عذراً أبي : فالعبرةُ
لذوي الألباب . اخترت وطناً لا أُسرة ولا قبيلة (3-4 )
بقلم الدكتور : كرار حامد إدريس
عواتي
الفتنة ُ أشدُ من القتل
تلك
الطرفة في مستهل مقالاتي ليست من إبداعي ، بل هي من إبداع رجالٍ بسطاء ، برغم بساطتهم ومحدودية تعلمهم وثقافتهم ، إلا
أنهم بفطنتهم و وعيهم لمفهوم الوطن والتضحية من أجله و وعيهم لمفهوم المواطنة والعيش المشترك أبدعوا تلك الطرفة الرمزية
مختزلين بمدلولها ماضي و حاضر و مستقبل الإنسان الإرتري .
في
حين عكست هذه الطرفة درجة الوعي الذي بلغه الإنسان الإرتري في مرحلة مبكرة من مراحل النضال الوطني ، نشهد اليوم في هذا
الزمن الرديء ظهور ثلة من الانتهازين المأجورين مدعي العلم والمعرفة والثقافة ،كاشفين مدى ضحالة ما يدعون أمام وعي أُولئك
المناضلين الشرفاء مبدعي تلك الطرفة .
وهنا ليس محور اهتمامي هذه الشرذمة البغيضة ، ولا ما تقيأت به ، فهم ليسوا إلا أفواها ً تأكل في كل الموائد .
سأتوجه بحديثي إلى الذين أنا منهم وهم مني و يهمني أمرهم ألا وهم إخوتي االبازا، فإذا كان أولئك المأجورين يتحدثون باسم
الكوناما بداعي الرابط القبلي ،فانا البني عامراوي( الشراوي ) لي أيضاً روابطي التي تربطني بإخوتي البازا ، فرابط العيش
والأرض المشتركة ، ورابط الماضي بأحزانه المشتركة ، ورابط الحاضر بآلامه و معاناته المشتركة ، ورابط المستقبل بآماله
التي سنحققها بتضحياتنا المشتركة ،كل تلك الروابط تكفل لي حق الحديث ، وليس التحدث باسم أخوتي الكوناما ، بل كشف الكذب و
الزيف والافتراء الذي تمارسه هذه الفئة المأجورة .
إخوتي إن هذه الفئة الضالة أطلقت على نفسها اسم الحركة الديمقراطية لتحرير كوناما إرتريا .
فلنسألهم معا ً ماذا عن ؟ باريا إرتريا ، ساهو إرتريا ، ماريا ، عفر .. بلين .. وبقية القبائل الإرترية المكونة
للنسيج الوطني الإرتري . أم أن هذه الفئة الضالة لا شأن لها بهذه القبائل فلتذهب إلى الجحيم وتشكل كل قبيلة حركتها
الديمقراطية التحررية ، وليغرق المجتمع في مستنقع التشرذم و التناحر القبلي والذي هو غاية وهدف هذه الفئة المأجورة و
مستأجريها .
ولنسألهم معاً بأية ديمقراطية ٍ يتشدقون ،ونحن الذين شهدنا باكورة ديمقراطيتهم ، ديمقراطية التصفية الجسدية ،فكلنا يذكر
إعدامهم لأولئك الشرفاء من إخوتنا : نوري توكك ، حسين جيمو يعقوب آشوري ، آدككو أوكا الذين خالفوهم الرأي كاشفين زيف
ادعاء حرصهم على الكوناما و تمثيلهم لها . وها نحن نشهد اليوم ديمقراطيتهم داخل التحالف الوطني ، ديمقراطية التنصل عن
ميثاق التحالف ، ديمقراطية الطعن و التشكيك في الرمز الوطني القائد الرمز الشهيد حامد إدريس عواتي ، وكل ذلك تحت مفهوم
حرية إبداء الرأي، مدعومين ممن هم على شاكلتهم داخل التحالف ،ومدفوعين لذلك من مستأجريهم خارج التحالف .
ولنسألهم معاً ممن يريدون تحرير الكوناما ؟
فإذا كان
المقصود تحريرنا من المحتل فنحن الكوناما مع شركائنا في الوطن حررنا هذا الوطن، وقدمنا في سبيل ذلك قوافل من
الشهداء ، وذاكرة الشعب الإرتري لا تنسى أولئك الشهداء الأبطال : أرو إيلا ، ناتي شرفا ، علي أمين ، أحمد هيتين ،
أركاب شارو ، اسكندر أدلا ، والعشرات غيرهم من الشهداء الميامين ، الذين دحروا الجيش الأثيوبي ومعه دحروا هذا الجنرال
رأس هذه الفئة المأجورة الذي يتباهى اليوم برتبته و أوسمته التي تقلدها لقتله أبناء الشعب الإرتري ومنهم الكوناما .وإذا
كان المقصود من التحرير سلخ الكوناما وعزلهم عن الشعب الإرتري ، فأقول لهم خسئتم فلستم أول العابثين بوحدة النسيج
الوطني فمن قبلكم حاول المحتلون وفشلوا في المساس بوحدة الشعب الإرتري .
إخوتي لننظر حولنا هناك في قرانا ونبحث عن شيء ما قدمته لنا هذه الفئة :
مدرسة لتعليم أطفالنا ، مستوصفاً لمعالجة مرضانا ، مصنعاً شيد ، أو حتى طريق عبد ، لن نجد شيئاً ، لأن أمثال هؤلاء
المأجورين لا يقدمون شيئاً سوى الفتن و الدسائس ونشر الحقد و الكراهية .
إخوتي إن هذه الفئة الضالة لا هدف لها سوى إشعال نار الفتنة لكي نحترق نحن بلهيبها فلنقل لهم معاً :
فلتحترق يا جنرال الجيش الأثيوبي بنار فتنتك .
فلتحترقوا يا من
في الحركة الديمقراطية !!؟ لتحرير!!؟كوناما إرتريا بنار فتنتكم .
فالفتنة أشد من القتل .
وتوثيق
الفتنة أشد منها
.
يتبع يا ذوي الألباب