Welcome to http://www.omaal.org g مرحباً بكم في أومال صوت جموع المناضلين من أجل الديمقراطية والسلام .. المقاومين للظلم والدكتاتورية الإنعزالية في بلادنا / صوت الذين لا صوت لهم
12/11/1445 (19 مايو 2024)
التصفح
· الرئيسية
· أريتريا في سطور
· الأخبار
· التحليل السياسي
· المقالات
· حوارات
· سجــل الخالدين
· قادة ومؤسسون
· مجموعة الأخبار
· جداول الجنود الهاربين من الخدمة العسكرية للنظام الديكتاتوري
· آداب وفنون
· دراسات ووثائق
· الاتصال بنا
· معرض الصور
· البحث
· دليل المواقع
· الذكرى 49 لإنطلاقة جبهة التحرير الإرترية
· ملفات PDF
إرتريا  ... بين أحلام الماضي وحسرة الحاضر  / بقلم ابووائل

إرتريا  ... بين أحلام الماضي وحسرة الحاضر 
ما أروع الماضي الأِرتري حينما يلوح في آفاقه العريض ، مشاهد حية منحوته  في الوجدان والأفئدة ، وملاحم من مناقب شعب تواق للحرية والأنعتاق منذ ظهور الخليقة على الأرض ، الذي خلق من تربتها الطاهرة لتصبح كل العناصر التي تدخل في مكونات أبدانه إرترية خالصة ... دمه ... لحمه ... عظامه ... شجونه ... أحلامه ...  تلك التربة الطاهرة التي تضمها  الخارطة السياسية    الأرترية  من أقصى الشمال في رأس قصار إلى أعماق  الجنوب حيث باب المندب مدخل الثقور الأرترية ، إلى إمتداد نقطة تاجوراء ... أرض الطراز الأسلامي ، تلك  الأرض  الطاهرة التي تشرَّفت بإستقبال صحابة رسول الله صلى الله عليه أفضل السلام ، وأرض الهجرة الأولى من الأطهار الأتقياء قبل أن تطأ أقدامهم ديار المدينة المنورة  ...  مدري  بحري ... مرب ملاش ...  أرض الأجاعز ... سنيوس إرتريوس ... إرتريا  الحديثة ، حيثُ ما وجد الأرتريون الأُباة ، في ربوع هذا الأِمتداد الزاخر بالكرم والبطولات والشموخ والعزّة . أما صناعها من الأبطال الأوفياء كثُر  ،  بعدد ذرات تربتها الغالية ومعادنها الثمينة التي تعكسُ أصالة  رجالاتها في ساحات الوغى ... ودماء شهدائها الممزوجة  بتربتها الطاهرة  ، ومن هؤلاء الأبطال ذلك البطل الشهم   ...  دمات ود أُكد  .. وعناده الصلب المعروف في وجه الأستعمار الأيطالي الفاشي ، والذي تغنى بأشعاره  الوطنية كل أبناء الوطن الغيارى  ، الأسير  الذي كان   يعاني ويئن من وطأة البطش والأرهاب وفنون التعذيب الوحشي الفاشي ،  وكلما وقع بصره على جواده الذي سقط من على صهوته بفعل الأستعمار الفاشي  المعروف بإسم سوتاي من نافذة الزنزانة ، كان يزداد حسرة حينما يشاهده في قبضة الكربنجير من البوليس الأيطالي  ، مُردِّداً  شِعره المعروف مستنكراً ومندداً بأعتقاله ومصادرة جواده  ، حيث  كان يزيده الشعر الحماسي   قُوة ، وتحدياً ، وإيماناً راسخاً ، بضرورة وأهمية حرية الأنسان الأرتري والعيش بالكرامة والكبرياء في ربوع وطنه العزيز ، ومن هذا الشعر نورد البيت التالي  (- إباِّ ربِّ بيلَيَّا وإبا قوُماَت ود أُسور  .. أنا وإنتَ وسوتَايْ مُوتْناَ قبْأتْ إبْ أُسور -) وشعار الرفض  المعروف ضد الطغاة الفاشستي (- أبوكي وآمنة من وّلدا فلجا .. إقِل طليان إيشقِّي عرشت إندي شَلَّجاَ -) .
 ولدميخائيل سلمون .. حاكم هزقا ١٨٦٨-١٨٥٥  البطل الذي كان يمتد سلطانه إلى أرض البوقوص والذي خاض معارك طاحنة من هضبة حماسين إلى منطقة واق بإقليم ولّلو لوقف الأعتداءات الأثيوبية  الذي غدر به ألولا حاكم التجراي بعد أن تم إستدراجه بدعوة التفاوض وتم إعتقاله في التجراي ولقي حتفه أسيراً هناك ، بعد المواجة القوية التي هزم فيها يوهنس ونزعته التوسعية لأحتلال مصوع وكرن .  
 بهتا حقوس .. المعروف بمقاومته الأستعمار الأيطالي والمعروف بعبارته الشهيرة التي كانت تحملُ معاني  التحدي والرجولة حيث قال في وصفه للفاشيين (- أيها الشبيه بعيون القط وشعر القرد والشفاه الأبيض أنت حمار البحر الذي جاء عابراً سبعة بحار ، ألا تعرفُ إن إرتريا أعظم من إيطاليا -) وفي ديسمبر ١٤ من عام ١٨٦٩ قام بتجهيز ٢٠٠٠ مقاتل لمحاربة الأيطاليين ، قائلاً في حملته (- الأيطاليبن قاموا بإحتلالنا وإحتلال أرضنا ،  لنطردهم معاً لنعيش ساة في وطننا -) علماً كانت السلطات الفاشية ومن خلال مخبريها تعلم بالمواجهات العسكرية بين بهتا حقوص والملك منليك بين عامي ١٨٨٧-١٨٨٨ حيث إستمر هذا الخلاف إلى  العام ١٨٩٣ بسبب أطماع الأخير  التوسعية على حساب الجيران ، حيث كانت محاولات الغدر ضده مستمرة من قِبل الملك منليك مهندس الأطماع والتوسع والتسلط ، كما قام ألولا بمجازر بشعة ضد المواطنيين العُزّل من الأرتريين والذي إمتدت أحقاده الدفينة إلى منطقة دقا وتحديداً الجبل المعروف ( كتاي  ألولا غرب مدينة أغردات) وذلك نسبةً للجريمة البشعة التي إرتكبها في هذا المكان  بقتل الأطفال الأبرياء وقتل المشايخ في الخلاوي ونهب المواشي وتحويلها إلى شمال إثيوبيا شأنه في ذلك شأن عصابات والقايت التي تأتي إلى إرتريا وتنهب المواشي من أهالي القاش وبركة ، علما قد تلقى هزائم كبيرة وخسائر فاضحة علي يد المهدية أولا ثم الدقلل موسى في منطقة جبل بيشا وتقع هذه المنطقة غرب مدينة أغردات بالقرب من منطقة شقلت ويتغنى أهل االمنطقة بالقصائد الشعرية باللهجة البجاوية كان قلها الدقلل همد في ذاك الزمان وهي قصائد تعبرعن النصر لكبير الذي تحقق والهزيمة الفاضحة التي تلقاها جيش ألولا وحتى الحيوانات المتوحشة والنسور أكلت منها وقةً طويلا  كما تلقى هزيمة مماثلة في منطقة القدين في ساوا حيث كان يقود الحملة أحد من قادته يدعى إسمه ودي مراط وقتل في بوابت القدين وهزم جيشه شر هزيمة والمكان اليوم يعرف بي كتاي ودمراط في منطقة لقدين .

وكثيرون من الأبطال الغيارى  الذين شهدوا موجات الأحتلال الأبيض الذي إخترق مياهنا وثقورنا عبر البحار في تعدٍ سافر في محاولاتٍ يائسة وذلك من أجل إذلال شعبنا ونهب ثرواتنا وكذا أباطرة الأمحرا التوسعيون على حساب دول الجوار بالنهب والقتل وتزير الحقائق التأريخية . إذن تلك هي الجذور وهؤلاء هم العمق  المطمور في أعماق التأريخ الأرتري  الأصيل ، الذي أنبت شجرة  الحس الوطني المتوارث منذ الأزل  والتي حافظت من الناحية التأريخية على وجودية الخارطة والموقع الفريد الذي يميزُ شعبنا عن الآخرين ، من أصحاب الأطماع التوسعية والأحتلال بمختلف فنون وأصناف الألتفاف على حقائق التآريخ ، وبالتالي تجلت تلك المراحل في المحافظة على الخارطة السياسية المؤشرة تأريخياً التي نعيش واقعها التأريخي اليوم ، وذلك تأكيداً على عكس الأدعاءات الأثيوبية فيما مضى من حقب التوسع  ،  وإدعاءات إثيوبيا هيلي سلاسي ومنجستو هيلي ماريام التي   جعلت من إيطاليا صنيعة وطننا الغالي إرتريا ، والتي يسبح على أحلامها نفر من مثقفي الأمحرا من أمثال البروفسور دانئيل كندِيي في بعض كتاباته الخالية عن  الحقائق التأريخية حول إرتريا وموقف حزب إثيوبيا آند الذي لايقر بالسيادة الأرترية في أدبيات الحزب وشعاراته التوسعية التي لاتخلوا من الأفكار القديمة لأسلافه الأمحرا ، فإذا كانت إثيوبيا تعيش مراحل تأريخية تُثبتُ وجودها الفعلي بمشاهد  حكامها  وملوكها  وأباطرتها كمشاهد حية لتلك المراحل من أمثال رأس ألولا والأدعاءات الخالية عن الحقائق حول علاقته بإرتريا ، والملك ثيودور ملك أقليم قندار الذي أجبر الملكة زوديتو للتنحي وإبنها رأس علي بالقوة في جوٍّ من الصراعات الداخلية الحادة لعدم إنتمائه للأُسرة  المالكة ،  والملك يوهنس وحملاته الصليبية مع شعبه من المسلمين الجبرتة وطردهم عن ديارهم بالقوة والجبروت وعلاقاته المترديّة بدول الجوار إلى أن لقي حتفه بيد الدراويش ( الثورة المهدية ) في السودان في موقعة المتمة المشهورة وغيرها من الصراعات الداخلية بين أباطرتها وملوكها والأنفراد بالأقاليم والتقسيمات الأدارية والأجتماعية و السياسية و الأقتصادية في إنعدام الخارطة السياسية الموحدة التي نشاهد خطوطها اليوم ، والذي  تم التحامها  في خارطة ٍ سياسية واحدة في عهد الملك منيليك ، فالتأريخ الأرتري بالمقابل كان حافلاً بالحكام والوجهاء والسلاطين الذين قاموا برسم الملامح التأريخية للخارطة السياسية الأرترية منذ القِدَم ، ومن هنا سوف يذكر التأريخ أمجاد هؤلاء الأبطال من أمثال  دقلل في بركة  ، وكنتيباي أجويد الساحلي ، وشوم حمد ، وسلطان علي مرح الدنكلي ، وهداد السنحيت وعنسبا ، ونائب البلوي السمهري ، وبيك عبي ، وناصر  بيك ، و ولديخائيل سلمون ، وبهتا سقنيتي ، ودمات ود أُكد وغيرهم من أبطال الصفحات الأولى بالمجد والأمتنان .
 هذه العناصر والمكوِّنات الأجتماعية الزاخرة بالعطاء والوجوهية التي أثبتت من خلال تفاعلاتها المحافظة على الكيان الأرتري المتميِّز  في المكان والأزمان والخصوصية ورسمت لوحة الأطار الأرتري  بعيداً عن التناحر والحروب ،  كانت تمثل بحق مرجعية التأريخ للكيان الوطني والهوية المميزة للشعب الأرتري  البطل .  وتوالت الموجات التي تعكسُ الهوية بوجهائها التأريخيين التي لم تنتحل ، ولم تدَّعي بهوية ، خارج الأطار الأرتري الذي رسمه الأماجد منذ القِدَم ، تتقدمهم كوكبة من حُماة الوطن الأُباة .. وعلى سبيل المثال وليس حصراً الشيخ إبراهيم سلطان علي ..  المحامي عبد القادر كبيري ... رأس تسما .. الشيخ إدريس محمد آدم الشيخ محمد داود حفيد سيدنا مصطفى ودحسن  وغيرهم من أبطال الصفحات النّاصعَة  في التأريخ الأرتري ، حيث كانت هذه الكوكبة مدعومة  بكوكبةٍ أخرى تعكس وتُعبر عن الوجه الثقافي الأصيل للشعب الأرتري ، كما حافظت على الثوابت المبدئية التي تتعلق باللغة العربية بشقيها الثقافي والأيماني وذلك بالقيام في أداء خطوة تأريخية لترسيخ وإحياء مفاهيم الهوية التأريخية للشعب الأرتري  ومنها على سبيل المثال وليس حصراً مفتي الديار الأرتري إبراهيم المختار .. القاضي الأمين .. القاضي موسى القاضي أبوعلامة
 القاضي إدريس .. القاضي أكد هرودا ... القاضي أونور شنقراي .. القاضي وشيخ السوق  محمد آدم بيوداي   .. القاضي الشيخ حسن كفل .. شيخ السوق الشيخ عثمان همد .. الشيخ محمد حامد شيخ الخط ... سيدنا مصطفى ود حسن ... سيدنا شيخ الأمين وخلاويه التي إستوعبت كل المسلمين على مستوى إرتريا وكرمه المعروف وإستضافته لكل من يئم المسجد خارج منطقة القدين وساوة لتلقي العلم وحفظ القرآن الكريم وتفسيره ... شيخ محمد عبدالله .. الشيخ  سيدنا خليل .. سيدنا حسن تيتة ..   شيخ عبدالله أُزوز ..مؤسس المعهد الديني الأسلامي بمدينة أغردات ...  الداعية الأسلامي  الشيخ محمد صالح .. والأساتذة الأجلاّء الزعيم الوطني عثمان صالح سبي .. أبوبكر تكليس أمحراي .. عجيل عبدالرحمن.. نجاش آدم .. صالح محمد محمود .. يوسف علي أسد .. صالح حمدي .. محمود سبي .. عمر الناتي . عمر عُمران ..حمودة ..  عمَّار سليمان داود .. محمود محمد علي حامد كنوني ..  إمام عبد الرحمن .. جعفر فللي .. آدم محمد سعيد .. محمود محمد نوراي .. صالح فكاك أبو الحسن .. جِمِع محمد علي .. عثمان محمد علي .. عبد الله كرار هداد ... عيسى سيد .. عبد الله علي أسد ... محمد علي أبوبكر... عثمان زَرؤُم ... محمد نور فايد ...    وغيرهم من الوجهاء  والمعلمين ممن لم يسع  ذكرهم في ثنايا هذا المقال المتواضع ،   والذين إستبسلو في أداء رسالتهم الأجتماعية والثقافية والأنسانية حيث كانوا رمزاً ومعلماً من معالم  الوجود الأرتري وملامحه الوطنية التي تُمثل حضوره التأريخي بين الأُمم  ... رحمهم الله  وأسكنهم فسيح جناته لمن لقي نحبه  وأطال الله في عمر الأحياء منهم .
إذن هذه كانت البيئة الأجتماعية والتأريخية التي تفاعلت في إحياء التراث الأرتري وساهمت في رسم الملامح الأرترية القديمة الجديدة  و أبدعت في تحديد وتأشير اللوحة الوطنية الجميلة في إطار يُميِّزُ الحدود الأرترية التأريخية التي توارثتها الأجيال .
هذه النخبة الأرترية وغيرها من العناصر الوطنية شكلت الأرضية الخصبة للنخب الوطنية التي بدأت بتأسيس الأحزاب الوطنية التي كانت تنادي بإستقلال إرتريا في إطار الكتلة الأستقلالية بقيادة الزعيم الوطني إبراهيم سلطان علي . حيث كان الدور الذي قامت به هذه الكوكبة بمستوى الشعور الوطني المتوارث منذ الأزل ، ولولا وجود وثبات هؤلاء الكوكبة من الرجال الذين وقفوا حجر عثرة أمام التحديات الأستعمارية الخطيرة وعملاء حزب الوحدة الأذلاء لأصبحت إرتريا بلا حدود وملامح ووثائق في أروقة الأمم المتحدة وقضية داخلية يصعب تعريفها وإقناع العالم بفرزها عن إثيوبيا . علماً وضع الدستور الفيدرالي الديمقراطي خبراء قانونيون من الأمم المتحدة وذلك نقلاً عن النمط الفيدرالي السويسري  حيث كانت تحوي مواده  وفقراته القانونية على المبادئ العامة لحقوق الأنسان   وصيانة حقوقه المشروعة في حرية الكلمة  وحرية الصحافة وبرلمان منتخب إنتخاباً ، وكانت إثيوبيا الأمبراطورية تتولى فيه حقائب الدفاع والخارجية والمالية  والتجارة الخارجية  ، وبالرغم من إن النظام الفدرالي ووصاية الأمبراطور الأثيوبي هيلي سلاسي عليه لم يكن ضمن رغبات الشعب الأرتري الذي لم يؤخذ برأيه في القرار الدولي المشؤوم إلاّ إنه جاء كحل وسط بين المطالب الوطنية الأرترية وموقف حزب أندنّت العميل الذي عبّر عن رغباته الحقيقية في ضم إرتريا إلى إثيوبيا بقيادة  العميل سيئ الصيت أسفها ولدميكائيل والقوى الأستعمارية الأخرى التي حققت مكاسبها من خلال هذا العميل ، ومن ضمن الأسباب التي عجَّلت قرار الضم هو ذلك الأنقسام الحاد الذي أحدثه الدستور الديمقراطي الفيدرالي في أوساط إدارة هيلي سلاسي ، فالرأي الأول كان يطرح أن تُحظى كل الأقاليم الأثيوبية بالحكم الفيدرالي وفي ذلك شأنها شأن إرتريا ، حيث كان يقود هذا التيار أكليلو هبتي ولدي
 وزير الخارجية ثم رئيس الوزراء لاحقاً
  يِلما دريسا وزير المالية
 جيتاشو تخلي هواريات  وزير الأعلام
أببي رتا وزير الصحة وآخرون مثل العقيد ورقنه جبيهو رئيس الحرس الوطني الخاص للأمبراطور هيلي سلاسي  .
أما  الرأي الآخر كان يقوده  الأمبراطور هيلي سلاسي الذي كان أشد تخوفاً من الدستور الفيدرالي الديمقراطي وكان معه في هذا الموقف إندالكاشو مساي ممثل التاج الأثيوبي في إرتريا .
ومن هذا المنطلق بدأت تخوفات هيلي سلاسي تزداد من إشاعة الدستور الديمقراطي في عموم إثيوبيا وتنامي أفكار الجنرال منجستوا نواي وشقيقه قرمامي نواي اللذين إعدما ومثلا بجثتيهما في ساحات أديس أببا بعد أن قاما بمحاولة إنقلاب فاشلة للأطاحة به في مطلع الستينيات ، حيث قام بتعطيل وتقويض مواد الدستور الأرتري ومنع مشاركة الأحزاب الوطنية ، وقد إتسعت هوة التدخل السافر في شؤون الأتحاد ، حيث قال ممثل الأمبراطور في الثامن والعشرين من مارس ١٩٥٥
كلمته المشؤومة وذلك إيذانا لنوايا الضم القادم (- لايوجد شأن داخلي وآخر خارجي لأرتريا وسوف لن يكون في المستقبل ، بل هناك مكتب ممثل الأمبراطور هيلي سلاسي في توجيه شؤون الأتحاد -)  وكانت هذه المرحلة من أخطر المراحل التي شهدتها إرتريا في تلك الفترة حيث كانت مرحلة الرفض القاطع لممارسات إثيوبيا وقد شهدت هذه المرحلة تنحي تدلا بايرو ، وتحديات الزعيم الوطني إدريس محمد آدم ومجابهته للمشاريع الأثيوبية ، كما شهدت هذه المرحلة  منع الأحزاب الوطنية من المشاركة في الأنتخابات وذلك تمهيداً للضم القسري الذي تم إعلانه في ١٥ من نوفمبرعام ١٩٦٢
زبرقي طهاينا زنجوسي نِجوسنا في أعمق معانيها - لم يأتي العميل أسفها ولدميخائيل من فراغ ولا بمحد صدفة أو في تنافسٍ شريف في عهد الأتحاد الفيدرالي ، بل كانت هناك قوة إحتياط لايستهان بها من الأرتريين تخدم البلاط الأمبراطوري في إثيوبيا ، وبمراتب تفوق مراتب الأمحرا وكان العميل أسفها ولدميخائيل العنصر الأساس فيها ، حيث كانت هناك عناصر أساسية في الحقول الوزارية والدبلوماسية والعسكرية نورد منها الأسماء التالية
- الجنرال أمان عندوم     قائد القوات الأثيوبية المرابطة في منطقة    أوغادين ، رئيس اللجنة العسكرية المؤقتة الدرق.
- لورينزو تأزاز      وزير الشؤون الخارجية .
- إمبايي ولدي ماريام    وزير العدل
- كفلي إزقي يحدقوا   رئيس المحكمة العليا .
- جبري مسقل كفلي إزقي   وزير التعليم .
- جبري مسقل هبتي ماريام    وزير البريد والبرق والأتصالات .
- داويت عقبازقي   وزير دولة في وزارة الخارجية .
- أسفها ولدي ميخائيل   وزير العدل .
- سيوم حرقوت أباي   وزير في مكتب رئيس الوزراء أكليلو هبتي ولدي وصهر الأمبراطور هيلي سلاسي .
- تسفا يوهنس برهي وزير   المعادن .
- أرأيا عقبازقي   وزير دولة للشؤون الخارجية .
- سلمون أبرهام ( عم إسياس أفورقي )     حاكم إقليم وللّو ..
الحقائب الدبلوماسية
- سرِّقيبرهان جبرزقي    سفير إثيوبيا في اليونان .
- تدلا بايرو         السويد .
- ملس عندوم      مصر .
- د. تسفايي جبرزقي    سفير في الأمم المتحدة نيو يورك .
- إفريم تولدي مدهن     أميركا .
- بطروس ساهلو        السويد .
- يوهنس تسقي         السوفييت سابقاً ..
- يوهنس تسفازقي     اليابان .
- قويتؤوم بطروس   المكسيك .
- مسفن بيقاشيت       فرنسا .
المؤسسة العسكرية
- الجنرال إياسو منجسا  قائد القوات المسلحة .
- الجنرال إسياس جبري سلاسي قائد قوات المشاة .
- الجنرال يعقوب جبرلؤول نائب قائد القوات المسلحة .
- الجنرال أسفا جبرزقي قائد القوة الجوية .
- الجنرال مبراهتوا فسها نائب قائد قوات الشرطة .
إذن تلك كانت العناصر الأرترية الأصل والجنسية ، ولكنها كانت في الحقيقة إثيوبية الوجدان والأفئدة عملياً ، حيث كنا نقارع واقعياً قوة عسكرية وسياسية ودبلوماسية إرترية تعمل في البلاط الملكي للأمبراطور هيلي سلاسي زهاء الثلاثين عاماً من النضال المتواصل الذي قاد شرارته الأولى القائد حامد إدريس عواتي .
وكانت هذه النخبة الأرترية الأمبراطورية التي عملت في خدمة الأمبراطور هيلي سلاسي مدعومة بقوة الكوماندوس التي حاربت الثورة الأرترية بالوقوف جنباً إلى جنب مع الجيش الأثيوبي الطور سراويت .
وهكذا تم الأنتقال بمراحله العصيبة من مرحلة المجازر والحرائق والأبادة الجماعية للمدنيين الأرتريين من جهة وخيرة الشهداء الأبرار وجرحى حرب التحرير من جهة أخرى ، إلى مرحلة الأستقلال الذي نشهد فيه تطبيق وثيقة نحن وأهدافنا القديمة الجديدة ، حيث المطاردة ، والسجون ، والأعتقالات ، والأغتيالات ، ومحاولات مسخ الهوية ، وسياسة التغيير الديمغرافي ... إنها مهزلة بكل معانيها...
والأجابة على هذا الواقع المرير الذي يهدد الأجيال تلو الأجيال ، هو محاربة النظام بكل مانملك من قوة ، وعلى أصحاب الأرض والمنصفين الشجعان تقع مسؤولية الوضع الراهن .
إعملوا فسيرى الله عملكم
أبو وائل 

أحدث المقالات
· البرنامج السياسي الم...
· لا استطيع ان انعى قا...
· بقلوب راضية بقضاء ال...
· في ذكرى الاستقلال : ...
· في ذكرى الرحيل المر ...
الدخول
الاسم

كلمة السر



نسيت أو فقدت كلمة السر؟
يمكنك الحصول على كلمة جديدة من هنا.
الزيارات غير المكررة: 43,974,356 وقت التحميل: 0.56 ثانية