Welcome to http://www.omaal.org g مرحباً بكم في أومال صوت جموع المناضلين من أجل الديمقراطية والسلام .. المقاومين للظلم والدكتاتورية الإنعزالية في بلادنا / صوت الذين لا صوت لهم
18/10/1445 (26 أبريل 2024)
التصفح
· الرئيسية
· أريتريا في سطور
· الأخبار
· التحليل السياسي
· المقالات
· حوارات
· سجــل الخالدين
· قادة ومؤسسون
· مجموعة الأخبار
· جداول الجنود الهاربين من الخدمة العسكرية للنظام الديكتاتوري
· آداب وفنون
· دراسات ووثائق
· الاتصال بنا
· معرض الصور
· البحث
· دليل المواقع
· الذكرى 49 لإنطلاقة جبهة التحرير الإرترية
· ملفات PDF
المثقف الأرتري المسلم وروح أبي رغال(1)/ علي عافه إدريس ـ الدوحة

المثقف الأرتري المسلم وروح أبي رغال(1)

 

علي عافه إدريس ـ الدوحة

aliafaa@yahoo.com

         لقد دأب الأخ حسن سكوتي (إعتقد أن الأسم مستعار) بمواظبة يحسد عليها على ارسال الرسائل لإميلي منذ أكثر من ستة أشهر بمعدل ثلاثة رسائل إسبوعياً من الإميل abualhwol@yahoo.com ، وأقل ما يمكن أن يقال عن تلك الرسائل أنها مسيئة جداً ، وبدوري قابلتها بلامبالاة على غير الطباع المعروفة عني ، بل أنها كانت مصدر تنكيتي مع أصدقائي ، وعلى الرغم من أن هذه الرسائل في معظمها كانت بدون محتوى إلا من الشتائم ، إلا أنها في الآونة الأخيرة بالإضافة للشتائم كانت تدور حول محوران أولهما إدعاءنا الثقافة بقيادة كبيرنا الذي علمنا السحر شيخنا حامد تركي على حد قوله ، وكذلك إتهامه لي بأني أحد تلاميذه وهذا كلام غير صحيح ، إلا أنه سيكون لي الشرف أن أكون أحد تلاميذ الشيخ ، اما ثاني المحوران هو حديثه كثيراً عن الإنتصار الكبير الذي حققه حزبي الشعب والديمقراطي ومنظمة سدري في ندوة بروكسل وإسقاطهم لنا بالضربة القاضية، ولأني كنت قد قررت عدم مجاراته في الإميل تحت أي ظرف حتى أحرمه من متعة هوايته التي إعتقد أنه يمارسها بكثرة ، وقد علمت من خلال رسائله أن مقدرته الكتابية ضعيفة لذا لجأ للإميل ، فقررت أن أنقل المنازلة دون أن أنزل لمستواه لمجال سوف لن يتمكن من مجاراتي فيه ، منتهزاً فرصة المناقشات الدائرة في هذان الموضوعان فأضرب عصفورين بحجر واحد ، لهذا هذه أول مقالاتي ، وإذا سمحت لي الظروف سيكون مقالي الآخر عن ندوة بروكسل .

       في محاولته لتعريف الثقافة يقول الأستاذ إبراهيم محمد جواد(2) (سألت صاحبي وأنا أحدثه عن الثقافة: أهي المعرفة ؟ قال: لا. أردفت: أهي العلم ؟ قال: لا. قلت: أهي الحضارة أم هي المدنية أم العقيدة أم التاريخ أم العادات والتقاليد والأخلاق أم الأفكار والفنون والآداب.. أم، أم.. وكان جوابه دائماً بالنفي. قلت ما هي الثقافة إذن؟ قال: هذه المفردات بعض مكوناتها، أما بالنسبة للمثقف فيقول عنه الأستاذ: هو مظهر الثقافة والمعبر عنها وحاملها وموصلها لسواه، وأنا قد أعجبني الأستاذ جواد لأنه لم يضع محاولته لتعريف الثقافة والمثقف في قالب كما يفعل معظم المفكرين والكُتاب فهو قد عالجها في إطار وصفي جميل ، و عموماً المثقف يحتاج إلى معرفة عامة  ومنهجية للتفكير الموضوعي والعلاقة بين الأشياء وغير ذلك مما يشكل له أدوات أساسية لرؤية الأشياء حتى يسهل عليه التعامل معها ، أما إذا أردنا أن نُلحق بالمثقف صفة ما  يجب أن تكون لديه معرفة خاصة بمتطلبات هذه الصفة  والتي تتعلق بما هو ملتزم بالعمل من أجله فمثلاً يكون ملتزما بمعالجة قضايا السياسة في أرتريا إذاً هو يحتاج إلى معرفة واقع السياسة في أرتريا وكل ما له علاقة بهذا الأمر، وفي هذه الحالة يسمى مثقف سياسي أرتري  إستناداً للهدف الذي تفرغ لخدمته وهي هنا السياسة الأرترية وهذا الهدف ليس كافياً في حد ذاته ليكرس أي شخص جهده من أجله ، لذا يجب ربطه بهدف أخر أكثر خصوصية مثل تطبيق فكر يؤمن به أو حق عام ضائع يحاول إستعادته أو مصلحة شخصية يسعى لتحقيقها ، وبناءاً على ما تقدم يمكن أن نخلص هنا لشرطين أساسيين  يجب توافرهما في المثقف  هما المعرفة بالإضافة إلى الهدف الذي يخدمه .

وأنا هنا سأتحدث قليلاً عن المثقفين الأرتريين المسيحيين على الرغم من أنهم ليس موضوع مقالي إلا أن قد تناول موضوعهم أكثر من كاتب بفهم إعتقد أنه كان خاطئ ، فهؤلاء خياراتهم وثوابتهم وحقوقهم ووسائلهم في الوصول لهذه الحقوق ليست محل إختلاف بينهم فصحيح أن المثقفين المسيحيين كغيرهم من فئات الشعب الأرتري منقسمين بين الحكومة والمعارضة ، وفي المعارضة ينتمون لأحزاب وتنظيمات متعددة إلا أن ثوابتهم وحقوقهم غير مختلفين عليها ، بل أن فئات الشعب الأرتري كلها تقر لهم بهذه الحقوق  فتدافع عن لغتهم وعن حقوقهم الدينية وعن أرضهم وعن مشاركتهم الفعلية في حكم أرتريا، والدليل على أن حقوقهم محفوظة وثوابتهم مصانة من فئات الشعب الأرتري أنه عندما كتب الشيخ حامد تركي في حلقته الثالثة من مقاله (الحوار الوطني الأرتري... خلفياته .. وأهدافه) (أن المثقف المسيحي ليست له مشكلة أو حيرة في إتخاذ مواقف وخيارات سياسية تناسبه لتحقيق أهدافه) هناك من المسلمين من إنبرى له وكتب المقالات الطويلة للرد عليه والدفاع عنهم إعتقاداً منهم أن الشيخ قد أخطأ في تقييم وضعهم .

وهناك مثال آخر بودي أن أذكره عن الثوابت والخطوط الحمراء في ما بينهم وهو أن السيد مسفن حقوس بعد فشل محاولة مجموعة الـ 15 ولم يتم إعتقاله لوجوده وقتذاك بأمريكا ، فأول خطوة عمل قام بها توجهة إلى بريطانيا لعقد إجتماع جماهيري بلندن لقاعدته المفترضة ، إلا أنه قوبل برفض لا مثيل له لدرجة الإشتباك بالأيدي حتى أنه لم يستطيع أن يقول لهم الذي في جعبته وإنتهى الإجتماع على ذلك ، وكان مبرر الجماهير الذي قالته بالصوت العالي إمرأة من الحضور (أنه قد جاءهم بعد أن إختلف مع أخيه أسياس ، وطالبته بالعودة والبحث عن طريقة للتصالح مع أخيه أما هم فسوف لن يعينوه على أخيه الذي عندما كان هو معه حققا العزة والكرامة لهم .

أما بشأن المثقفون المسلمون إتفق مع الشيخ تركي في تمييز فئاتهم مع إختلافي معه في جزئية بسيطة تتعلق بالكم للفئة الأولى فهو يقول : (أنهم إذا إستثنينا القليل منهم ـ ثلاثة إتجاهات ـ فبعضهم متفرج ، ولا إهتمام ولا عواطف لهم بالشأن العام للمجتمع المسلم فضلاً عن هموم الوطن الأرتري الكبير) في الوقت الذي أرى فيه أن هذه الفئة تمثل غالبية المثقفون المسلمون وليس بعضهم ، ويقول كذلك عن القسم الثاني ( أيضاً أن بعضهم الآخر يناضل ويجاهد مع شئ من التردد والحيرة في صعوبة إتخاذ المواقف الصحيحة في مواجهة التحديات القائمة) .

أما في الفئة الثالثة والتي هي موضوع هذا المقال فيقول عنها الشيخ تركي ( أما البعض الأخير فمصيبته أكبر، لأنه يلهث ويركب المحاذير في طلب الإستجارة ويسعى بتلهف ويتطلع لفتاة السلطة وبريقها لدى معشر الإقصائيين وصفوفهم المتراصة ، لانه يعتقدهم الأقوى والأجدر بحكم أرتريا) . ومن جانبي أرى أن هذه الفئة يمكن تقسيمها إلى ثلاثة أقسام : قسم عندما إختار التعامل مع الإقصائيين كان ذلك بمررات فكرية ووطنية ، وكان هؤلاء يملكون قواعد جماهيرية تساندهم وكوادر فاعلة لها بصمتها داخل التنظيم بغض النظر عن الأهداف التي كان يسعون لإنجازها، وبالتالي دخولهم في ذلك التحالف كان من موقع قوة إلى حدٍٍ ما ، إلا أنه مع الأيام إضمحلت القوة بفعل فاعل ، وتبعثر الكادر ، وتم إستيعاب الجماهير، ولم يتبقى لهؤلاء إلا الصمود في العراء وخدمة أهداف الإقصائيين والتبعية لهم بطريقة مذلة ، وكان الأجدى لهم رفض هذا الواقع ولو بصورة فردية ، على الرغم من أنهم باقون في مواقعهم بشكل صوري لأن الإقصائيين محتاجين لهم لتزيين واجهاتهم بتشكيلة وطنية ، وهم في إنتظار إستنفاذ أغراضهم حتى يتم التخلص منهم .

أما القسم الثاني فيمثله مجموعة من الكوادر الجاهلة حتى لتاريخ قومها، والمنبهرة بالإقصائيين ، وهي كذلك لا تملك رؤية فكرية ولا قاعدة جماهيرية ، وقد تم إستجلابهم من قبل الإقصائيين لتزيين واجهاتهم ، وهؤلاء خانعون راضون بأوضاعهم تلك طالما أنهم يحققون جزء من مصالحهم الشخصية في الظهور وتمثيل مسلمي أرتريا في التنظيمات التي ينتسبون إليها ، وهم يحلمون بتمثيل مسلمي أرتريا.

أما القسم الثالث فتمثله تنظيمات هامشية غير موجودة إلا من خلال البيانات التي تصدرها بين الحين والأخر ومهامها تذكية الإقصائيين وإظهارهم بمظهر التنظيمات الوطنية التي يجب التحالف والتواصل معها ، مقابل أن يتحصلوا على فتات الدعم ، و بالإضافة لأدوار التذكية يستخدم الإقصائيين هؤلاء لضرب تنظيمات محسوبة على مسلمي أرتريا .

والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا المقام ، ماذا يقدم هؤلاء للإقصائيين حتى يبقوا على أهميتهم الكبيرة لديهم خاصة وأنهم لا يملكون أي أوزان حقيقية تمكنهم من الإستمرار؟

في الحقيقة هؤلاء يقدمون الكثير للإقصائيين ، فبالإضافة لحاجة الإقصائيين لتزيين واجهاتهم ، يقدم هؤلاء الكثير من المعلومات التي يصعب على الإقصائيين الحصول عليها ، فالمثقفون المسلمون من هذه الفئة للحصول على نصيبهم ، يجب أن يكون الفرد منهم الأكثر ولاءاً ، والأكثر تنازلاً ، والأكثر كشفاً لعورات قومه ، وبإختصار الذي يتم الإحتفاظ به من قبل الإقصائيين من هؤلاء يجب أن تكون لديه روح أبي رغال .    

 

ــــــــــــــــ

(1)   أبو رغال  : بعد أن انتهى أبرها الحبشي من بناء القليس أراد أن يحول قبلة العرب من الكعبة في مكة المكرمة إلى القليس في صنعاء ليحجوا إليه، فجهز جيشاً جراراً فيه فيلة كبيرة ليغزو مكة المكرمة  ويهدم الكعبة وكان أبو رغال هو دليل أبرها الحبشي إلى مكة, وكان ذلك في نفس العام الذي ولد فيه النبي محمد صلى الله عليه وسلم وسمي ذاك العام بعام الفيل  ،  ويشار إلى أبي رغال في كتب التاريخ العربي باحتقار وازدراء لأنه لم يعرف عن العرب في ذلك الحين من يخون قومه مقابل أجر معلوم ، ويطلق لقب أبو رغال على كل من خان قومه لمصلحته الخاصة.

(2)   الثقافة والمثقف ـ إبراهيم محمد جواد ـ مجلة النبأ العدد (44) إبريل 2000م

 

أحدث المقالات
· البرنامج السياسي الم...
· لا استطيع ان انعى قا...
· بقلوب راضية بقضاء ال...
· في ذكرى الاستقلال : ...
· في ذكرى الرحيل المر ...
الدخول
الاسم

كلمة السر



نسيت أو فقدت كلمة السر؟
يمكنك الحصول على كلمة جديدة من هنا.
الزيارات غير المكررة: 43,457,362 وقت التحميل: 0.32 ثانية