بسم الله الرحمن الرحيم

جبهة التحرير الارترية

كلمة اللجنة التنفيذية في الذكرى السنوية  الأولى للقائد

عبد الله إدريس محمد

الأخوة والأخوات أبناء شعبــــــــــــــنا الارتري الصامد.

أشقــاءنا وأصدقـــاء نـــــضالنا الوطني .

الأخوات والأخوة مناضلو الجبهة ومحبيها الأوفيــــاء .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ببزوغ فجر التاسع والعشرين من ابريل 2012م يكون قد مضى عام كامل على انتقال  القائد الرمز عبد الله إدريس محمد إلى رحمة واسعة عند ربه عز وجل إن شاء الله . رحل عنا في جبهة التحرير الارترية ورحل عن الشعب الارتري وعن هذه الدنيا الفانية بجسده وظل حاضرا بيننا بما ترك لنا من ارث نضالي ثر وتجربة كفاحية غنية بالإيمان والإخلاص والإيثار والوفاء لإرتريا وشعبها بعد أن كرس حياته ورهن قدراته الذهنية والبدنية وفوق ذلك روحه ودمه من أجل الوطن حتى آخر يوم من حياته .

حقاً لقد كان رحيله فقدا كبيرا وخسارة لا تعوّض للتجربة الوطنية الارترية عموما ولجبهة التحرير الارترية على وجه الخصوص.فقد رحل والساحة لم تزل بحاجة إليه ، نعم  كان عبد الله إدريس رجلا واحدا ولكنه كثير بخبرته النضالية الطويلة وإيمانه العميق بالقضية وموهبته الفذة في القيادة وقدرته العالية على الصمود في وجه كل الصعاب والمؤامرات ولذلك كانت المسيرة لم تزل بحاجة ماسة إليه. 

ولكن على مستوى العمل المؤسسي ترك لنا مسيرة منظمة وذاخرة بالمآثر عبر مجاهداته وتضحياته أعطاها كل عمره واجتهد في الوفاء لها فبادله الشعب الارتري ذلك الوفاء بوفاء وحب واحترام وتقدير تجلى في دعوات ودموع وهتافات آلاف الارتريين وأصدقائهم الذين صحبوا جثمانه الطاهر عبر رحلة طويلة من لندن إلى بيروت إلى الخرطوم ثم إلى كسلا في موكب مهيب وودعوه إلى مثواه الأخير في مظهر يندر تكراره .وآلاف التعازي وسرادق العزاء التي أقيمت له من أبناء شعبنا في كل أنحاء العالم ولأن حياته كانت لكل الارتريين فقده الجميع وبكاه الجميع وفوق ذلك دعا له الجميع فقد أكرمه الله وكرّمه الارتريون بهذا الوفاء.

لقد كرس حياته للعمل من اجل الوطن ولذا وجدناه في كل ركن أشع من مسيرة الارتريين في رحلة البحث عن الحياة الكريمة . من الالتحاق صبيا بمفجر الكفاح المسلح ، والتفرغ لمعركة التحرير كليا والالتحاق بالميدان قائدا ومقاتلا ، والتصدي لمسئولية بناء وقيادة جيش التحرير الذي حقق تحت قيادته انتصاراته العظيمة بتحرير المدن في منتصف السبعينات ، إلى التصدي للمؤامرة الدولية والإقليمية على الجبهة وإبقاء البندقية على أكتاف المقاتلين ، والمساهمة الفعالة بل وتصدر جميع المساعي التي بذلت من اجل وحدة صفوف المقاومة لنظام الشعبية.

ونحن في جبهة التحرير الارترية التي أحبها وقادها وعبر بها كل المحن وأخلص لها وتركها أمانة في أعناقنا نجد في هذه الذكرى الأولى لرحيله شحنة إضافية من الإصرار على الصمود ومواصلة مسيرة الجبهة في التعبير عن رغبات وطموحات الارتريين ودفاعها عن حقوقهم المشروعة في العيش بكرامة على ارض وطنهم. ذلك أن أكبر تكريم للقائد الرمز عبد الله إدريس هو تحقيق أهداف الجبهة التي فداها بكل غال ونفيس المتمثلة في إسقاط نظام الفرد القمعي وإزالة كل معالم الحرمان والظلم والتفريق والكراهية التي غرسها ويرعاها اسياس افورقي وإقامة دولة الحق والعدالة على أنقاضها دولة تعبر بحق عن كل الارتريين وتصون حياتهم وكرامتهم وحقوقهم التي أهدرها هذا النظام الحاقد.

إن مناضلي جبهة التحرير الارترية الذين يقفون على أرضية صلبة وتراث ضخم من البطولات والتضحيات والسجل الوطني المشرّف الذي يتوشّح بأسماء نجوم سامقة في سماء الوطن من إدريس محمد آدم /حامد عواتي /ومحمد ادريس حاج / وعمر ازاز/ وحشال /وقبرهوت ودي حمبرتي /وشمسي /ووللو /وناتي شرفا /وحليب ستي /وهنقلا /وعثمان عجيب /وهيلي قرزا / وولدي داويت تمسقن / وعثمان عمر كنتيباي / وعبد القادر رمضان / وتمساح / ومحمود حسب / وأبو شنب / وأبو رجيلة  / وعبد الله إدريس /وعلي دبلو/ وحسن ادريس شيخ / وحسن باشميل وكثيرين من أبطال وشهداء هذه المسيرة العملاقة.

إذ يتعاهدون ويعاهدون هذه الكوكبة الشريفة من الشهداء الأبرار ورفاقهم الأبطال قادة وشهداء معركة التحرير والاستقلال وكل أبناء ارتريا الأوفياء على الوفاء لهذا المشروع الوطني الكبير -جبهة التحرير - ومسيرتها البطولية وسجلها الوطني ، ليتخذوا من هذه الذكرى ذخيرة حية يسددونها نحو صدور أعداء الوطن وزادا من اجل استكمال أهداف المقاومة الوطنية في رفع الحيف عن شعبنا ووطننا وبناء مستقبل أفضل .

عاشت ارتريا حرة مستقلة

المجد لشهدائنا الأبرار

اللجنة التنفيذية

29/4/2012م