كفاكم ضحك .... علينا وعلى أنفسكم

علي عافه إدريس

 

     كثيرا هي أساليب التضليل و تضخيم الحقائق التي أدمنتها منذ أمد بعيد تنظيمات وأفراد المعارضة الأرترية إلا أن ضعف وسائل الإعلام وندرتها في السابق كانت تحد من انتشارها وتجعل منها محصورة في كادر وعضوية التنظيم أما بعد ظهور الإنترنيت واتخاذ كل أرتري معارض موقعاً في الانترنيت  أو صفحة في الفيسبوك أو تويتر أصبح التضليل بالمجان لا يكلف حتى ثمن الحبر والورق ، فأصبح كل من له جهاز لاب توب بإمكانه إعلان تنظيم سياسي أو منظمة مجتمع مدني فيتحفنا ببيانه ونظامه الأساسي ولائحته الداخلية وكل تلك الأوراق مسروقة من الانترنيت وإذا وجد من يتضامن معه من أصدقائه بإمكانه أن يعلن تشكيلة المكتب التنفيذي أو الأمانة العامة ، أما الاسم فيجب أن ينتهي بكلمتي التغيير الديمقراطي  ، أما إذا أضطر صاحب فكرة التنظيم أو أحد أصدقائه للسفر لزيارة عائلته أو كان في زيارة عمل تجاري خاص به فهو في عمل رسمي لذلك التنظيم وفي جولة تفقدية لفروع التنظيم أو المنظمة ، أثناء كتابتي لهذا النص مررت على المواقع الأرترية لدعمه بالأدلة من التصريحات الصحفية والبيانات المنشورة ، وأنا عندما أورد تلك الأمثلة يجب أن يعلم القارئ الكريم أنني لا أقصد النيل من أصحابها أو التقليل من شأنهم إنما قصدت أن أترجاهم ليحترموا أعضاء تنظيماتهم والقراء بصفة عامة وأول هذه الأخبار التصريح الصحفي لدائرة الإعلام للمكتب التنفيذ للمجلس الوطني الأرتري للتغيير الديمقراطي عن دعوة لمشاركة رئيس المكتب التنفيذي الدكتور يوسف برهانو في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر حركة الشباب الأرتري للتغيير بسويسرا ، وكذلك تصريح صحفي آخر لدائرة الإعلام بالتحالف الديمقراطي الأرتري عن مشاركة رئيس المكتب التنفيذي للتحالف المناضل حسين خليفة في الجلسة الافتتاحية لنفس المؤتمر ، وقبل كل شئ بودي أن أشيد بجهود الشباب في سويسرا ، وأثمن نضالات المناضلين يوسف برهانو وحسين خليفة ، والخبر هو خبر عادي لنشاط يفترض فيه أن يكون روتيني ، وهو خبر يظهر في شريط الأخبار فقط ، وبودي هنا أن أسألهما هل مشاركتكما وتشجيعكما للشباب في سويسرا تستحق إصدار تصريح صحفي أم القصد هو تضخيم الخبر وإظهاره كأنه خبر لفتح من الفتوحات الكبيرة ... والله أنني أعرف قدرهما ونضالاتهما وأنهما ليسا في حاجة لهذه التضخيمات ، ثم أخبار أخرى متوالية بصفة تكاد تكون دائمة ، ودائما يكون أحد أطرافها الأستاذ عمر جابر ونحن نحترم ونقدر نضالاته ، وهذه الأخبار عن الشبكة الأرترية ودخولها في حوارات مطولة وعميقة مع أحزاب ومنظمات سياسية واتفاقها معهم على تكوين الإتلاف الوطني الذي يعرفه أصحابه بأنه ذراع سياسي يجمع طاقات نوعية و عددية ، ثم بيان يعلن عن وحدة بين الشبكة الأرترية للحوار الوطني والمنتدى الوطني الأرتري للتغيير(منتدى يا أستاذ عمر!!!) والمولود الجديد هو منتدى آخر( المنتدى الأرتري للحوار من أجل التغيير) ... والله قد احترنا من كثرة الفذلكات في إستخدام الأسماء التي تحوي كلمات التغيير والديمقراطي ولو امتحنونا فيها لرسبنا ، ثم في مقال الأستاذ عمر جابر( الشبكة الأرترية من التبشير إلى التغيير) يقول أستاذنا أن البعض قال عن الشبكة من منطلق الشك : أنها إخطبوط سياسي يحاول الوصول إلى كل مواقع ومفاصل المعارضة الأرترية أما بهدف امتصاص رحيقها وجني مكاسبها أو أنها غواصة لا يعرف من أطلقها بهدف تجريف المعارضة داخلياً ، أسمح لي أستاذي الفاضل إذا كان هناك من قال مثل هذا الكلام فهو شخص مصاب بإعاقة عقلية وهذا لا يعتد بكلامه ، أما إذا أردت أن تعرف رأي الأغلبية فهو أن أربعة أو خمسة أشخاص بدون جماهير حتى لو كانوا من وزن الثائر تشي جيفارا ليس بإمكانهم تجريف مزرعة ناهيك أن يجرفوا المعارضة الأرترية .

   ثم خبر آخر عن منسقية القوى الوطنية الديمقراطية والاجتماعات التنويرية التي تعقدها لممثليها في إقليم أوربا وكلنا تقريبا يعرف مما تتكون المنسقية وما أدراك ما المنسقية التي كانت في السابق تضم حزب الشعب وسدري واندثرت سدري وأنشق حزب الشعب على نفسه أكثر من مرة وبالتالي هم في أشد الحوجة لإستكمال عضوية قيادتهم ناهيك أن تكون لها عضوية عادية و ممثلين إقليميين في أوربا وغيرها من الأقاليم ، ثم نلقي نظرة على الفيسبوك فنجد ذلك الشيخ الذي تفرغ بشكل كامل للفيسبوك فتجده يفتي في مواضيع الشواكيش ومفردها شاكوش وهو مصطلح شوارعي سوداني عن الرفض الذي يتلقاه الشاب من الفتاة التي رغب في الارتباط بها غرامياً ، ويوزع مشاركاته وإعجاباته(لايكاته) يمنة ويسرى ثم يتشبه بسيدنا يوسف عليه السلام و يدعي الكرامات التي ظهرت لابن تيمية رحمة الله عليه في سجنه ويتمثل مواقف الشهيد سيد قطب رحمة الله عليه في سجنه وحتى حمامة أبي فراس الحمداني أثناء أسره من قبل الروم لم ينساها ، أما العجب والعجاب فيتمثل الحراسة المشددة التي رافقته أثناء تأديته لمناسك العمرة والتي كان عدد أفرادها عشرة من كل جانب، ثم يتحفنا بالفتوحات التي فتحها الله على تنظيمه ببيان يضع فيه النقاط على الحروف كما يقولون ... سيدي الشيخ أرجو أن تراجع أسلوب تعاملك مع الفيسبوك فمثلك لا يجب أن يتفرغ له وإنما يلجأ إليه لإبداء رأي ولتحديد موقف من بعض القضايا هكذا يفعل القادة وأنت من كبار قادتنا ومحسوب علينا اختلفنا معك أم اتفقنا ، أما كراماتك شيخي الفاضل أرجو أن تحكيها لخاصتك حتى لا يتم إيذاءك بها  ، ونعود مرة أخرى للمواقع الأرترية ، فنجد خبر مشاركة التحالف الديمقراطي في الوقفة الاحتجاجية للجالية الأرترية في أسترالية ضد مهرجان التسول ، ونحن في الحقيقة نعتز ونفتخر بنضالات صناديد أستراليا فهي صفحة يسطرها أخوتنا في كل عام ، وبودي أن أسألهم ألم يكن كافياً أن يشارككم المناضل حاج عبد النور بثقله النضالي ومكانته القيادية في وقفتكم الاحتجاجية  حتى تقحموا التحالف الديمقراطي في الموضوع ، خاصة أن القاصي والداني يعلم أن المناضل حاج عبد النور لم يحضر لتمثيل التحالف الديمقراطي إنما هو في زيارة عائلية .

ثم نجد أخبار أخرى متواترة عن جولة الأستاذ المناضل صالح قاضي والله أنني أعرف نضالات الأستاذ وأكاد أجزم أن ما يقدمه الأستاذ قاضي لقضية شعبه المعارضة الأرترية تنظيمات وأفراد لا تقدم ربعه ، وكذلك أعرف تواضع الأستاذ وحياءه ، لهذا أكاد أجزم أنه هو الآخر متضايق كتضايق القراء من الوضع الذي وجد نفسه فيه ...  أرحمونا يرحمكم الله.

 

للتواصل aliafaa@yahoo.com