Welcome to http://www.omaal.org g مرحباً بكم في أومال صوت جموع المناضلين من أجل الديمقراطية والسلام .. المقاومين للظلم والدكتاتورية الإنعزالية في بلادنا / صوت الذين لا صوت لهم
12/11/1445 (19 مايو 2024)
التصفح
· الرئيسية
· أريتريا في سطور
· الأخبار
· التحليل السياسي
· المقالات
· حوارات
· سجــل الخالدين
· قادة ومؤسسون
· مجموعة الأخبار
· جداول الجنود الهاربين من الخدمة العسكرية للنظام الديكتاتوري
· آداب وفنون
· دراسات ووثائق
· الاتصال بنا
· معرض الصور
· البحث
· دليل المواقع
· الذكرى 49 لإنطلاقة جبهة التحرير الإرترية
· ملفات PDF
التمدن يتيح النظر الى ابعد من ارنبة الانف / بقلم حمد أود

التمدن يتيح النظر الى ابعد من ارنبة الانف

 

# حامداود

اولا وقبل كل شئ اقول، رحم الله امرء عرف قدر نفسه، وهو انا الفقير الى الله والى المعرفة، وهذا الاستدلال يقودنى الى الاعتذار المسبق من اخوتى حتى لا يذهب الظن بهم الى مصافى الشك والاشكواك، التى طبعت حياتنا ، بدلا من المصارحة والمكاشفة ، وهكذا فى مقال لى سابق عندما اردت تاكيد ان العيب فينا وليس فى غيرنا، وانه يجب النظر الى قضيتنا خارج المجاملات والعواطف، واشرت الى مستوى فكرنا ورؤانا، كنت اعلم ان الامر سوف لن يعجب هؤلاء ، خاصة ، المجاملاتية ( دعاة الشراكة المزيفة) او اؤلئك الذين يركبون سروج جامحة لازالت تمتطى العواطف الرنانة. لم اتوقع ان هناك من سيلتمس العذر ويقول ان الامر متلبس عليه، فانا لم اخطئ فى قراءة ما كتب، كما لم اهدف الى النيل من احد، وكل ما فعلته فى مقدمة مقالى  السابق (اين الزلزال بعد وثيقة المختار)، جاء تاكيدا عليها ، وباسلوب يتعمد الاثارة لكسب قارئ، بالاضافة الى تكرار ما نوهت به ، وهو بلورة الوعى الجماعى، من خلال التذكير باهمية عملية التكرار نفسها. وهكذا اصبحت ادرك اكثر قدر نفسى.

لذا ، دعونى اتواصل معكم ، حتى تقومونى ما اخطات، واذا صلح لى رايا ، شعرت بالحماسة لا زيد اذا وجد.

وطبعا،علل التخلف عندنا كثيرة ،واشرت الى بعضا منها، وقلت فى ذلك المقال لا اظن اننا اغبياء لهذه الدرجة ، رغم ما هو موجود فينا لاسباب موضوعية ندركها سلفا، ومنها التخلف والفقر، والفوارق الحضرية-  كما قال عنا جيمي كارتر فجيمي كارتر هذا ، رئيس سابق للولايات المتحدة ، كان الوسيط فى محادثات السلام بين اثيوبيا والجبهة الشعبية قبل الاستقلال، وعندما سال ، من قبل ما كان يعرف بالتنظيم الموحد ائنذاك ، لماذا يستبعدهم ويستثنيهم كارتر من المحادثات ، قال : انتم لا تزرعون ، اليس كذلك ؟ واجاب بنفسه ايضا..ألستم رعاةُ ؟ يقصد -خلفيات مجتمعاتهم – ثم قال: انتم لذلك تَتبَعُون ،ولستم بفاعلون) طبعا حاول ان يلتف عليهم عن قصد وعمد .

 على كل حال ، اولا اننا اصلا ابناء رعاة او شبه رعاة (من يمارسون تربية الحيوان وزراعة مطرية محدودة) 80% والقلة التى عاشت وولدت فى مدننا البدائية ، هى ايضا توارثت نفس نمط سلوك الرعوية، ولو بجرعات مختلفة، فالسلوك يكتسب وهو مركب /العادات والتقاليد /المفاهيم الاجتماعية/ المسلمات الفكرية والذاكرة التاريخية/ والاثر البيئ الجغرافى والاقتصادى/ والممارسات والعقائد/ وغيرها من تفاعلات، من ثم  يتعدى توريثه لاكثر من جيل ، حتى لو اختلفت البئات وتباعدت.

وهذا فى النهاية يقودنا، بل يوكد لنا ،ان ثقافتنا اصلا رعوية فى مجملها ، باعتبار ان نسبتها تتجاوز الثمانين بالمئة، والتعريف العلمى يقول، ان السلوك لدى الراعى طابعه ( الحرص الشديد، العاطفة الجياشة، الشجاعة الجامحة ، الكرم الزائد،,والحرية المطلقة، قصر المنظور الزمنى، ومحور الارتكاز فيه هو الاستقلالية الاقتصادية الذاتية)  وهذا يخلق هيمنة عدم الامان والثقة على الغير، اعنى حتى الشبيه نفسه ، وفاذا بنيت هذه الثقة بين اثنين ، من نفس الخلفية ،ايا كان هدفها، يمكن هدمها بابسط تجاوز يحدث لما هو متفق عليه او مسلم به ، اى دون تقدير لاعتبارات اخرى ، حتى فى اقل تقدير، لا يتم توظيف المثل القائل (اسك تدالى قيتلاى ابوكا تالى) ، ومدرك ايضا، ان السلوك الرعوى لا يعترف بضرورة التعاون  مع الاخر، ( لوجود استقلالية اقتصادية كاملة لا تعوز الى التعاون والمشاركة ) اى لا حاجة تقتضى ضرورة التعاون مع غيره. ولا ننسى ايضا الدوافع والحاجات تقويم  السلوك أن الحاجات توجه سلوك الفرد لإشباعها وتتوقف كثيرا من خصائص الشخصية عليها وتنبع من حاجات الفرد وطرائق إشباعها يضيف قدرة الفرد على مساعدته للوصول إلى افضل مستوى يسلكه.

والطامة ، والمصيبة الاكبر هى الجهل نفسه/ الجهل بالدين /الجهل بالمخاطر/عدم تقدير المستقبل، عدم التعلم من ماض/ مع وجود تسويق التفتيت كالقبلية الحمقاء ( اتحدى اى واحد ان ياتنى بعداء سافر بين قبيلتين فى ارتريا، يصل حد القطيعة او يستوجب التناحر) طبعا الجهلاء او الذين صور لهم خلاف ذلك، تجدهم يتلفظون باشياء لا يمكنهم تبريرها، وحتى اثباتها، ناهيك ان يعرفوا خطورة ما يقمون به من تفتيت. 

 هكذا سموا الجهل ( بالمصيبة ) واذا عنينا بحق، هل نحن فعلا نُدين لقبائلنا ؟ اقول لا اظن ذلك ، لكن بالتاكيد ، نحن ورثنا بعضا من سلوكيات القبيلة ، وحتى وان لم نحتكم باطارها ونظمها ( الايطاليون اسسوا نظم مغايرة ، هى نظام المدنية الحديثة المقرون بالسلطة الممركزة )، فالقبيلة لا وجود لها حقيقة، كما تمليه ضرورة حضورها الفاعل ، بل لدينا  فقط المسميات ، والتاثر والتأثيرات الحسية ، والنزعات الى البحث عن الحماية لحظات الضعف، والا لما عانينا منها اصلاً ، اعنى اذا كنت انا فعلاً ، من قبيلة معينة، فانه يتحتم علي واجب دعمها والانقطاع لها ، وهى بالتالى تؤازرنى وتمنع عني اى تعد فى شخصي ، بمعنى ادق ( ادفع لها فتدافع عني). فاين نحن فى صراع البقاء (اذا نحن فى الحقيقة والواقع خارج اطار القبيلة ، خارج بئة الرعى نفسها، ولازالت تثقلنا تركتها من السلوك الملتسق بنا دون وعي) ، اذا اصبحنا دون ارادة منا ، من قاطنى المدن وصراعاتها ، ومحتكمين بشروطها (لها ضرورات حتمية وسلوك مغاير لم نستطيع بعد اكتسابه ) فحين اننا فقدنا اصلا بئة موروثنا الثقافى السلوكي القديم بما، فيه مكانة القبيلة (المطمورة اصلا) ثم تولد لدينا العجز فى متطلبات المدنية ، فقد بدانا نواجه التيه فى كل المسارات، بدليل انه يملاؤنا ، الحقد غير المبرر على غيرنا، ونتأبط (الانا) دون ركيزة ، لماذا ؟ لانه يحاول ان يتحدث باسمى ويدافع عنه  او انه يحاول يلملم الشمل ويعجز بسبب الموروث السلوكي ، وهناك البعض الذى يرى ضرورة ان يستثمر العرقية والدينية والجهوية واللغوية ، من اجل الجمع فى كفة واحدة من اجل جزئيته او ضد اخرين ، ظنا منه انه مجدى، طبعا لم يسلم هو الاخر من تلظظنا فى عتابه وعقابه ، لانه ببساطة عاجز فى سعيه هذا. انه ذات الوعي المنبثق من فكر رعوي بدوي.

 من سُخريات الأقدار وصلنا فى الماضى الى عام 1940 وكان فجائيا، وكنا من التخلف بحيث، لم تستطع حتى  بعثة تقصى الحقائق الاممية ، الى نتيجة تؤكد صلاحيتنا للانضمام الى العالم الجديد، (المدنية ومتطلباتها )، بل عام اثر عام ، تاكدت ملاحظات ترافسكس ، تشرذم ثم ت شرزم حتى اليوم. فلا قادر صاحب التقوقع القبلى انجاز تصوره ، ولا حتى المتحرر قادر على لم الشمل ، والاخير هو الاصلح للبقاء ، طبعا لديناميكية الحياة نفسها. فها نحن ، امام مساريين متوازيين، هما التخلف الجمعي ( السلوكي والاقصادى) من جهة ، ورغبتنا فى الوصول الى كفة راجحة من جهة اخرى ، امام الظلم الطاغي ، من مجموعة متفقة علينا اصلا ومتفننة فيه ، ترتكز على الشيفونية ، والسلوك التعاوني الجماعي/ الزراعي . طبعاً ، هذه التيه او لنقل تاخر النضج او فقدان الوعى المعالج ، هو ازمتنا الحالية، ومع هذا، ولنتيجة تراكمية، سنتجاوز هذه الازمة. وفي جميع الأحوال ، فإن التوحد قادم وواقع لا محالة(ان لم يكن فى هذا الجيل، ففي الجيل الذى يليه والجيل الذى ياتي من بعده ) ياليت نتخلى عن التقوقع والدونية. ان التعريف الذى تتفق عليه مفاهيم الانسانية، بشان ماهية الوطن ،(هو انه المكان الذى يضمن السلامة والاستقرار، ويحلم فيه الانسان بان غده سيكون الافضل ). فهل لدينا تصور لهذا فى ظل ما نحن عليه من مهانة واستلاب. (لا قدسية للمكان فى ظل المهان).فالتساؤل المطروح ، هو ، انه فى ظل هذه السمة السلوكية الاجتماعية ، كيف لنا ان نشق طريقنا ونختزله نحو المصير المحتوم؟ (مصير الوحدة)، كما اشرت سابقا انه ولنتيجة تراكمية وسيرورة الزمن ، فان التفاعلات والتاثيرات الايجابية والتواصل والتكامل واكتساب انواعا من السلوكيات المستجدة وتحقيق تقدم فى التحول الاقتصادى ومصادره ، تعتبر وسائل ضرورية لتحقيق السلوك الاجتماعى الايجابى المأمول فيه ، وهى تدخل ضمن ما يسمى (الدوافع والحاجات) لتقويم السلوك ، وتنمية اتجاهات وعادات ديمقراطية واجتماعية وخلقية وتعاونية سليمة ، فالحاجات توجه سلوك الفرد والمجتمع لإشباعها ( كتحسين الحياة المعيشية والخروج من المخاطر والتهديد) وتنبع من هذه الحاجات طرائق لإشباعها ، واليات متعددة للتنفيذ ، والتى لها القدرة على مساعدته للوصول إلى افضل مستوى يسلكه ، وفى حالنا، تستوجب التكتل فى كوم واحد، يلبى الامان والضمان، الذى كانت تقوم به القبيلة فى عصرها .

 وها نحن ، وبسبب بدء مؤشرات الوعى عندنا فى تحسن مضطرد ، بفعل المدنية التى نتشرب منها بكميات عالية مثل التكنولوجيا وامتلاك الاموال وزدياد نسبة التعليم وفرص تذوق  ثقافات الشعوب الاخرى ، فأزمة التخلف ومسبباتها ، خاصة لدى النخبة ، الثابت منها والمرتبك ،( هؤلاء فلذلت اكبادنا ) اصبحت تتلاشى هى الاخرى ، لكنها ستحتاج الى زمن وفير ، أعني الى مدة غير قصيرة ، بل سوف تتخللها المزيد من المسرحيات المختلفة، التى تحيكها الاطراف المتسلقة والمنفعية ، وايضا تلك التى وصلت الان الى حدود التعبير القائل( انا مستقل) ليس هناك مكان بين الجنة والنار، (عجباً هل انه يعنى يتفرج وبس) ، ( لا ناقة له ولا جمل) ، فلما اذا يريد ان يلتصق بنا ، أم انه ( من عجز التلاقي مع الآخرين ام ان هذا يكسبه البراءة من دم يوسف) اظنه تعقيداً على تعقيد يحاول ان يضعه على رقابنا، وفي أحسن الأحوال، فهي ليست سوى تكريس للإنحطاط الفكري الذى صار واقعاً لدى بعض نخبنا، وهو فى الاساس خسران مبين وإهدار للوقت الذى نحتاجه بشدة ، سوى منه او منا في مواقع اُخرى. ما قل ودل ،(متى ما بحثنا بعمق فى دواخلنا وجدنا شواردنا).
 

awedgaddi@gmail.com

----------------------------------------------------------------------

أحدث المقالات
· البرنامج السياسي الم...
· لا استطيع ان انعى قا...
· بقلوب راضية بقضاء ال...
· في ذكرى الاستقلال : ...
· في ذكرى الرحيل المر ...
الدخول
الاسم

كلمة السر



نسيت أو فقدت كلمة السر؟
يمكنك الحصول على كلمة جديدة من هنا.
الزيارات غير المكررة: 43,975,969 وقت التحميل: 0.28 ثانية