الفصل الأول من حكاية إريتريا الآن يبدأ من التسعينيات وينتهي مع نهاية هذا العام بانفصال اليمن الجنوبي.. وما يجري هو في مؤتمر شهير لجبهة التحرير الإريترية.. رجل غامض (هو من يدير إريتريا الآن) يجعل رمضان.. الزعيم الأول للجبهة، يقرأ إعلان تنازله من قيادة الجبهة في خطاب كتبه الرجل الغامض.. والرجل الغامض يضع يده على كتف أفورقي يقوده للمنصة.. وإيران تضع يدها على كتف الرجل الغامض.. وإسرائيل تضع يدها على كتف إيران.. والهدف القادم هو اليمن ثم السودان.. ولما كان تدريب الحوثيين (مقاتلين من الشيعة) يجري في منطقة قندع ومرسي بريطي، وسفن إريتريا تنقل المقاتلين هؤلاء من مصوع إلى جرف سفيان (ميناء صغير على شواطئ اليمن ومرسي) (طبعو) كان سفير إريتريا في الخرطوم ينقل إلى إيران.
وفي وزارات الخارجية في العالم تقوم السفارات عادة على التخصص، بحيث لا يعمل سفير في دولة إفريقية سفيراً في دولة آسيوية، لكن سفير أفورقي في الخرطوم الذي ينقل إلى إيران له مهمة أخرى.
واليمن الجنوبية التي تستبدل الشيوعيين بالشيعة الآن ما يديرها هناك نقصه.. لكن خطاباً مثيراً يصدر من أسمرا إلى سفاراتها في العالم ويحمل تاريح 231 بعد يومين من انفجار التمرد هناك هو خطاب يقول: دولة إريتريا.. وزارة الخارجية.. وحدة الأمن القومي.. إلى سفير دولة إريتريا – إنجلترا السيد تسفاميكائيل قرهتو النمرة p/ns/2013/1/001 التاريخ 3212013
الموضوع: حماية الأمن الوطني والأهداف السياسية.
أجرى جهاز الأمن الوطني نقاشاً موسعاً حول الأوضاع الراهنة في البلاد، وتم التوصل إلى تفاهمات بدعم من فخامة رئيس دولة إريتريا وكبار المسؤولين في جهاز الأمن الوطني على أن يتم تعميم القرارات التالية إلى جميع السفارات والهيئات الحكومية الأخرى لمناقشتها بشكل موسع، آخذين في الاعتبار إجراء حملات للتنوير والتوجيه بالاعتماد عليها:
1 – يكفي أن يتم وصف ما حدث من حركة الجيش في (فورتو) بأنه تطرف ديني وعمل دون الوطنية حتى لو كان قد حظي بدعم كامل من وزارة الدفاع ألف مرة.
2 – اتخاذ التدابير العاجلة لاعتقال جميع كبار مسؤولي الإدارات الحكومية والأشخاص الذين قد يكون لهم تأثير كبير وسط المجتمع بشكل سريع وعاجل.
3 – سوف يتم اتخاذ الخطوات الرادعة بحق كبار ضباط الجيش وكبار مسؤولي الإدارات الحكومية التي قد تصل إلى عقوبة الإعدام.
التوقيع …
جهاز الأمن الوطني.. الأمن الخارجي
والمشهد الذي يطل في التسعينيات وهو يحمل وجوه أفورقي ورمضان والرجل الغامض، يتجدد الآن وهو يحمل وجوهاً مظللة كثيرة.. والوجوه والحكايات لها خيوط نقصها.. وكل شيء يعيد مشهد الطابور، وكل أحد يمشي وهو يقود مَن أمامه في مشهد يجمع بين إسرائيل وإيران، ولا غرابة في السياسة.

نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (٤٣٦) صفحة (٢٤) بتاريخ (١٢-٠٢-٢٠١٣