبا إليه من قراءات واتهامات في وقت آخر، أود هنا فقط أن استأنس بما أورداه لأقول الرأي الآخر الذي حاولا طمسه لشيء في نفس يعقوب. )  يا سيدي الفاضل لم تقل لنا ما الذي  طمسناه في الرأي الآخر ، فتصريحكم واضح لا يحتاج لتوضيحات كما أن الكلمات والمصطلحات التي حاولتم الإختباء وراءها  قد فشلت في إخفاء الهداف والمرامي الحقيقية من هذا المقاطعة ، إلا أني عزيزي الفاضل أخشى عليكم الإنتظار أكثر من ما ينبغيً في إستمرار حالة الإعتماد على خبرة كل من مسفن حقوص وأدحنون وعلاقاتهم بالقيادات العسكرية والمدنية في أرتريا .  

أنصرك أخاك ظالماً أو مظلوما :  

يقول الأستاذ نصر الدين ( وقبل كل شيء أقول كنت اتعشم خيراً ونضجاً من الأخ سليمان مندر لكونه يعيش في بلد ليبرالي ديمقراطي كنت اتوقع منه أن يكون ["حقاني"] ويلتزم بحق القول المأثور (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً)

في حقيقة الأمر يا أستاذ عثمان نصر الدين  أنت تستحق عضوية حزب الشعب بإمتياز على هذا القول المأثور الذي أوردته انصر أخاك ظالماً أو مظلوما ، فهذا يا أستاذي الفاضل حديث صحيح أخرجه البخاري في صحيحه والإمام أحمد في مسنده و الترمذي في سننه وغيرهم ولفظه في البخاري عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، فقال: رجل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنصره إذ كان مظلوماً، أفرأيت إذا كان ظالماً كيف أنصره؟! قال: تحجزه أو تمنعه من الظلم، فإن ذلك نصره .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته