Welcome to http://www.omaal.org g مرحباً بكم في أومال صوت جموع المناضلين من أجل الديمقراطية والسلام .. المقاومين للظلم والدكتاتورية الإنعزالية في بلادنا / صوت الذين لا صوت لهم
24/10/1445 (02 مايو 2024)
التصفح
· الرئيسية
· أريتريا في سطور
· الأخبار
· التحليل السياسي
· المقالات
· حوارات
· سجــل الخالدين
· قادة ومؤسسون
· مجموعة الأخبار
· جداول الجنود الهاربين من الخدمة العسكرية للنظام الديكتاتوري
· آداب وفنون
· دراسات ووثائق
· الاتصال بنا
· معرض الصور
· البحث
· دليل المواقع
· الذكرى 49 لإنطلاقة جبهة التحرير الإرترية
· ملفات PDF
ركزوا رفاتك في هيكوتا لواء ...يستنهض القاشَ صباح مساء (2-3 )بقلم الدكتور : كرار حامد إدريس عواتي

ركزوا رفاتك في هيكوتا لواء ...يستنهض القاشَ صباح مساء (2-3 )
 بقلم الدكتور : كرار حامد إدريس عواتي

2 – نبشُ القبر و إخراج رفاة القائد الرمز الشهيد حامد إدريس عواتي .
شيخ حامد .... شيخ حامد
لم يُجب القائد ، حتى أنه لم يتحرك ، استولى علينا القلق و اعترتنا الهواجس و نحن نأخذ بالتجمع حوله ، وهو لايزال مستلقياً مغطياً كامل جسده .
كشف كُبوب حجّاج الغطاء عن وجه القائد ، على الفور أدركنا ما الذي أخر القائد في نومه ، ألا و هو الحق المكروه ، فقد كان القائد قد فارق الحياة شهيداً .
من هول الصدمة التي عصفت بنا كالصاعقة ، اعترتنا جميعاً و لفترة قصيرة حالة من الارتباك و التخبط ، وشلّ الحدث تفكيرنا فما عدنا نعرف ما يتوجب القيام به ، وأكثر ما ظهر الارتباك على عواتي محمد فايد فايدوم إذ تربطه بالقائد عواتي قرابة أسرية ، و كذلك كان الارتباك بادياً على كُبوب حجّاج ، فعلاقة البطلين كانت قوية ما قبل الثورة و أثناء النضال .
كيف لا نجزع و لا نحزن؟ فهذا المسجّى أمامِنا هو قائد ثورتنا و قُدوتنا و فارس شعبنا و رمزه، و هو البطل الذي أشعلت الرصاصة التي خرجت من فوهة بندقيته لهب ثورة الشعب الإرتري التي حرقت المحتل الإثيوبي و كل تلك العهود الاستعمارية.
بعد أن تمالك كل منا نفسه تجمعنا ثانيةً حول جثمان القائد ، فرأينا أنه قد وضع بعناية فائقة بندقيته و ذخيرته و سيفه على يمناه ، مستلقياً بوضعية مستقيمة و كأنه يقول لنا لن أعذبكم في تسوية وضعية جثتي فما عليكم سوى مواراةِ جسدي الثرى ، و هذا ما فعلناه و قرأنا الفاتحة على روح الشهيد حامد إدريس عواتي .
في الشهر الثاني من عام 1962 (كان ذلك في 19/2/1962 ) كان قد عقد اجتماعاً لنواة جيش التحرير الإرتري و انتهى ذلك الاجتماع باختيار حامد إدريس عواتي قائداً لجيش التحرير ، و محمد إدريس حاج ريشت نائباً للقائد عواتي ، و قُسّم جيش التحرير إلى مجموعات ، يقود كل مجموعة واحد من المناضلين ذوي الخبرة العسكرية الذين التحقوا بالثورة بعد أن أنهوا خدمتهم في الجيش السوداني ( الأورطة الشرقية ) ، و كما قُرر عقد اجتماع في الشهر السادس لتقييم فترة الأربعة أشهر  .
وفقاً للموعد المحدد حضر إلى منطقة بيلناي في سلسة جبال أكّتين جنوب هيكوتا قادة مجموعات جيش التحرير وهم :
الشهيد محمد إدريس حاج ريشت نائب قائد جيش التحرير.
الشهيد عثمان محمد إدريس ( أبو شنب ) .
الشهيد محمد عمر عبدالله ( أبو طيارة ) .
و عندما التقينا لاحظوا الحزن البادي على وجوهنا ، فانفرد الشهيد محمد إدريس حاج ريشت بالشهيد كُبوب حجّاج سائلاً إياه ما الذي حل بنا و أين القائد حامد ؟ فأخبره و الحزن يعتصر قلبه بأن القائد حامد عواتي قد استشهد راوياً له ما حدث ، فقال القائد الشهيد محمد إدريس حاج لا حول ولا قوة إلا بالله إنا لله وإنا إليه لراجعون ، ثم أردف مواسياً كُبوب حجّاج الموت حق ، و استشهاد القائد حامد هو أحد الهدفين الذين خرجنا من أجلهما  النصر  أو الشهادة ، رحم الله القائد الشهيد حامد إدريس عواتي .
ثم أخذناهم لموقع قبر الشهيد عواتي ، و قرأنا الفاتحة على روحه ، و نحن حول القبر طلب منا القائد الشهيد محمد إدريس حاج أن نقسم على إبقاء استشهاد القائد حامد عواتي في طي الكتمان إلى حين ، وأن نعتبر استشهاده سراً من أسرار جيش التحرير و الثورة .
فالقائد الشهيد محمد إدريس حاج يعلم علم اليقين مدى تأثير شخصية حامد عواتي على الثوار و مكانته في أوساط المناضلين و الشعب ، و لخشيته من أن يؤثر نبأ استشهاده على معنويات الثوار طلب أن نُقسم على التكتم على استشهاده .
بقي استشهاد القائد حامد عواتي سراً حتى عام 1965 حينها كانت الثورة قد عمت مناطق شاسعة من إرتريا و التحق بها الآلاف من أبناء الشعب الإرتري ، و خاضت العشرات من المعارك البطولية ، ومنها معركة توقربا التاريخية الفاصلة بين مرحلتين في مسيرة جيش التحرير ( اتُّخذ يوم توقربا 15/ 3/ 1964 يوماً لجيش التحرير ) ، و كانت قيادة الجبهة طيلة تلك الفترة التي سبقت انتشار نبأ  استشهاد القائد الرمز حامد عواتي تبرر غيابه تارة بأنه ذهب إلى الموقع الفلاني لتفقد أحاول الثوار و تارة أخرى بأنه سافر خارج إرتريا ليحضر السلاح للثورة . و استمرت بطولات جيش التحرير إلى أن عمت الثورة كامل التراب الإرتري ، إلى أن بدأت عام 1980 حرب التصفية الغادرة التي شنتها القمبار(الجبهة الشعبية لتحرير إرتريا ) و حليفتها الوياني الأثيوبية (الجبهة الشعبية لتحرير تقراي ) على جبهة التحرير الإرترية ، و التي انتهت بهزيمة الجبهة عام 1981 و دخولها الأراضي السودانية و تجريد جيش التحرير من قبل حكومة نميري من سلاحه ، سلاح الشعب الإرتري .
عندها تركتُ النضال و توجهتُ إلى وسط السودان حيث انتهى بي الأمر و المقام ، و أخذت أعمل حارساً ليلياً في معمل للسكر ، و في عام 1994 حضر إلى مكان عملي بعض أفراد من القمبار طالبين أن أدلهم إلى موقع قبر الشهيد حامد إدريس عواتي ، أما كيف علموا بمعرفتي لموقع القبر ؟ ، كان ذلك بأن المناضل عثمان لونقي في بارنتو قد أخبرهم بأنني واحد من الذين حضروا استشهاده و أنني أعرف موقع القبر ، ثم أخذ أفراد القمبار أولئك يشرحون ضرورة تكريم الشهيد عواتي بدفنه في مكان يليق به ، خاصة و أن الهدف الذي ناضل من أجله قد تحقق ، وأنهم سوف يكرّمونني ورفاقي من الرعيل رفاق عواتي .
بعد أن تركت عملي مصدر رزقي ، و موقع استقراري ، و كنت قد بعت كل ما أملك ، حيث كنت أملك هناك ما يزيد عن التسعين رأساً من الماعز و الأبقار ، انتقلت معهم إلى إرتريا ، وأوصلتهم إلى موقع قبر الشهيد ، عندها قالوا لي أن مهمتي قد انتهت ، و دون حضوري حفروا القبر و أخذوا رفاة الشهيد حامد عواتي إلى مدينة بارنتو .
أما عن التكريم الذي وُعدتُ به أنا و رفاقي من الرعيل، فلم أجد منهم شيئاً مما وعدوا، فها أنا و بعد أن أنفقت كل ما كان لدي أعمل عاملاً في مزارع الآخرين.
وأما عن تكريم القائد الرمز الشهيد حامد إدريس عواتي و إعادة دفن الرفاة ، تعرفُ و يعرفُ الكثير من الإرتريين تفاصيلها .

فهل كُرم القائد الشهيد ؟ نواصل .

تعليقات
لم يتم إضافة تعليقات حتى الآن.
المشاركة بتعليق
الاسم:

شفرة (كود) التحقق:


إدخال شفرة التحقق:

أحدث المقالات
· البرنامج السياسي الم...
· لا استطيع ان انعى قا...
· بقلوب راضية بقضاء ال...
· في ذكرى الاستقلال : ...
· في ذكرى الرحيل المر ...
الدخول
الاسم

كلمة السر



نسيت أو فقدت كلمة السر؟
يمكنك الحصول على كلمة جديدة من هنا.
الزيارات غير المكررة: 43,610,368 وقت التحميل: 0.16 ثانية