بسم الله الرحمن الرحيم

 إرتريا : ـ كيف يستقيم الظلَّ والعود أعوج!

بلقم : محمود علي حامد

كاتب ارتري مستقل

 

 مقدمه

     الشعب الارتري عن بكرة ابيه مشهوداً له بوطنيه منقطعة النظير . والدليل الدامغ صموده وخوضه حرباً دروساً لا اكثر من نصف قرن (1943 ـ 993 ) . حيث شملته رحمة الله التي وسعت كل شي فحقق بعون الله الكريم ونصره العزيز , فنال حريته واستقلاله في 24/ 5/ 1993م .

       فدي هذا الشعب الباسل وطنه الخالد بجماجم الرجال , ودموع الشباب وحرمان الاطفال من الغذاء والدواء , والتعليم والكساء , وعرق الشيوخ , ودموع الامهات اللاتي قدمن فلذات اكبادهن قرباناً للعزه والكرامه والحريه والاستقلال .

         ان ما إعتري الاستقلال من غدراً وجحوداً وقلب ظهر المجن محفوظاً على ظهر قلب هذا الشعب ولا يحتاج الى دون عصر . والتاريخ سجل هذاه الخيانه العظيمي التى هي  عاراً وصغاراً على جبين (هذه الشرزمه الشريرة ) بالاحادية الناشذه والدكتاتوريه الغاشمه والشمولية القابضة التى نصبت نفسها ( حكومة أمراً واقع )لا تمت بصله الى الواقع الارترى الثورى ولا التحريري والاستقلال .لانحرافها عن الفطره السوية ديناً ودنيا . وذلك منتهى الاستقرار المرفوض عقلاً ومنطقاً وفلباً وقالباً . وشكلاً وموضوعاً ووطنا ومواطنه  .

                                                                  ( أ )

                        دور المجلس الوطنى والتحالف الوطنى مشاركة وليس مفعالية!

         علينا جميعا كافة الارتريين ( قواعدا وقياداتا ) ان نعلم بأن هذين القطبين الممثلين للمعارضة الوطنية الشرعيه المشروعة دورهما مرحلية وليس ابدياً . جوهر مهمتهما الوطنيه الصرفه . تأهيل المعارضة تاهيلا  سياسيا جماعيا متعاضضا  ومتحدا لتكون المعارضة الموقرة ندا وصندا ( لهذا المشروع الجريمة)   ولترتقى بالوحدة الوطنية المرحلية الى مقارعة سياسية سلمية ترضخ للحوار الوطنى السياسى السلمى . الذى يبسط الراى والراى الاخر . بين كل الفعاليات السياسية . وصولاً الى عقد مؤتمر ا جامعا , لتنبثق منه ( حكومه وطنية انتقالية دستورية مؤقتة ) تصيغ قوانين الاحزاب و الانتخابات وتفسح مجال الجرية للشعب كل الشعب دون فرز او تميز او محابةً واقصاءاً كى يؤسسس الشعب احزابه الوطنية المدنية ( اكرراحزابه المدنية الوطنية) وليس العسكرتارية الدكتاتورية الشمولية الغابضة والبغيضة , للحيللولة دون تكرار هذه القرصنة التى فاقت قرصنته القرون الاولى .

بما  يسمى ( الشرعية الثورية الاحتيالية المجحفه ) واستبدالها بالشرعية الدستورية العادلة والمنصفة . ولطالما العدالة الاجتماعية والديمقراطية الحقة التى تعطى كل ذى حق حقه الوطنى ( عدلا ومساواتا ومشاركة وطنية وشرعية . ترضى الله وخلق الله فى كل مكانا وزمانا .

(ب)

    مالم يقوما هذين القطبين (اى المجلس والتحالف الموقرين ) بالمشاركة الوطنية متحدان اتحادا صادقا وامنيا , بالوفاء والعطاء ونكران الذات لنصرت هذه القضية الوطنية العادلة . فانهما يحرثان في البحر   ويغرقان الشعب فى بحر لا قرار له ولا مفر . وان الشعب الابى الذى قاسي من الاحباط والبأس  والملل من جراء استعراض الجدل العظيم  والراى السقيم الذى جهجه المصير  وعطل مسيرة الدفاع الوطنى المنشود .

  وطالما الشعب ينشد المشاركة ويبغض المغالبة . ماذا يضير القطبين ان يتشاركا ويتحدا ويتضامنا لإجاد دورا مرحليا وطنيا قويما وسليما يجمع ولا يفرق ويحمي ولا يهدد ويصون ولا يبدد  ويبشر بتقدم متجدد ؟ !  

(ج )

ان خريطة الطريق المثلى وطناً ومواطنة المنشودة بهذا الشعب الابى ( ملتزما ومستقلا عواما  ومستنير ياً . ينشدون انتصار هذه القضية الوطنية العادلة  التى تقتضي منهما ( المشاركة وليست المشاكسة التضامن وليس التفكك , التقدم وليس التقهقر الاقدام وليس التلكؤ لضمان النصر وتأييد الشعب بماله ونفسه وولده .

( د)

   قرع ناقوس الوعى الوطنى الجامع بالصحوة التصحيحية التى قام بها الجيش الوطنى الارترى الباسل فى (21 يناير 2013) وبكل أسف لم ولن نستثمرها , بالرغم من التأييد الكاسح بالقواعد والقيادات من جراء غرقنا فى المغالية وليس المشاركة التى تقتضى الاتحاد المتحد . لذلك لا زلنا نرزخ تحت صلف وخرف هذه العصابة الشريرة .

   ابشروا هنالك أملاً يقتضى عملاً وليس جدلاً . لو احسنا االمشاركة ولفظنا المغالبةالتى لاتجدى زبداً او عمراً او هند او زينب من الشعب المقلوب علي امره بعد الحريه والاستقلال.

       ان تبين الجيش الوطنى لمكمن الداء وهشاشة الوضع المتسلط ز وتأييد الشعب المطلق لهذه الصحوة , جعل منها حبلي بالامل المنشود . فما الذي يضير (المجلس الوطني والتحالف الوطني ) ان يقيما مشاركه صارمه وحازمه , ويتجنبنا المغالبه الجوفاء التي لاتسمن ولا يغني من جوع . وتحجب عنا الوصول الي الربوع المقصود ارض الاباء والجدود . كي يتسني لنا جميعا قيادات وقواعد الزحف قدما بالربيع الارتري الذي يلوح في الافق القريب . ولايمكن ان يمطر هذا الربيع وينبت وروذا وازهارا , طالما المغالبه كائنه بالشد والجزب بهذين القطبين الموقرين

       فأتقوا الله في انفسكم اولا ونضالكم الطويل ثانيا وشعبكم المعرض في الداخل والخارج لاهوال (هذا المشروع المستبد ) . فكونوا يرحمكم الله قوة واحده موحده لبعث الروح وازالت هذا الحكم المعتوه سلماً. او حربا  اذا دعي الداعي الارعن الرعون (لهذه الشرزمه الشريره ) . واملنا ان يرضحوا السلم كي ينتفادي الحرب الاهليه التي لاتبغي ولاتزر ولا تمت بصله الي الوطن والمواطنه .

غربلة المعارضه واجب وطني !

(هـ )

 ان المعارضه بشقيها (مجلسا وتحالفا ) تحتضن المعارضه العائده بل اشركتها في جوهر نضالها . مع علمها علم اليقين بان هذه المعارضه العائده جزء لا يتجزأ من الوضع الرهيب الذي شاركت فيه هذه المعارضه العائده ) كما نعلم حق اليقين بانهم ابلوا بلاءاً حسناً في ساحات التحرير ابان حرب التحرير قبل ابتكار (مشروعهم الجاحد نحن واهدافنا )  بقيادة زعيمهم الاوحد المدعو (اسياس افورقي ) . وتقلدوا مختارين مناصب سياديه ودستوريه وتنفيذيه علي هواهم ومزاحهم الاقصائي الاحادي الذي لايقيم وزنا لعقول الشعب الابي . فكانوا غرورا وفجورا وعونا لما حاق بسجناء الرأي . ثم تمادوا في غيبهم وصاغوا دستور مشوها ومبتورا مفصلا تفصيلا دقيقا علي مقاس مشروعهم (نحن واهدافنا ) تعزيزا وتمكينا لمصالحهم الخاصه . علي حساب المصالح الوطنيه العليا والعامه . ومن المضحكات المبكيات يتشدقون به بل ويزفون له دعايات بانه دستور البلاد . دون ان يتشارك فيه الشعب وفعالياته السياسيه . وهذا منتهي الازدراء والاستخفاف بعقول الشعب وفعالياته السياسيه الذين حرموا من المشاركه والمساهمه في هذا الدستور , الذي لاسند مؤسسي ودستوري ولاوطني له. وكأن الشعب خشب مسنده وهم ورثة هذا الكسب الوطني دون غيرهم من الشعب الذي قدم ماله ونفسه وولده للانعتاق من الاستعمار الاجنبي والاستبداد المحلي 

فهل هنالك استفزاز وازدراء اكثر من هذا الهراء السياسي العجيب  والغريب؟! .

                                                                (و)

  عند عودة المعارضه العائده هربا من جحيم زعيمها الذي لايطاق ناعتين زعيمهم القديم وعدوهم الحالي العدود ( اسياس افورقي ) بالكدتاتوريه لم يعتذروا للشعب بانهم كانوا ( خوفا وطمعا ) معه ويبرروا اخطأهم القاتله التي شوهت الحريه والاستقلال . بل اعلنوا نهارا جهارا تزكية النظام ويجب ان يسود . شريطه ان يزال ( اسياس افورقي) ليحلوا محله بنفس النهج الاحادي الناشذ والدكتاتوري الغاشم والشمولي القابض بالعسكرتاريه السمجه التي تحارب طبيعة الاشياء وتناطح شريعة السماء بسياسة خرقاء واسس بوليسيه قميصه تجعل من الشعب شبه قطيع تسوقه هذه النظريه الي كيف ومتي واينما شاءت . فما الفرق بينهم وزعيمهم الاوحد (افورقي ) ؟

         من قال ان الشعب وفعالياته السياسيه لهم  عداءا شخصياً مع المدعو (اسياس افورقي ) ؟ . ان الخلاف سياسي ومتي اعتدل فانه مواطن ارتري ومناضل ثوري يمكن التعامل معه تحت سيادة الدستور والقانون وكذلك معهم . فالقضيه خلافا سياسيا بحتاً . ومتي اعتدل ذلك  وهؤلاء  فنحن جميعاً ابناء هذا الوطن الخالد و قاسمنا المشترك ارساء العداله والمساوات والمشاركه الوطنيه الشرعيه ذات الطابع التعددي المؤسسي الدستوري والقانوني والعرفي الذي لايضير اي طرف من الاطراف  اذا حقاً وصدقاً ننشد التعايش السلمي المستدام بما يرضي اللهخ وخلق الله  .

    ان مطالب المعارضه العائده ادغاث احلام , يطلبون بها من المعارضه الوطنيه الشرعيه المشروعه وقواعدها العريضيه ان يستجيروا من الرمضاء بالنار . وهذا عين الازدراء لعقول الشعب وقياداته التي تستهجن هذا التصرف الغريب والعجيب .

        عليه دون مداهمته ومجامله هذه المعارضه عليها اولا ان تعتذر للشعب لانحيازها ( لحكومة الامر الواقع ) الغصبيه القسريه واسباق الظلم والعدوان علي الشعب الارتري الابي صاحب هذا الكسب الوطني العظيم الذي سلبوه نهارا جهارا لاكثر من عقدين من الزمان (1991ـ 20013م) دون مبرر وتفسيرا وطني سليما وقويما .

         هذا لايعني ان المعارضه (مجلسا وتحالفا ) والقاعده العريضه المناهضه لهذا الصلف والخرف . لا تبخث حق (الجبهه الشعبيه ) والمعارضه العائده والمؤيدين لهذا المشروع الجهوي الاقصائي بأن ليس لهم حق وطني .

             ابداً والف ابداً ,هم ثواراً لامي وابناء هذا الوطن الخالد لهم الحق سواءا بسواء مع المعارضه . والحل في الحوار الوطني السياسي السلمي الذي يقود الامه الارتريه بكل قضها وقضيضها الي عقد مؤتمرا وطنيا جتمعا لتنبثق منه ( حكومة وطنيه انتقاليه دستوريه مؤقته ) .

       عليه المطلوب الاعتدال الوطني الذي يناسب المبادئ الثوريه الشريعه والاهداف الاستقلاليه النبيله . وارساء التعدديه الحزبيه الاجابيه التي تحب لغيرها كما تحب لنفسها دون ( احاديه دكتاتوريه وشموليه ) لا تمت بصله الي واقضا الارتري الفطري والسوي دينا ودنيا .

   1/ لا روحياً   2/ ولا فكريا 3/ ولا تنظيريا  4/ولا ثوابتيا  5/ ولا ديمقراطيا. جميعها  تستند علي بسط الرأي والرأي الاخر . بعيدا عن فهلوة الفلسفه المستورده الوضعيه التي لايمكن ان تنسجم والشعب كل الشعب الذي ينشد التعدديه الحزبيه والمؤسسيه الدستوريه التي تعطي كل ذي حق حقه الوطني المشروع والمنشود بهذا الشعب منذ النهضه الاولي في (1943 والي يومنا هذا الشعب ثابت علي هذا النهج الوطني الذي ينم عن الوفاء والعطاء ونكران الذات وتقديم العدل والمساوات التي يرضيها الله وخلق الله .

ختاماً :

    فهل هنالك من عقلاً وقلباً مدكر , للذكر الناصر المنتصر , لافظاً هذا الجدل العقيم المتقهقر , لازالت هذا النظام النكر , انجصد جميعا خيرات الوطن الزاخر , متوخين العدل والمساوات وارساء المؤسسيه الدستوريه وانشاء دولة القانون التي لاتفتري ولا تنكسر , وتجمع شتات هذا الشعب المنتشر في المهاجر والسجون تؤامة القبر . لننمي القري والحضر , بالعلم والمعرفه والكد والكدح المؤهل المقتدر . لستنشق هذا الشعب الابي عبير الحريه المندثر ولتكون الوحده المتحده مبداءا وطنيا لا ينفطر ولا ينشطر .

                                          والله وراء القصد .           

                                      

                         اللهم فأشهد اللهم فإني قد بلغت

                         كاتب ارتري مستقل