وداعاً أيها
المناضل الجسور
محمد الحسن
أبوبكر
حملت الأخبار المؤسفة
لأبناء الشعب الإرتري نبأ وفاة المناضل محمد الحسن أبوبكر، أحد رجالات الرعيل الأول للثورة الإرترية المسلحة في عام
1961مـ بقيادة جبهة التحرير الإرترية ، رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
تدرج الفقيد في مراحل
النضال في صفوف جبهة التحرير الإرترية إلى أن عين قائداً للواء"75" ثم عضواً بهيئة الأركان العامة لجيش التحرير وقاداً
لمحور القاش، ثم عضواً بالمجلس المركزي لجبهة التحرير الإرترية.
كان الراحل المقيم من
المتمسكين بجبهة التحرير الإرترية في نجاحاتها المشهودة وكبواتها المعروفة، ولم يتبدل أو يبدل مواقفه وقناعاته أو ينقل
بندقيته من كتف إلى كتف مهما كانت الإغراءات أو الظروف في يوم كانت تتبدل فيه المواقف والوجوه بل وقف كالطود شامخا، ولسان
حاله يقول " أنا جبهة التحرير الإرترية" وكان كذلك حتى الرمق الأخير في حياته.
عانى القائد الراحل
محمد الحسن أبوبكر من كفاف العيش والسكن البائس في بيت عشوائي ترك فيه عائلته كإرث مادي وحيد لهم قبل الوداع الأخير
للجبهة والدنيا.
لم يكن الراحل
المناضل الوحيد الذي اكتوى بنار الكفاف وشظف العيش بل شاركه في ذلك الترف البائس ! رفاقه في السلاح والمبدأ كالقادة
الأبطال كبوب حجاج، وأبوبكر موسى وغيرهما كثير، ثم تلاهم العديد من المناضلين في صفوف الجبهة الذين تشرفت ساحات القتال
بدمائهم وعرقهم ، مثل المناضل عثمان إبراهيم " قائد سرية الهندسة" المشهور، في ستينيات القرن الماضي وغيره وما أكثرهم.
ولم تلتفت إلى
أحوالهم ومعاناتهم " التنظيمات الكثيرة التي كانت ولا تزال تأكل بعضها البعض كألسنة النار، و حتى بعد التحرير في 1991م،
تجاهلت وتنكرت حكومة أسياس أفورقي لتاريخهم ومعاناتهم ، لأن أسياس وزمرته لا ينتمون إليهم ، بل إلى خاطفي أهداف ومبادئ
الثورة الإرترية الذين لا يعرفون ولا يعترفون برواد الحرية في إرتريا، بل ماضون في مخططاتهم لتفتيت الشعب الإرتري " فرق
تسد"، وكل ما عمله النظام الحالي للرعيل الأول هو ذر الرماد في العيون بدأ بالرعاية لتنظيمهم واستقبالهم في أ سمرا.
وبهذه المناسبة
الحزينة أهيب بأبناء الشعب الإرتري بصرف النظر عن انتماءاتهم وتنظيماتهم السياسية أن يمدوا يمينهم لمسح دموع المناضلين
الأوائل وأسرهم والذين رفعوا راية التحرير عالياً وضحوا بالمال والولد وارتوت أرض إرتريا بدمائهم وعرقهم ودموعهم . ثم ما
لبثوا أن رحلوا عنا تاركين خلفهم أسراً تتنازعها ظروف الفقر والبؤس خلف أبواب بيوتهم المقفلة عفة ومروءة وكرماً." يحسبهم
الجاهل أغنياء من التعفف، تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافاً"
وإن صادفك بعضهم في
الطريق رأيتهم رافعي الرؤوس كأنهم يملكون الدنيا وما فيها، ولسان حالهم يقول:" نحن أصحاب الطلقة الأولى للتحرير.. لا
جزاءً ولا شكوراً من أجل الوطن" . نعم والله، إنكم كذلك يا سادتنا وقادتنا وأنتم أشرف وأكرم وأشجع الرجال . وسوف لن
ننسى لكم تضحياتكم في تلك الأيام الحالكة السواد التي كانت ترتعد فيها فرائص الناس عند مرور جنود الاحتلال الإمبراطوري في
الشارع ، فكيف بمنازلتهم ؟
الرفعة والعزة لوطننا
العزيز .. والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار.
آدم محمد صالح فكاك
اللجنة التنفيذية للحزب الوطني
الإرتري